في وقت أطلقت فيه اسرائيل امس أضخم مناورة في تاريخها على كل اراضيها لاختبار قدراتها على الرد على ما اسمته اطلاق قذائف من لبنان وقطاع غزة وصواريخ من ايران وسورية، عاد شبح الاشتباكات المسلحة بين حركتي فتح وحماس ليحصد 6 قتلى في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية. وقد تبادلت الحركتان الاتهامات حول المسؤولية عن الاشتباكات التي اوقعت القياديين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» محمد السمان وحمد ياسين وثلاثة من أفراد الأجهزة الأمنية قتلى بعد محاصرة الأجهزة للقياديين في منزل قتل صاحبه أيضا في الاشتباكات.
واتهمت فتح في بيان لها امس حركة حماس في الضفة بأنها تكدس أسلحتها من اجل إثارة الفتنة والبلبلة في صفوف المواطنين ومن اجل خلق حالة من عدم الاستقرار لدى الأجهزة الأمنية في المحافظة.
تعطش حماس
واعتبرت أن «ما جرى صباح امس يؤكد أكثر من أي وقت مضى تعطش حركة حماس لسفك الدماء وإثارة الفتن».
وأكدت فتح «وقوفها إلى جانب الأجهزة الأمنية في فرض الأمن والأمان والاستقرار في محافظة قلقيلية وأنها لن تسمح بأي شكل من الأشكال بأن ينتقل ما جرى في غزة إلى ارض الضفة وستسعى الحركة للضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الانقلاب أو الانفلات من القانون».
في المقابل اعتبر المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم ان ما جرى في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية يوضح المهمة الرئيسية لهذه الأجهزة ومستوى التنسيق الأمني الخطير مع العدو الصهيوني لملاحقة وتصفية المقاومة وحركة حماس.
وقال إن «هذه الجريمة الخطيرة هي بمثابة استكمال لدور المحتل الصهيوني الإجرامي بحق أبناء شعبنا مما يؤكد الدور التكاملي بين أجهزة أمن أبومازن والاحتلال الصهيوني لاستئصال شأفة المقاومة وقتل المجاهدين واعتقالهم وتصفيتهم في وتيرة تصعيد خطيرة بين يدي استكمال المشوار التفاوضي الهزلي بين أبومازن والاحتلال الصهيوني».
وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس «المسؤولية الكاملة» عن «اغتيال المجاهدين وتصفية المقاومة وكل ما يقوم به من أدوار تكاملية إجرامية مع العدو الصهيوني».
تطبيل وتزمير
وقال: «لا نعفي قيادة حركة فتح من هذه المسؤوليات لأنها هي التي دائما ما تطبل وتزمر لكل ما يقوم به أبومازن من دمار وانقسام وتنسيق وتعاون مع العدو الصهيوني».
في المقابل تباينت مواقف الفصائل الفلسطينية من الحادث فقد وصفت حركة الجهاد الإسلامي مقتل القياديين في «كتائب القسام» الذراع المسلحة لحركة حماس بأنه عملية «اغتيال» معتبرة ذلك «خيانة بحق الوطن ويتوجب محاكمة كل المسؤولين عن الجرائم بحق المقاومة» بينما طالبت الجبهة الشعبية بتشكيل لجنة تحقيق وطنية في الحادث.
وقال القيادي في الحركة أبوالقسام في بيان «إن جريمة اغتيال هؤلاء القيادات علي أيد فلسطينية تأكيد على خيانة هذا المشروع الانهزامي الذي تقوده سلطة رام الله وهي محاولات لاجتثاث المقاومة إما باعتقال المقاومين أو اغتيالهم».
في هذه الاثناء، ومع استمرار رفضها تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، اعلن متحدث عسكري ان اسرائيل بدأت امس على كل اراضيها تدريبا غير مسبوق على انذار ودفاع مدني تتم خلاله محاكاة هجمات بالصواريخ وقصف جوي مكثف وسلسلة هجمات.
المناورات الأكبر
وهذه المناورات الاكبر في تاريخ اسرائيل تستمر خمسة ايام، وستتيح اختبار قدرات اسرائيل على الرد على اطلاق قذائف من لبنان وقطاع غزة وصواريخ من ايران وسورية حسبما اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع.
وبحسب السيناريوهات، ستقوم فرق الاغاثة وقوات الجيش والشرطة والبلديات والوزارات باختبار قدرة المدنيين الدفاعية في حال وقوع هجمات بالاسلحة التقليدية والكيميائية او الجرثومية.
الجبهة الخلفية
وصرح نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي لاذاعة الجيش الاسرائيلي «يعتبر خصومنا ان الجبهة الخلفية نقطة ضعفنا وعلينا تعزيزها والاستعداد لمواجهة اي احتمال».
وسيتم غدا اطلاق صفارات الانذار في جميع ارجاء البلاد في اطار تدريب على وقوع غارة جوية وشيكة والطلب من السكان النزول الى الملاجئ خلال ثلاث دقائق.
من جهتها ستعقد الحكومة الاسرائيلية اجتماعات وهمية يتخذ خلالها الوزراء قرارات لمواجهة مثل هذه السيناريوهات.
وهي ثالث تدريبات من هذا النوع منذ الحرب على حزب الله اللبناني في يوليو 2006.
ويأتي هذا التدريب بعد ايام من تدريب دام اربعة ايام قام به الجيش الاسرائيلي لاختبار قدراته الدفاعية في حال وقوع هجمات جوية سورية او ايرانية.
إلى ذلك، تراجعت الحكومة الاسرائيلية امس في صيغة مشروع قانون حول «النكبة» عن حظر كل أنشطة إحياء هذه المناسبة، وهو ما يقوم به عرب اسرائيل سنويا بمناسبة اعلان قيام دولة اسرائيل عام 1948.