- المرزوقي: مستعد لأن أهنئ خصمي إن فاز وأنتظر أن يهنئني إن فزت
اقترع التونسيون أمس لاختيار رئيس جديد للبلاد في دورة انتخابية ثانية تنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي (69 عاما) والباجي قائد السبسي (88 عاما) مؤسس ورئيس حزب نداء تونس العلماني الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة.
ومن المفترض ان تنهي هذه الانتخابات مرحلة انتقالية صعبة تعيشها تونس منذ الاطاحة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وقبل ساعات من فتح مكاتب الاقتراع امس، قتل الجيش في منطقة حفوز من ولاية القيروان (وسط) مسلحا وأوقف ثلاثة آخرين قالت وزارة الدفاع انهم حاولوا مهاجمة عسكريين يحرسون مدرسة داخلها «مواد انتخابية».
وقال المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع لفرانس برس «يقظة العناصر العسكرية وسرعة رد فعلهم مكنتهم من إحباط العملية التي أسفرت عن مقتل مسلح كانت بحوزته بندقية صيد، والقبض على ثلاثة مشتبه بهم أحدهم مصاب في يده».
وأضاف ان عسكريا «أصيب بجروح خفيفة في كتفه» خلال صد الهجوم. وتابع ان وزارة الداخلية فتحت تحقيقا في الحادثة لافتا إلى أن «الإرهابيين لا يستعملون عادة بنادق الصيد» في هجماتهم.
وفي أول رد رسمي على هذه الحادثة، قال مهدي جمعة رئيس الحكومة غير الحزبية التي تقود تونس منذ بداية 2014 وحتى إجراء الانتخابات العامة «هي محاولات يائسة لأنهم (المسلحون) واعون ان اليوم (امس) هو آخر شوط لاستهداف المسار (الانتقالي)» في تونس.
وأضاف في تصريح للصحافيين بعد قيامه بالتصويت في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة تونس «سننتقل من (الوضع) الانتقالي الى الاستقرار، وستكتمل المنظومة السياسية الديموقراطية الجديدة».
وجرت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أيام من توجيه جهاديين في تنظيم «داعش» تهديدات الى تونس ودعوتهم التونسيين الى مقاطعة الانتخابات.
وتبنى هؤلاء الجهاديون في شريط فيديو نشروه على الانترنت مساء الاربعاء الماضي اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013 وهددوا بتنفيذ اغتيالات أخرى. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تبني عمليتي الاغتيال اللتين أدخلتا تونس في أزمة سياسية حادة.
ونشرت تونس عشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة لتأمين الانتخابات.
ودعي الى انتخابات امس نحو 5.3 ملايين ناخب من المسجلة أسماؤهم على اللوائح الرسمية للاقتراع وفق «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات». وفتحت مراكز الاقتراع الساعة الثامنة (7.00 تغ).
وجرت عمليات التصويت في نحو 11 ألف مكتب اقتراع موزعة على 27 دائرة انتخابية داخل تونس. وبالنسبة الى التونسيين المقيمين في الخارج بدأت عمليات التصويت منذ الجمعة وتواصلت حتى امس. وكان قائد السبسي والمرزوقي تأهلا الى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على نسبة 39.46% و33.43% من إجمالي اصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر الماضي.
وتميزت الحملة الانتخابية للدورة الثانية بحدة في خطاب المرشحين وبتبادلهما الاتهامات ما أجج التوتر وأثار استياء كثير من التونسيين.
وقال قائد السبسي ان المرزوقي «متطرف» و«خطير» وانه ما كان له بلوغ الدورة الثانية لو لم يصوت له «الإسلاميون» و«السلفيون الجهاديون». كما قال انه «خرب البلاد» خلال فترة حكم «الترويكا».
في المقابل يرى المرزوقي ان قائد السبسي الذي عمل رئيسا للبرلمان بين 1990 و1991 في عهد بن علي، وشغل حتى 2003 عضوية اللجنة المركزية لحزب «التجمع» الحاكم في عهد الرئيس المخلوع، «يمثل النظام القديم» ويعتبر انه «خطر على الديموقراطية وعلى الثورة».
وقال تاجر يدعى محمد الطيب «ربما مرشحانا ليسا الأفضل لكننا نتقدم والديكتاتورية انتهت».
وقال المرزوقي للصحافيين امس بعد قيامه بالتصويت «اللعبة الديموقراطية تقتضي ان نقبل بالنتيجة وأن يعتبر من ينتصر نفسه رئيس كل التونسيين، وأنا مستعد ان أهنئ خصمي إن فاز وانتظر أن يهنئني إن فزت».