بيروت ـ زينة طبارة
اوضح وزير الخارجية السابق المرشح عن دائرة كسروان ـ الفتوح فارس بويز، ان اسباب فك التحالف السياسي والانتخابي بينه وبين العماد عون، تكمن خطورتها في رغبة هذا الاخير اخذ البلاد الى مغامرة رئاسية جديدة وسوقها باتجاه ازمات وربما حروب جديدة قد تطيح هذه المرة بما تبقى من تلاحم وانصهار بين اللبنانيين، معتبرا انه انطلاقا مما سبق يرفض العماد عون وجود المعترضين والممانعين في صفوفه، كون غيابهم عن صفوفه يسهل عليه القيام بمحاولة ثالثة بعد العامين 1989 و2008 لاخذ البلاد الى حرب رئاسية جديدة بهدف السيطرة على السلطة وتسلم الحكم، معتقدا ان هناك تخطيطا من قبل العماد عون للعودة بعد الانتخابات النيابية الى طرح الموضوع اعلاه انما هذه المرة من خلال ما يسمى بالجمهورية الثالثة، مؤكدا انه لن يبصم غيبا على مشاريع سياسية غير مقتنع بها ولن يتعهد بمشاركة احد في مغامرات مماثلة.
دائرة كسروان ـ الفتوح
وعن المشهد الانتخابي في دائرة كسروان ـ الفتوح، اشار بويز في تصريح لـ «الأنباء» الى دورانه حول امرين اساسيين، الاول وطني ويتعلق بقانون الانتخاب للعام 2005 حيث افرز اشباه آلهة مذهبية اسرت البلاد في سجن مذهبي كبير، الامر الذي يعتبره بويز لا يسمح ببناء دولة بكامل مقوماتها الوطنية والادارية والشعبية، معتبرا ان الاصطفاف الاعمى وراء الزعيم الواحد الاوحد فتح باب ديكتاتورية المذاهب والمغامرات المذهبية واوصل البلاد الى ما وصلت اليه، والثاني شعبي، حيث يخوض الكسروانيون اليوم معركة التنوع على مستوى القيادات والخروج من احادية الزعامة، معتبرا انه على موارنة كسروان فتح باب التنوع والخيارات وتجنب الاصطفاف والالتحاق بالمشاريع السياسية الواحدة، الأمر الذي يرى فيه بويز ضرورة ملحة لوجود كتلة نيابية مستقلة ترجح دفة الموازين والخيارات، وذلك لاعتباره ان حصر التمثيل الشعبي في كتلتين كبيرتين فقط سيؤدي الى تعطيل مؤسسات الدولة وهو ما لمسته البلاد بالفعل والواقع طيلة السنين الأربع الماضية.
هذا ولفت بويز الى ان فرض النواب الخمسة على كسروان في دورة العام 2005، كان نتيجة ظروف معينة اثر عودة العماد عون من منفاه الباريسي كبطل لمحاسبة سورية في ظل موجة شعبية متعاطفة مع موقفه واثر وقوفه في وجه الحلف الرباعي آنذاك الأمر الذي أغدق عليه مزيدا من العطف والذي جعل جميع القيادات الكسروانية تقف الى جانبه وتدعمه منعا لنجاح التحالف المذكور، مشيرا الى ان تلك المناخات قد تبدّلت معالمها اليوم وانتفت عناصرها، معتبرا ان المفاجأة الكبرى كانت بعودة عون الى تسمية نفس النواب على لائحته الانتخابية الذين تميزوا بغياب كامل عن الساحتين السياسية والشعبية والذين وقفوا كالعصي لا حراك لهم داخل المجلس النيابي، والذين أثبتوا أيضا عدم قدرة على تمثيل الكسروانيين ومراعاة شؤونهم وشجونهم اليومية، موضحا ان ما سبق هو الذي دعاه الى اطلاق تسمية «قفص الصيصان المطواعين» على لائحته، مؤكدا ان كسروان والكسروانيين لن يرضوا بتكرار ما شهدوه خلال السنين الماضية وسيتصدون لعملية إلغاء قرارهم السياسي وتوجهاتهم وإرادتهم التي تبيّن حجم اختلافها بالشكل والمضمون مع توجهات العماد عون وفريقه السياسي.
المسار الطبيعي
وأكد بويز ان المسار الطبيعي للائحة المستقلين في كسروان التي ينتمي اليها، هو الدفاع عن رئاسة الجمهورية وذلك من خلال قطعها الطريق أمام مغامرات غرائزية رئاسية جديدة لدى العماد عون وغيره ممن لديهم شهوة السلطة، اضافة الى حمايتها الصرح البطريركي الذي طالته الانتقادات والشائعات بسبب وقوفه كالعادة مع الحق ومع ما هو لخير ومصلحة لبنان واللبنانيين دون تفرقة أو تمييز بين أحد منهم، مشيرا الى ان اللائحة المستقلة وحدها تستطيع ردع العماد عون والتخفيف من حجم كتلته بهدف اسقاط مغامراته الرئاسية.
وعن توضيح العماد عون لكلامه عن رئاسة الجمهورية وبالتالي زيارته الرئيس سليمان، أكد بويز ان متفحصي زيارة عون المذكورة وجدوها مليئة بالارتباكات وبالتلاعب على مواقفه التي سبقت الزيارة، أما من جهة توضيحاته لكلامه الذي هاجم به الرئيس سليمان والبطريرك صفير والذي عاد وتراجع عنه لأسباب مؤقتة تتعلق بمزاج الناخب المسيحي، لم تطمئن الآخرين الى حسن نوايا الرجل والى تبديل قناعاته المحصورة بشهوته للسلطة وللوصول الى سدة الرئاسة لاسيما ان تاريخه يشهد على استعداده الدائم لنسف البلاد برمتها من أجل تحقيق غريزته الرئاسية، والتي حاول تحقيقها في العام 1989 من خلال استعمال القوة العسكرية واشعال حروب عبثية أدت الى تدمير البلاد وانتهت باتفاق الطائف، وفي العام 2008 من خلال تعطيل الانتخابات الرئاسية لمدة 7 أشهر وشل العمل السياسي وانتهت باتفاق الدوحة، معتبرا ان فوز العماد عون بالانتخابات النيابية سيعيده الى الدوران داخل حلقة الغريزة الرئاسية لديه التي تعتبر أخطر ما في تطلعاته المستقبلية والتي تحمل مشروعا انقلابيا حقيقيا لتحقيقها وهو ما يفسّر «بالجمهورية الثالثة ثابتة» بحسب ما نشره التيار الوطني الحر عن لوحاته الإعلانية الانتخابية.
وختم بويز لافتا الى محاولة العماد عون لعب دور الضحية كعادته أمام الشعب لكسب عطف هذا الأخير للمضي معه في مشاريعه الشخصية ولو على حساب قيام الدولة، مشيرا الى انه على أبناء كسروان كما على اللبنانيين جميعا ان يدركوا ان التقوقع وراء زعامة واحدة مطلقة في المذهب الواحد أيا كان هذا المذهب لا يمكن ان يصل بهم سوى الى الخراب، الأمر الذي يفرض خيار التنوع القيادي داخل المذاهب وعلى كسروان اعادة الصوت الكسرواني الى أهاليها وعوائلها وان تكون الرائدة في نشر الديموقراطية والتعاطي بحضارة في الموضوع السياسي.