Note: English translation is not 100% accurate
الوضع الفلسطيني بعد حرب لبنان: توافق أم مزيد من التناحر؟
السبت
2006/8/26
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1317
يبدو ان الحالة الفلسطينية تتشابه مع الحالة اللبنانية، فبعد اسر حزب الله الجنديين الاسرائيليين والعدوان الاسرائيلي على لبنان، ايقن الفلسطينيون، رئاسة وحكومة وفصائل وحتى في الشارع الفسلطيني، ان انتصار حزب الله او هزيمته ستحدد ملامح «مرحلة ما بعد الاسير الاسرائيلي جلعاد شاليت».
وبعد انتصار حزب الله على اسرائيل اعتبرت حركة حماس ان هذا النصر على المنظومة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وشنت بأيد اسرائيلية وإرادة اميركية فخر للجميع.
خلال فترة الحرب وتحسبا لاحتمالات هزيمة حزب الله بدا الفلسطينيون ميالين الى فك ارتباط بين الملفين اللبناني والفلسطيني وبين قضية الجنديين الاسرائيليين الاسيرين هنا والجندي الاسير هناك، وبدت ملامح توجه او اتفاق الى ضرورة اطلاق شاليت في اطار صفقة شاملة تشمل ايضا وقف اطلاق الصواريخ من الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة والعودة الى حال التهدئة التي سادت طوال العام الماضي، في مقابل توقف اسرائيل عن سياسة الاغتيالات والاعتقالات والعدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.
ومن ضمن المخارج تشكيل حكومة وحدة وطنية في مرحلة ما بعد شاليت بالتوافق مع المجتمع الدولي، ما يتيح للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية واخيرا اسرائيل، القول ان هذه الحكومة ليست حكومة «حماس» وبالتالي رفع الحصار العالمي والسياسي عنها.
ولكن بعد ان هدأت اصوات المدافع في لبنان، بدأ الفلسطينيون يتحسبون للحظة التالية. فتوقف الحرب يثير قلقهم من محاولة اسرائيل تعويض خسارتها في لبنان، وقد صدرت اشارات عديدة من اسرائيل تدعم هذه المخاوف، وقد جاء في التقارير الاسرائيلية ان «رغبة الجيش الاسرائيلي في استعادة كرامته الضائعة في لبنان على ظهور الفلسطينيين قائم ومتوقع لأن هذا الجيش يفكر انه إذا لم ينجح في بنت جبيل فيمكنه التعويض عن ذلك في نابلس».
وما يثير القلق اكثر انه امام عدم رغبة اسرائيل التفاوض مع الفلسطينيين او تقديم اي شيء لهم، وعدم استعداد المجتمع الدولي لتوجيه اي ضغط عليها، فإن من المستبعد حدوث اختراق سياسي مهم حتى في حال اتفاق الفلسطينيين على القيام بخطوات جديدة ينظر اليها في واشنطن وتل ابيب على انها ايجابية.
ويقول المراقبون عن قرب للحال الفلسطيني ان ما تطلبه اميركا واسرائيل من رأس السلطة اكبر من طاقته بكثير، وبالتالي فإن مقعده غير مضمون في المعادلة الجديدة للمنطقة، معادلة ما بعد الحرب على لبنان او معادلة «الشرق الاوسط الجديد».
ويتوقع البعض ان تتحول السلطة بعد الحرب الى جسم اشبه بالسلطة البلدية بعد عزل رئيسها بحجة ضعفه، كما جرى عزل حكومتها بسبب خروجها عن «الشرعية الدولية» او الشرعية الاميركية».
رئيس السلطة الفلسطينية بات امام خيارين بعد الحرب على لبنان: الاول هو ترتيب البيت الداخلي استعدادا لتحرك سياسي جديد يكرسه شريكا وطرفا في اي عملية سياسية مقبلة، والثاني بقاء الوضع الحالي في الاراضي الفلسطينية على ما هو عليه الآن، في وقت تضعه واشنطن امام خيارات صعبة، فلا هو قادر على اقناع حماس بتغيير مواقفها، ولا هو قادر على ازاحتها عن الحكم بعد الفوز الساحق الذي حققته في الانتخابات.
والاميركيون يقولون ايضا ان عباس «رئيس ضعيف وغير قادر على اتخاذ الخطوات الضرورية»، وفي اللقاءات الخاصة يقول العديد منهم: «لقد غسلنا ايدينا منه منذ فوز حماس وتشكيلها الحكومة ببرنامجها».
يتبع...
اقرأ أيضاً