أبلغ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال لقائهما في الرياض الاربعاء الماضي ان صبر العرب بدأ ينفد حيال توقف عملية السلام في الشرق الاوسط، ودعاه الى «فرض الحل إن لزم الأمر».
ونقلت صحيفة الحياة عن مصادر مطلعة لم تكشفها ان خادم الحرمين قال لاوباما «نريد منكم مشاركة جادة في حل القضية الفلسطينية وفرض الحل ان لزم الامر». ووفقا للمصادر، قال خادم الحرمين ان «صبر العرب ينفد وطرح المبادرة العربية العام 2002 لم يكن نتيجة ضعف من الجانب العربي، بل لأن العرب يريدون السلام ولديهم رغبة صادقة في تحقيق السلام والعيش بسلام».
وكان الملك السعودي تقدم منذ 2002 بمبادرة للسلام تدعو اسرائيل الى تطبيع في العلاقات مع الدول العربية لقاء انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي المحتلة في 1967. واضاف «نحن (العرب) نريد ان نتفرغ لبناء الانسان وتأسيس جيل قادر على مواجهة المستقبل بالعلم والعمل».
وذكرت الصحيفة ان «خادم الحرمين ابلغ اوباما ان اميركا لا تشارك بجدية في الحلول المطروحة لحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي، وان حل القضية الفلسطينية سيكون المفتاح السحري لحل قضايا المنطقة كافة».
وقام اوباما الاربعاء الماضي بأول زيارة له الى السعودية عشية خطاب ألقاه في القاهرة موجه الى العالم الاسلامي، وعبر فيه عن التزامه السعي لإقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
هذا، ومن المنتظر ان يدلي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع المقبل بموقفه من عملية السلام، خاصة ان موقفه من «حل الدولتين» والاستيطان لا يتوافق مع موقف الرئيس اوباما منهما.
وقال نتنياهو امس انه سيلقي خطابا يتناول سياسته الاسبوع المقبل وسيكافح من اجل «الوصول الى الحد الاقصى من التفاهم» مع واشنطن بشأن قضايا السلام.
وأبلغ وزراءه خلال جلسة للحكومة امس «سألقي خطابا ديبلوماسيا رئيسيا الأسبوع المقبل أعرض فيه لمواطني اسرائيل مبادئنا لتحقيق السلام والامن».
وأضاف «أود ان أوضح ان نيتنا هي تحقيق سلام مع الفلسطينيين ومع دول العالم العربي، بينما نحاول الوصول الى الحد الاقصى من التفاهم مع الولايات المتحدة واصدقائنا في العالم». ولم يتطرق نتنياهو الى مساحات الاختلاف الرئيسية مع واشنطن وهي التوسع الاستيطاني الذي يعارضه اوباما والدولة الفلسطينية التي لم يعززها نتنياهو. وقال نتنياهو الذي يرأس ائتلافا يمينيا ويضم أحزابا تؤيد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة انه سيتشاور مع الاحزاب السياسية قبل القاء خطابه. ووعد الرئيس اوباما امس الاول ببذل اقصى مجهود ممكن لكسر الجمود المسيطر على عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين منذ سنوات.
ليڤني: أميركا لم تؤيد الاستيطان
قالت رئيسة حزب كاديما ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليڤني امس إن الولايات المتحدة لم تؤيد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية أبدا.
وأكدت ليڤني في مقابلة أجرتها معها الإذاعة الإسرائيلية العامة وإذاعة الجيش الإسرائيلي أن «الولايات المتحدة لم تؤيد الاستيطان أبدا ولا شيء جديدا في موقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما».
واعتبرت أن «حكومة إسرائيلية توافق على مبدأ الدولتين بإمكانها أن تحافظ على الكتل الاستيطانية تحت سيادة إسرائيل في إطار المفاوضات».
وأضافت أن «الرئيس الأميركي السابق جورج بوش اعترف في حينه بالحاجة إلى أخذ الوضع الميداني الناشئ أي وجود الكتل الاستيطانية بعين الاعتبار»، وذلك في إشارة إلى «رسالة الضمانات» التي سلمها بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون في العام 2004.
وقالت ليڤني إن الإدارة الأميركية لن تدعم إسرائيل مادامت لا تعترف بحل الدولتين وأنه «كان واضحا في الماضي بأن إسرائيل توافق على عملية السلام لكن الحكومة اليوم ليست مستعدة لدفع أية عملية لرسم حدود مستقبلية والأجواء السائدة في العالم هي أن كل ما تحاول إسرائيل تنفيذه هو كسب الوقت، ولذلك فإن الضغط الدولي إنما سيتصاعد وحسب».
أوامر هدم في القدس
في غضون ذلك، قالت وزارة شؤون القدس الفلسطينية إن البلدية الإسرائيلية في القدس أصدرت دفعة جديدة من أوامر الهدم بحق 13 منزلا سكنيا في حي جنة عدن في بيت حنينا بحجة عدم الترخيص. وقال بيان صدر عن الوزارة إن المنازل مملوكة لعائلات فلسطينية مقدسية ويقطنها أكثر من 100 فرد. وأضاف البيان أنه تم تحويل أوامر الهدم إلى جهات قضائية لاستصدار أوامر احترازية، مؤكدا أن الوزارة ستتابع هذه القضية.
الى ذلك، قالت مصادر عسكرية امس تل ابيب ستدفع تعويضات لخمسين أسرة فلسطينية تعرضت أملاكها في الخليل بالضفة الغربية لاعتداءات من قبل المستوطنين اليهود. وأضافت المصادر أن هذه التعويضات التي ستدفعها وزارة الدفاع ستبلغ 62500 دولار، وذلك اثر قرار الادارة العسكرية التي تلقت شكاوى من الفلسطينيين.