أعلن مصدر طبي فلسطيني انتشال جثث خمسة نشطاء فلسطينيين أثر الاشتباكات العنيفة مع الجيش الإسرائيلي صباح امس شرق مدينة غزة.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية لوكالة «د.ب.أ»: «إن الأطقم الطبية انتشلت جثث خمسة مقاومين، فيما جرى نقل ثلاثة جرحى على الأقل إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة».
وجرت الاشتباكات في محيط معبر ناحل عوز (الشجاعية) وسط دوي عدة انفجارات هائلة في ساعة مبكرة من صباح امس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إحباط عملية لخطف جنود إسرائيليين قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة في محيط معبر ناحل عوز. وقال متحدث باسم الجيش إن قواته قتلت أربعة مسلحين فلسطينيين على الأقل أثر تبادل عنيف لإطلاق النار، لافتا إلى أن مجموعة مسلحين فلسطينيين كبيرة نسبيا حاولت اختراق السياج الفاصل.
وذكر المتحدث أن المسلحين الفلسطينيين عمدوا إلى تفجير عبوة ناسفة في محيط الاشتباكات دون وقوع إصابات في أفراد القوة الإسرائيلية. وقال سكان فلسطينيون إن دخانا ينطلق من منطقة شرق الشجاعية، في حين رد الطيران الإسرائيلي (الاباتشي) بإطلاق صاروخين على المنطقة واستخدم الجيش القذائف المدفعية. وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الاشتباكات معقدة وكانت تهدف إلى اختطاف جنود إسرائيليين قبل تدخل الطيران الإسرائيلي.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن الطائرات المروحية والدبابات شاركت في التصدي للمسلحين الفلسطينيين، فيما أطلقت قذائف هاون من داخل حدود القطاع وحضرت بعض السيارات في محاولة لتأمين انسحاب المجموعة المهاجمة، إلا أن الطائرات قصفتها وأوقعت بداخلها إصابات.
وفي تعليق على الاحداث، قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إن مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة دليل على النوايا الإسرائيلية «العدوانية» تجاه القطاع.
وأضاف هنية في تصريحات للصحافيين في غزة خلال تفقده اليوم الأول من امتحانات الثانوية العامة «أن الممارسات الإسرائيلية تؤشر لعدم احترام التوجهات الفلسطينية نحو إبرام تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة في قطاع غزة».
من جهة أخرى، أكد هنية إجراء اتصالات على أعلى مستوى بين حركتي فتح وحماس والمسؤولين المصريين لتطويق أزمة الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية «التي تلقي بظلال وخيمة على أجواء الحوار الفلسطيني». وأشار هنية إلى أن اجتماعا بين قيادة حركة حماس سيعقد خلال الساعات القليلة المقبلة مع المسؤولين المصريين لبحث فرص الحوار الفلسطيني.
على صعيد متصل، يلتقي مدير جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان اليوم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وذكرت وكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية ان سليمان ومشعل سيبحثان اليوم إنهاء الانقسام الفلسطيني بما يفسح المجال أمام توقيع الاتفاق النهائي للمصالحة الفلسطينية في القاهرة في 7 يوليو المقبل لتمهيد الطريق للعملية السياسية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول مصري «رفيع المستوى» قوله ان اللقاء يأتي انطلاقا من حرص مصر على إنهاء الانقسام الفلسطيني في أسرع وقت ممكن في ضوء الخطاب السياسي الأميركي الجديد والذي يمهد لاستئناف العملية السياسية وتحقيق السلام في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما نقلت الوكالة عن «مسؤول رفيع» بحركة فتح قوله إن القاهرة ستدعو خلال الايام المقبلة أعضاء لجنة الحوار الوطني الفلسطيني الخمسة التي تم تشكيلها في أول جولة للحوار لتقديم ردود بشأن القضايا الخلافية على طاولة الحوار الوطني لإنهائها قبل 5 يوليو المقبل.