بيروت ـ زينة طبارة
رأى النائب السابق في «الكتلة الشعبية» جورج قصارجي ان نتائج الانتخابات النيابية في دائرة زحلة قد عبرت صراحة عن تبدل في المزاج المسيحي، وذلك بسبب تدخل الاحزاب في المدينة، معتبرا ان سياسة العماد عون والانحرافات السياسية كانتا من الاسباب الرئيسية التي أدت الى خسارة الكتلة الشعبية للانتخابات وتوجه الصوت الزحلي لغير مصلحتها، معربا عن عدم ندمه لمساره مع الكتلة المذكورة، وبالتالي خوضه المعركة الانتخابية الى جانبها، مستدركا بالقول ان خسارته جاءت على خلفية اعتبار الزحليين له محسوبا على العماد عون على الرغم من عدم حضوره اللقاءات سواء الاسبوعية أم الاستثنائية منها لتكتل «التغيير والاصلاح».
واعتبر قصارجي في تصريح لـ «الأنباء» ان اهالي زحلة لم يخطئوا بقرارهم المتجسد بسحب الثقة من نواب المدينة السابقين، انما المخطئ النواب الخاسرون أنفسهم كونهم لم يستمعوا كفاية لما يريده اهالي زحلة ولما يرغبون به ليس فقط على المستوى السياسي وحسب، وانما ايضا على كل المستويات والمتطلبات الانمائية والاجتماعية، وذلك بالرغم من معرفة النواب لما تريده العائلات الزحلاوية وتطمح اليه، معتبرا ان «الكتلة الشعبية» ما كانت لتخسر الانتخابات النيابية لو لم تأخذ القرار الزحلاوي الى مواقع لا يريدها الزحليون أنفسهم.
وعن ذريعة المال السياسي التي تمسك بها البعض كسبب رئيسي لخسارته المعركة الانتخابية، ذكّر قصارجي بوجود المال السياسي منذ نشأة البرلمان اللبناني الاول في العام 1926، معتبرا ان ما سبق ليس بالامر الجديد، بل كان يُمارس عبر تاريخ الانتخابات النيابية في لبنان، رافضا ان يكون المال السياسي سببا للتذرع به ولتبرير الخاسر لخسارته، على الرغم من استعماله بكثافة على مسرح الانتخابات الاخيرة 2009، معتبرا ان ارادة الشعب هي وحدها فقط التي حددت الرابح والخاسر في مدينة زحلة، وذلك بناء على معطيات سياسية رفضها الزحليون.
وعن خيارات حزب «الطاشناق» السياسية، أبدى النائب السابق جورج قصارجي عدم رغبته في وصفها بالخيارات الخاطئة، انما رأى من وجهة نظره ان الحزب ربما قد يكون تأثر بطريقة أو بأخرى بموجة العماد عون السياسية التي أعطته مقعدين بالتزكية بدلا من المقاعد الخمسة التي كان الحزب قد وعد بها في حال تخليه عن دعم العماد عون وفريقه السياسي، مؤكدا عدم اطلاعه على الاسباب الحقيقية التي من اجلها سار الحزب في طريقه الحالي، كونه غير منتم اليه انما مؤيد له، مشيرا الى ان احد تلك الاسباب الرئيسية هو وفاؤه لمن يتحالف معه وعدم ممارسته الألاعيب والمناورات السياسية كما يفعل الآخرون.
على صعيد آخر وحيال مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، رأى قصارجي ان المشكلة السياسية الحقيقية لم تكن في العملية الانتخابية وفي تحديد الاكثرية والاقلية داخل المجلس النيابي، انما بدأت اليوم اي في عملية تشكيل الحكومة العتيدة، لاسيما في ظل تمسك كل من الفريقين بموقفه حيال الثلث المعطل أو الضامن فيها، معتبرا ان الثلث المعطل بالرغم من عدم ذكر الدستور له، سيحدث أزمة سياسية غير ظاهرة. وختم قصارجي متوجها بالشكر الى اهالي زحلة لإعطائهم اياه الثقة وشرف تمثيلهم طيلة اربع دورات متتالية للمجلس النيابي، مسلما اليوم برأيهم وبقرارهم ومنحنيا امام ارادتهم النابعة من ذاتهم وقناعاتهم.