عمر حبنجر
اختتمت الحملات الانتخابية في لبنان أمس بسلسلة مهرجانات للموالاة والمعارضة، وقال فيها كل منهم، ما لن يستطيع قوله اليوم وغدا، التزاما بقانون الانتخابات الذي يوجب على المرشحين الإفساح في المجال أمام الناخبين ليفكروا بحرية ودون ضغط البروباغاندات الانتخابية، فيما يرونه مستحقا لأصواتهم، في اليوم الأخير من الحملة والذي يسبق فتح الصناديق اعتبارا من صباح غد الأحد.
وأبرز المهرجانات الختامية، مهرجان تيار المستقبل في قاعة «بيال» الضخمة والذي أقيم عصرا بحضور زعيم التيار سعد الحريري ومرشحيه في جميع المناطق، ولقاء إعلامي حاشد للمرشح الكتائبي عن دائرة المتن الشمالي سامي الجميل في مقر الحزب في الصيفي (بيروت) ومهرجان انتخابي للتيار الوطني الحر في الدائرة الأولى بالأشرفية، اضافة الى اطلالة تلفزيونية للعماد ميشال عون مساء، رد فيها على مجمل الحملات التي استهدفته وتناول خصوصا مسألة انسحاب المرشح عن دائرة جبيل اميل نوفل لمصلحة المرشح المستقل ناظم الخوري ومرشح 14 آذار فارس سعيد، والتي قلبت الموازين في هذه الدائرة لغير مصلحة التيار العوني.
الحريري لإخراج لبنان من لعبة المحاور
الى ذلك تمنى رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ان يتقبل الجميع نتائج الانتخابات، وان يساهم الجميع في بناء المؤسسات وقيام الدولة، وقال في حديث متلفز: إذا ربحت المعارضة فإن حقها الديموقراطي ان تشكل الحكومة التي تريد، ومن جهتنا فنحن لن نسمح لأحد بضرب مؤسسات الدولة والسما زرقا.
وشدد الحريري على ضرورة اخراج لبنان من لعبة المحاور، سواء إيران أو سورية أو أميركا أو غيرها، لكن مصادر في 14 آذار تحدثت عن عوامل لعبت دورا أساسيا في اتجاه توحيد صفوف المستقلين مع 14 آذار في دائرة جبيل أبرزها تكليف عناصر حزب الله تنظيم أمن المهرجان الانتخابي الذي دعا إليه التيار الوطني الحر في جبيل، واستقدام جماهير من الضاحية الجنوبية لتكبير الحشد وخطاب العماد عون الذي دافع فيه عن حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله.
العماد عون والشمس البرتقالية
لكن العماد عون رأى ان «الفريق الآخر» يعتمد على النسيان، ليجدد الخطاب ذاته من دون ان يطبق شيئا مما يعد به.
وقال امام وفد من «الانتشار اللبناني» زاره في الرابية امس، ان السماء لا يمكن ان تكون زرقا الا اذا كانت الشمس البرتقالية مشرقة، في اشارة الى شعار تيار المستقبل «السماء الزرقاء»، ووصف عون مدرسة الحريري بأنها اسوأ مدرسة سياسية لانها اقامت الاقتصاد على الفساد والافساد والدين العام والاستدانة والضرائب لتجعل المواطنين يشحذون.
بدوره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد قال في احتفال انتخابي امس ان من كان ينتظر هزيمتنا في حرب يوليو 2006، هو نفسه من ينتظر هزيمتنا اليوم في الانتخابات النيابية التي ستحدد مستقبل المرحلة المقبلة على مستوى علاقات لبنان، واضاف ان المعارضة اختارت ان تقدم لهذا الوطن فرصة تاريخية من اجل اعادة التوازن اذا ما حازت الاكثرية، وهي تمد يدها للاخرين الخاسرين ليتشاركوا معها في المحافظة على البلد والتصدي للعدو الاسرائيلي.
وفي بيروت اعلن المرشح للمقعد السني في بيروت الثانية نهاد المشنوق ان حزب الله لن يصوت لمصلحته، وفق ما نصت عليه اتفاقية الدوحة بين 8 و 14 اذار.
وكان الحزب اعلن التزامه بتسوية الدوحة، لكنه لم يقل انه سيصوت لمصلحة المشنوق بخلاف موقف حركة امل، ما جعل المرشح المشنوق يخشى جهارا من ان تصب اصوات انصار الحزب في صندوق منافسه عدنان عرقجي المدعوم اقليميا.
أرسلان: فوز المعارضة ضمان للبنان
الوزير طلال ارسلان المرشح للمقعد الدرزي الثاني في دائرة عاليه راى ان فوز المعارضة هو ضمانة للبنان، لان المعارضة تطرح كل شيء على قاعدة الشراكة والسلم الاهلي، غامزا بذلك من قناة قوى 14 اذار التي ترفض حكومة الشراكة بين الاكثرية والاقلية وتصر على قيام حكومة ومعارضة علما ان فوز ارسلان بالمقعد النيابي منوط بترك وليد جنبلاط المقعد الدرزي الثاني شاغرا في اللائحة التي يدعم مع 14 اذار في عالية.
سكاف: لا للحريرية السياسية
وفي دائرة زحلة التي تمثل احدى نقاط ضعف المعارضة الحالية، تحدث الوزير الياس سكاف رئيس لائحة الكتلة الشعبية المدعومة من حزب الله والتيار الوطني الحر، عن رشاوى تدفع لرؤساء اقلام الاقتراع في سراي زحلة، وان مخابرات الجيش اعتقلت الراشين والمرتشين وانه سجل شكوى امام الجهات المختصة، وقال سكاف انه مصمم على محاربة الحريرية السياسية في زحلة.
وكان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تقدم بشكوى امام هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية ضد لائحة الكتلة الشعبية في زحلة، بسبب تعليقها صوره في شوارع المدينة، التي هو ليس مرشحا فيها، بقصد اثارة الشحن الطائفي ضد لائحة الاكثرية.
19000 قادم خلال يومين
وقال المدير العام للطيران المدني حمدي شوق ان 19 الف لبناني وصلوا الى مطار بيروت خلال يومين فقط مستقلين طائرات «شارتر» للمشاركة بالانتخابات.
وفي التقديرات ان بين هؤلاء نحو 5000 ناخب أرمني استقدمهم حزب الطاشناق بتمويل من المعارضة وبغرض تعزيز موقف مرشحيها.
وقال مرشح الحزب الشيوعي في مرجعيون سعد الله مزرعاني ان اسباب التأزم في المعركة الانتخابية ناتجة عن الانقسام السياسي الكبير الذي ينعكس على المعركة، اضافة الى الصراع في المنطقة والدعم الخارجي الهائل والعصبيات المذهبية، فضلا عن دور الإعلام الذي قدم ذروة من المبادرات والتعابير التي زادت من حدة التأزم.
يبقى ان وزير الداخلية زياد بارود سيتجول على مراكز الاقتراع بواسطة مروحية عسكرية.