في وقت أعلن قائد القوات الأميركية في العراق وافغانستان الجنرال ديڤيد بترايوس ان اعمال العنف بلغت مستوى قياسيا في افغانستان الاسبوع الماضي، وافق مفاوضون في الكونغرس الأميركي على مشروع ميزانية قيمتها 106 مليارات دولار، يدعم إلى حد كبير مهام الرئيس الأميركي باراك أوباما في أفغانستان والعراق لكنه يعطل جهوده لاغلاق المعتقل الأميركي الحربي في خليج غوانتانامو بكوبا بسرعة. وظل مصير حزمة التشريعات معلقا لساعات بسبب خلاف حول تضمينها بندا يمنع نشر صور اساءة معاملة جنود أميركيين لسجناء يخشى أوباما ونواب من أن يتسبب في شن هجمات ثأرية على القوات الأميركية.
وتدخل أوباما شخصيا لحشد الدعم ضد ادخال أي تعديل وتعهد بإبقاء الصور في طي الكتمان. وقال لنواب في رسالة إن البند «سيعقد بلا داع الهدف الأساسي وهو دعم القوات». في هذه الأثناء أوقفت محكمة استئناف اتحادية في نيويورك أمس الاول أمرا بان تنشر وزارة الدفاع الأميركية الصور وأعطت إدارة أوباما الوقت لتقديم أوجه اعتراضها إلى المحكمة العليا الأميركية.
بناء على دعوى الاتحاد الأميركي للحريات المدنية القضائية التي طالب فيها بنشر الصور.
وفي هذا الصدد قال السيناتور الجمهوري جون ماكين والمنافس السابق لاوباما على الرئاسة والذي سعى لمنع نشر الصور «كل ما على أوباما فعله اليوم هو إصدار أمر تنفيذي يجعل هذه الصور مواد سرية». اما مشروع قانون التمويل فهو يتضمن تخصيص 79.9 مليار دولار للقوات الأميركية في العراق حيث يحاول أوباما تقليص الوجود الأميركي وأيضا في أفغانستان حيث سيعزز الرئيس العمليات لمحاربة فلول متشددي القاعدة.
ومرر مجلسا النواب والشيوخ نسختين مختلفتين من مشروع القانون. لكن المفاوضين ينقحون صياغته منذ أسابيع ويأمل الديموقراطيون أن يقره المجلسان الاسبوع المقبل.
بانتظار ذلك، حذر بترايوس من ان «الأشهر المقبلة ستكون صعبة». الا انه اشاد في المقابل بالهجوم «المدهش» الذي تشنه باكستان على المتمردين الإسلاميين، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن.
وقال «تميز الاسبوع الماضي بأعلى مستوى من الحوادث على الصعيد الامني منذ تحرير افغانستان» نهاية 2001 مع طرد طالبان من السلطة. وفيما لم تتوافر على الفور إحصاءات عن الحوادث في افغانستان في الأسبوع الأول من يونيو، قال الجنرال بترايوس «من الواضح ان الوضع قد تدهور خلال العامين الماضيين وتنتظرنا أوقات صعبة». خاصة ان هجمات المتمردين ازدادت منذ يناير الى مايو بنسبة 59% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسب احصائيات الحلف الاطلسي.
وأضاف بترايوس «هناك اشهر صعبة» وأعمال العنف «سوف تزداد لأننا سنطارد المتمردين في مخابئهم» في جنوب وشرق البلاد. ومع اقرار الرئيس باراك اوباما، اعادة توجيه الألوية العسكرية الأميركية في العراق نحو افغانستان وقرار إرسال 21 ألف جندي إضافي الى هذه الجبهة، سيصل عدد الكتيبة الأميركية هكذا الى 68 ألف رجل في هذا البلد «قبل الخريف»، حسب الجنرال بترايوس بالإضافة الى 33 ألف جندي من الدول الحليفة يعملون تحت قيادة الاميركيين والحلف الأطلسي.
وأشار من جهة أخرى الى ان عدد قوات الأمن الافغانية المقدر ان يصل الى 232 ألفا قبل نهاية 2012 قد «لا يكون كافيا».
وأخيرا، اشاد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط واسيا الوسطى بالهجوم الباكستاني على طالبان في منطقة سوات في شمال غرب البلاد. وقال «انها عمليات مؤثرة واعتقد ان باكستان تستحق الإشادة على هذا الأمر».
وأضاف «من الواضح ان الباكستانيين يدركون التهديد الوجودي الذي يمثله بالنسبة لهم المتطرفون» في المناطق الحدودية مع افغانستان. وذكر الجنرال بترايوس بان الولايات المتحدة لا تقدم مساعدة عسكرية مباشرة الى اسلام اباد في هذه المعارك ولكنها تساعدها بوسائل مختلفة مثل المساعدات المالية وتقديم المعدات موضحا ان واشنطن قدمت الأربعاء الماضي للجيش الباكستاني اربع مروحيات شحن من طراز أم آي-17.