اعتبر الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر «رئيس مركز كارتر الدولي لمراقبة الانتخابات» ان أحد أهم الأمور حاليا في لبنان هو تشكيل حكومة ائتلافية والتفكير في السبل الكفيلة بمساعدته في المستقبل لتحقيق الاهداف التي وضعها الشعب اللبناني لنفسه.
ولفت، في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر امس في بيروت، الى ان مركز كارتر ملتزم بالمساعدة على تطوير الانتخابات والدفع نحو تحقيق السلام وحقوق الانسان ولديه برامج عمل في 71 دولة منها 35 في افريقيا.
من جهة أخرى، أعلن انه ينوي زيارة سورية ولقاء الرئيس بشار الأسد والالتقاء بقادة حركة حماس في دمشق، مشددا على أن «معهد كارتر» ـ الذي يترأسه هو ـ منظمة خاصة لا تقيدها السياسات أو المقاييس السياسية»، وأوضح انه لذلك سينتقل من سورية الى الأردن وفلسطين والالتقاء بقادة اسرائيل وقادة فتح الى جانب قيامه بزيارة قطاع غزة لمعاينة الظروف هناك منذ القصف الذي حدث في ديسمبر حيث دمر أو تضرر أكثر من 41 ألف منزل.
وأبدى اعتقاده بوجوب التقدم أكثر في تشكيل حكومة ائتلافية فلسطينية، مشددا على انه لا يمكن الانخراط في محادثات اتفاق سلام مع اسرائيل دون مثل هذه الحكومة الفلسطينية.
ملاحظات سياسية في «الأرقام»
في زغرتا: الموارنة هم الغالبية ويقارب عددهم الستين ألفا، أما السنة فيشكلون كتلة تضم ما يقارب ثمانية آلاف صوت. وفي قراءة المتوافر من الأرقام يتبين ان التصويت السني جاء أقل بـ 2500 صوت مما كان عليه في عام 2005، وتقول مصادر في 14 آذار «في كل قرى زغرتا كانت النتائج لمصلحة لائحة 14 آذار بنسبة تقارب 53%، ليعوض النائب السابق سليمان فرنجية في زغرتا المدينة».
في البترون: الفارق بين لائحة عون ولائحة 14 آذار الفائزة 3300 صوت، وهي نسبة كبيرة، لاسيما انها استهدفت وريث عون السياسي الوزير جبران باسيل الذي كان حل في انتخابات عام 2005 في المرتبة الأولى في الدائرة رغم خسارته فيها، وحل هذه المرة في المرتبة الثالثة.
في الكورة: لوحظ توازن في الاقتراع في البلدات الأرثوذكسية، فيما صبت أقلام الموارنة والسنة لصالح قوى 14 آذار. وتشير مصادر الى ان معركة الكورة خسرتها المعارضة بفارق زهاء 1461 صوتا.
في عكار: حصلت لائحة المستقبل في انتخابات 2005 على نحو 23% من أصوات الناخبين الموارنة ونحو 19 من أصوات الناخبين الأرثوذكس، في حين نالت لوائح المستقبل في الانتخابات الحالية نحو 45% من أصوات الناخبين الموارنة ونحو 31% من أصوات الناخبين الأرثوذكس.
في كسروان: الفارق بين آخر الرابحين على لائحة عون جيلبيرت زوين وأول الخاسرين منصور البون بلغ 1333 صوتا، فيما بلغ في العام 2009 نحو 18 ألف صوت.
في جبيل: المرشح فارس سعيد الذي عملت له الماكينة القواتية بجهد نال أكبر قدر من الأصوات في اللائحة بما يفوق المستقل النائب السابق ناظم الخوري، وحصل سعيد على أعلى نسبة من الأصوات المسيحية حيث بلغت 20698 صوتا اضافة الى 126 صوتا شيعيا.
في زحلة: تؤكد الأرقام ان الوزير الياس سكاف قد تفوق مسيحيا على النائب نقولا فتوش وأسقطه الصوت السني. وفي قراءة تفصيلية لأرقام الاقتراع المسيحية، يبدو تفوق سكاف على فتوش جليا، اذ حصل الأول على 17 ألفا و600 صوت مسيحي صاف في مقابل 14 ألفا و750 صوت مسيحي لفتوش. وتجدر الاشارة الى ان النائب نقولا فتوش الذي يرأس اللائحة الفائزة حل أخيرا فيها.
ويقول مصدر قواتي ان الوزير سكاف لم يحصل على أكثرية الأصوات في الحي الذي يقيم فيه حيث الغالبية من الكاثوليك. وفي أحسن الأحوال حصل على ما يقارب نصف الأصوات، أي ما نسبته 49% مقابل 51% لفريق 14 آذار. أما في الأحياء المارونية فقد وصلت نسبة التصويت ضد لائحته الى 65%، وكذلك الأمر في أقلام الأرثوذكس.
في جزين: يدل عدد الاصوات التي حصل عليها نواب التيار الوطني الحر على الفارق الكبير بينهم وبين النائب عازار، فقد حصل عازار على 10792 صوتا، بينها ستة آلاف صوت من قرى الريحان التي يتواجد فيها أنصار حزب الله وحركة أمل، وقد حصل بذلك على 4792 صوتا مسيحيا فقط، بما فيها أصوات مسيحيي المدينة التي كان يقال إن عازار يملك غالبية الأصوات فيها. أما زياد اسود فقد حصل على أعلى نسبة من الاصوات وهي (15648 صوتا)، وعصام صوايا (14914 صوتا)، وميشال حلو (13285 صوتا)، بينها 600 صوت فقط من قرى الريحان، كما يقول مصدر في التيار.
ومن اللافت أن النائب السابق إدمون رزق حصل على نسبة مساوية لعازار من أصوات المسيحيين بلغت 4 آلاف و500 صوت، في حين تقول مصادر مقربة من كتلة التنمية والتحرير إن حركة أمل التزمت بإعطاء لائحة عازار كاملة في قرى الريحان، لكن المشكلة ظهرت في القرى المسيحية.
11461 ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع على كامل مساحة لبنان، من أصل 1761385 ورقة دخلت هذه الصناديق.
صاحب الورقة البيضاء هو مواطن لبناني، معني بمجريات الانتخاب في بلده، وغير راض عن المشاريع المقترحة عليه، لا من الموالاة ولا من المعارضة ولا من المستقلين.
وتوزعت هذه الأوراق على الشكل التالي: في عاليه 1013 ورقة بيضاء، وفي صور 1073 ورقة بيضاء، وفي الشوف 1502 ورقة بيضاء، وفي طرابلس 1027 ورقة بيضاء، وفي بيروت الثالثة 991 ورقة بيضاء، وفي بعلبك الهرمل 869 ورقة بيضاء، وفي بنت جبيل 783 ورقة بيضاء.
نسبة عالية: تتوقف المعارضة مليا عند النسبة العالية من الاصوات التي حصل عليها تحالف حزب الله حركة أمل في الجنوب والبقاع (في دائرة بعلبك الهرمل حصلت لائحة المعارضة على مئة وثلاثة آلاف صوت مقابل ثلاثة عشر ألف صوت للائحة المنافسة، من اصل 126 ألف مقترع)، برغم غياب الخصم الانتخابي الجدي الذي يحرض الناخبين على الاقتراع، ما جعل معدل التصويت المرتفع يكتسب بعدين:
ـ الاول، تجديد التفويض الشيعي الجارف للحزب والحركة، بشكل يكرس الشرعية الشعبية لحصرية تمثيلهما للطائفة الشيعية، الامر الذي من شأنه ان يعزز موقعهما التفاوضي في المرحلة المقبلة المفتوحة على كل الاحتمالات.
ـ الثاني، تأكيد التفاف الجمهور الشيعي حول خيار المقاومة، في اول استفتاء رسمي يخضع له هذا الخيار، بعد حرب يوليو التي قيل في حينه انها تركت آثارا سلبية على نسبة التأييد الشعبي لخط المقاومة في البيئة التي تسبح فيها.
احتكار: لاحظ مصدر معارض ان «احتكار» التمثيل النيابي للسنة في يد تيار المستقبل، باستثناء حالة الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي، لا يعني مطلقا أن القوى والشخصيات السنية الأخرى لا تتمتع بحيثية في الشارع، خصوصا أن أرقام النتائج بينت أن ما بين 30 إلى 35% من الناخبين (من كل الطوائف والمذاهب) في الدوائر السنية لم تعط أصواتها لتيار المستقبل، إذ حصل الرئيس عمر كرامي على نحو 33% من أصوات مدينة طرابلس، في حين حصل النائب السابق وجيه البعريني على نحو 35% من أصوات الناخبين في عكار، بينما كانت النسبة أقل في الضنية المنية باعتبار أن المواجهة كانت بين لائحة مكتملة لتيار المستقبل وبين منفردين، لم ينجحوا في صياغة تحالف معلن أو «تحت الطاولة».
وتشير مصادر الى ان من أصل نحو 85 ألف ناخب سني اقترعوا في العاصمة، حصل خصوم تيار «المستقبل» في لائحة المعارضة على ما معدله سبعة آلاف وخمسمائة صوت منهم، أي ما يوازي 8% من الأصوات، مقابل نحو 88 لمصلحة لائحة 14 آذار.
ويمكن ملاحظة تعديلات في صيدا وطرابلس والبقاع الغربي، اذ ان أسامة سعد (حصل على نحو ما نسبته 27% من أصوات السنة في صيدا) وعبد الرحيم مراد (حصل على 29% من أصوات السنة في البقاع الغربي) وعمر كرامي (حصل على 26% من أصوات السنة في طرابلس) وجهاد الصمد (حصل على 21% من أصوات السنة في المنية الضنية)، وهم يشكلون حيثيات سياسية وشعبية في مناطقهم.
بمقاييس الربح والخسارة: تقدم النائب عون في عدد المقاعد النيابية التي يضمها تكتل التغيير والاصلاح اذ ارتفع عددها الى 26 بدلا من 21 لكن هذا التقدم لم يأت على حساب قوى 14 آذار بل على حساب أطراف أخرى في المعارضة، اذ جرى تبادل نواب داخلها. وقد حصل عون على 3 مقاعد في الجنوب من حصة الرئيس نبيه بري (مقعدان) وحزب الله (مقعد واحد). كما أخذ مقعدا على لائحة الحزب في البقاع. أما حزب الله فقد خسر نائبا في بيروت لحساب بري وآخر في الجنوب لحساب عون. وكذلك خسر بري مقعدين لمصلحة عون في جزين وثالثا في البقاع الغربي لمصلحة 14 آذار وربح مقعدا في بيروت من حساب حزب الله.
تراجعت كتلة اللقاء الديموقراطي التي يترأسها النائب وليد جنبلاط من 17 الى 11 نائبا بعد «التضحيات» التي قدمها في الشوف وعاليه لمصلحة حلفائه في 14 آذار وخصمه طلال ارسلان. كما خسر مقعدين في دائرة بعبدا. أما كتلة «القوات اللبنانية» فقد بقيت من دون تغيير، أي 5 نواب كانوا في المجلس السابق، فيما تقدم حزب الكتائب وتساوى مع «القوات» بخمسة نواب أيضا بعد فوزه بمقعدين اضافيين في طرابلس وعاليه.