ضربت كوريا الشمالية عرض الحائط بالجهود الديبلوماسية لحل ملفها النووي وأجرت أمس تجربة نووية جديدة تحت الأرض هي الثانية خلال أقل من 3 سنوات، وتسببت في هزة أرضية متوسطة ضربت شمالي الدولة المنعزلة.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية تأكيد التجربة الناجحة، بالإشارة إلى أنها تدخل في سياق «تدابير لتعزيز قوى الردع النووي للدفاع عن النفس بكل السبل».
وتابعت وكالة الأنباء الرسمية: «جرت التجربة النووية الراهنة بأمان وبمعدلات عالية جديدة من حيث قوة المتفجرات والتقنية، وساعدت في حل مشاكل علمية وتقنية زادت من قوى السلاح النووي وتطوير التقنية النووية».
وسبق إعلان التجربة، هزة أرضية متوسطة، بلغت قوتها 4.7 درجات بمقياس ريختر، وفق وكالة المسح الجيولوجي الأميركية.
وفي وقت قدرت الوكالة مركز الهزة على بعد عدة أميال من الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية تجربة نووية في أكتوبر عام 2006، أكدت وزارة الدفاع الروسية حصول التجربة مشيرة إلى أن قوة الانفجار تراوحت بين 10 و20 كيلوطن.
ووفقا لوكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، فإن قوة الانفجار كانت شديدة لدرجة تشبه قوة انفجار القنبلة النووية التي ألقتها أميركا على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945.
وزاد من منسوب القلق والتنديد الدوليان قيام بيونغ يانغ أيضا بإطلاق اثنين من الصواريخ قصيرة المدى ليرتفع بذلك عدد الصواريخ التي تم إطلاقها إلى ثلاثة صواريخ.
ونشرت وكالة «يونهاب» للأنباء هذا الخبر استنادا إلى مصدر لم تحدده وذكرت أنه تم إطلاق جميع الصواريخ بنجاح من الساحل الشرقي.
وكانت يونهاب قد ذكرت في وقت سابق أن مدى الصاروخ الأول ربما يكون 130 كيلومترا.
انتقادات دولية
التجارب النووية الكورية المتلاحقة أثارت موجة عارمة من الانتقادات الدولية بدءا من الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي اعتبر أن ما قامت به كوريا الشمالية يشكل «خطرا على السلام الدولي» ودعا الى «تحرك للاسرة الدولية».
وقال أوباما في بيان ان «هذه الافعال، ولو انها لا تشكل مفاجأة نظرا الى تصريحات وأعمال (كوريا الشمالية) حتى الآن، هي مصدر قلق بالغ لدى جميع الدول».
وتابع ان «محاولات كوريا الشمالية لتطوير اسلحة نووية وبرنامجها للصواريخ البالستية، تشكل خطرا على السلام والأمن الدوليين».
وقال أوباما ان «الخطر التي تشكله انشطة كوريا الشمالية يستوجب تحركا من الاسرة الدولية».
وتابع أوباما انه «بإقدامها على عمل يشكل تحديا فاضحا لمجلس الامن الدولي، تتحدى كوريا الشمالية الاسرة الدولية بشكل مباشر وفظ».
ورأى ان «سلوك كوريا الشمالية يزيد من حدة التوتر ويقوض الاستقرار في شمال شرق آسيا. مثل هذه الاستفزازات لا تؤدي سوى الى زيادة عزلة كوريا الشمالية».
وكان جيران بيونغ يانغ اشد المنتقدين لتجاربها ففي حين اجرى رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ ـ باك، تحقيقا في تقارير التجربة ودعا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، قالت الصين الشريك الاكبر لبيونغ يانغ، انها «تعارض بحسم» التجربة النووية الاخيرة لكوريا الشمالية.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزارة الخارجية قولها «الحكومة الصينية تعارض بحسم التجربة النووية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية». كذلك طالبت طوكيو بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي من اجل فرض عقوبات على كوريا الشمالية، وقال وزير الخارجية الياباني هيرفومي ناكاسوني من هانوي حيث التقى نظيره الكوري الجنوبي يو نيونغ هوان «انه عمل غير مقبول». واكد ناكاسوني ان التجرية النووية الكورية الشمالية تشكل «انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي».
واضاف محذرا ان «اليابان تدين بشدة التجربة وتحتج عليها. ولوح وزير الخارجية بإمكان فرض طوكيو عقوبات خاصة من طرف واحد على بيونغ يانغ قائلا ان «اليابان بصفتها الدولة الوحيدة التي كانت ضحية قصف نووي» عليها «اتخاذ اجراءات حازمة».
من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهو كوري جنوبي، خطوة الشطر الشمالي الشيوعي، وقال الناطق باسمه: «بالنظر إلى هشاشة وضع المنطقة، وتعثر المفاوضات السداسية، مثل هذا الإطلاق ليس إيجابيا لجهود تعزيز الحوار أو أمن الإقليم واستقراره».
بيد ان كوريا الشمالية ردت على ذلك بخطاب شديد اللهجة لمجلس الأمن الدولي، قائلة إنها ستعتبر أي عقوبات محتملة قد يفرضها المجلس ضد الدولة الشيوعية «إعلانا للحرب».
وفي أوروبا، أجرت فرنسا مشاورات مع شركائها في مجلس الامن الدولي ومنطقة جنوب شرق آسيا، حول تداعيات إجراء كوريا الشمالية لتجربة نووية جديدة، وإمكانية تشديد العقوبات المفروضة عليها.
وفي لندن ندد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بالتجربة النووية معتبرا انها تشكل «خطرا على العالم» وستقوض احتمالات السلام في شبه الجزيرة الكورية. وقال براون في بيان «ادين باشد التعابير تجربة كوريا الشمالية النووية واعتبرها خاطئة وخطرا على العالم».
وتابع «ان هذا العمل يقوض احتمالات السلام في شبه الجزيرة الكورية ولن يخدم اطلاقا امن كوريا الشمالية».