استعدادا للزيارة التاريخية لمصر التي تسبقها زيارة للسعودية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز غدا، انهت مصر الترتيبات الأولية لاستقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد غد حيث سيوجه خطابا للعالم الاسلامي من جامعة القاهرة، يقدم له د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. وانتشرت الشرطة في كل الاماكن التي سيمر فيها، كما استدعت مئات الطلاب الاجانب لاستجوابهم والتحقق من سلامة اوراق اقامتهم.
وقال مسؤول امني «انها خطة كبيرة لم نشهد مثلها من قبل». استعدادا لاستقبال اوباما بزيارة تستغرق عدة ساعات للقاهرة يلتقي خلالها الرئيس المصري حسني مبارك في قصر القبة في حي مصر الجديدة قبل ان ينتقل الى جامعة القاهرة لالقاء خطابه الموجه للعالم الاسلامي. وذكرت الصحف المصرية انه سيزور كذلك اهرامات الجيزة ومسجد السلطان حسن في منطقة القلعة.
من جهة أخرى شددت رئاسة جامعة القاهرة على عمداء الكليات بالجامعة بضرورة اختيار 10 طلاب من كل كلية مشهود لهم بعدم التحيز ضد زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما لمصر.
وكثفت جامعة القاهرة استعداداتها لاستقبال الرئيس الأميركي، ويواصل عمال النظافة تنظيف قبة الجامعة النحاسية، والأضواء الكاشفة لها من الأتربة. وتشهد منطقة «بين السرايات» الملاصقة لجامعة القاهرة وجودا أمنيا مكثفا وعمليات تمشيط واسعة لمساكن الطلبة التي تقع بجوار الجامعة، ومحال تصوير الأوراق والمكتبات ومقاهي المنطقة، كما أزالت شرطة المرافق بمحافظة الجيزة العديد من الأكشاك العشوائية التي تباع فيها الكتب الجامعية.
في هذه الاثناء، رحب مجلس الشورى بزيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما لمصر بعد غد، وأعرب عن أمله في أن تسهم الزيارة في تحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
في هذه الاثناء وبينما يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لجولة في الشرق الأوسط، يبحث مسؤولو إدارته سبل تشديد موقفهم ضد أي توسيع للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن جميع الإجراءات المطروحة للمناقشة رمزية إلى حد كبير وتتضمن سحب الدعم الرسمي المعتاد في معظم الأحيان لإسرائيل في الأمم المتحدة إذا لم يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجميد بناء المستوطنات.
ومن بين الإجراءات امتناع الولايات المتحدة عن الاستخدام الفوري للڤيتو ضد القرارات الأممية التي تعارضها إسرائيل، أما وضع شروط لضمانات القروض لإسرائيل كما فعل الرئيس جورج بوش الأب قبل 20 عاما فهو أمر غير مطروح للنقاش.
وعلى الرغم من أن الأمر لا يعدو كونه رمزيا، سيظهر علنا غضب الولايات المتحدة من حليفتها التقليدية إسرائيل، فإنه يمثل تحولا حادا عن الإدارة السابقة التي حصرت استياءها من التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في تصريحات ديبلوماسية صيغت بدقة وصفته بأنه «غير مفيد».
الا ان نتنياهو كرر امس رفضه تجميد الاستيطان على الرغم من ضغوط أميركية متزايدة على حكومته للامتناع عن مواصلة تنفيذ أعمال بناء في المستوطنات فيما طالبته رئيسة حزب كديما ورئيسة المعارضة تسيبي ليڤني بالامتناع عن إحداث أزمة ديبلوماسية مع الإدارة الأميركية.
وأعلن نتنياهو خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست التي يشارك للمرة الأولى في اجتماعاتها منذ توليه رئاسة الحكومة «لن نجمد الحياة في يهودا والسامرة» في اشارة الى الضفة الغربية لكنه ادعى ان حكومته ستخلي بؤرا استيطانية عشوائية.