اقترح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز امس اقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة في إطار ترتيب مع الفلسطينيين يسبق تسوية للنزاع، الذي رفضته السلطة الفلسطينية بشكل قاطع.
وقال بيريز خلال لقاء مع الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا «ان خارطة الطريق ترسم آلية واضحة وينبغي تطبيق المرحلة الثانية من هذه الخطة القاضية بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة».
واعتبر بيريز ان على الطرفين «اتخاذ التزام واضح بأن تصبح هذه الحدود دائمة بعد انقضاء فترة يتم الاتفاق عليها».
إلا ان الرئاسة الفلسطينية سارعت الى إعلان رفضها القاطع لاقتراح الرئيس الاسرائيلي.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة لوكالة فرانس برس في اتصال من عمان «اقتراح بيريز مرفوض بشكل قاطع تماما وهو عودة بالأمور الى نقطة الصفر والسلام هو على أساس حل الدولتين فقط».
وتابع ان هذا الأمر «سيؤدي الى تأجيل حل الدولتين ونرفضه كفلسطينيين وعرب ومسلمين كما يرفضه المجتمع الدولي».
وشدد على ان الموقف الفلسطيني هو المطالبة «بدولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية».
يأتي ذلك في وقت ازدادت ضغوط اليمين الاسرائيلي على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لحثه على عدم تضمين خطابه المتوقع أي التزام بقيام دولة فلسطينية، ولو ادى الامر الى ازمة سياسية مع الادارة الاميركية الجديدة.
والخلاف حول مفهوم السلام انتقل الى داخل الحكومة بين وزير الدفاع زعيم حزب العمل ايهود باراك المؤيد لمبدأ قيام دولتين لشعبين، ونواب حزب نتنياهو (الليكود) الذين يحثونه على رفض الموافقة على قيام دولة فلسطينية.
وقالت ميري ريغيف النائبة في حزب الليكود «يجب عدم استخدام تعبير الدولة الفلسطينية والضغوط الاميركية هي قبل كل شيء نفسية، وعلينا الا ننسى ان الرئيس ليس وحده في الولايات المتحدة، فهناك ايضا مجلسا النواب والشيوخ اللذان يدعمان اسرائيل».
كما يقول بيني بيغن الوزير من دون حقيبة وابن رئيس الحكومة الاسبق مناحيم بيغن «ان الفلسطينيين لا يريدون حل الدولتين، بل يسعون الى حل على مرحلتين بنهايتهما لن يكون هناك سوى دولة واحدة هي دولة منظمة التحرير الفلسطينية وحماس».
ويعتبر وزير البنى التحتية عوزي لاندو من حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف انه «لا يوجد شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه. هناك في غزة نوع من الدولة بأيدي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في حين ان محمود عباس (الرئيس الفلسطيني) لا يسيطر سوى على عرب يهودا والسامرة» في اشارة الى الضفة الغربية