دمشق ـ هدى العبود
أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله امس المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ان إقامة علاقات طيبة بين سورية وأميركا تخدم مصالح البلدين.
ونقل بيان رئاسي سوري تشديد الأسد على «أهمية الحوار البناء بين سورية والولايات المتحدة الأميركية ومعالجة مسائل المنطقة المتداخلة وأن التقدم بحل إحدى هذه المسائل يسهم في دفع الأخرى».
من جانبه، قال ميتشل إن دورا حيويا يمكن أن تلعبه سورية للوصول إلى سلام شامل.
وأضاف ميتشل، في تصريح للصحافيين عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق امس، انه تباحث مع الأسد حول مجموعة من القضايا الجادة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتابع يقول: «نحن ننشد أن نبني على هذه الجهود للتأسيس لعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، وإن الولايات المتحدة تتطلع لاستمرار هذا الحوار».
وأكد ميتشل، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور سورية منذ تردي العلاقات بين البلدين في عام 2005 أن «الولايات المتحدة ملتزمة بالسعي الحثيث والفعال للوصول إلى سلام شامل في الشرق الأوسط».
ميتشل: أوباما يريد سلاماً شاملاً
وأضاف ان الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يريدان «سلاما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بين سورية وإسرائيل، بين لبنان وإسرائيل، وتطبيعا كاملا بين إسرائيل وجيرانها العرب، إن السلام الذي ننشده هو سلام شامل حقا».
ومضى ميتشل يقول إننا «واعون جيدا للصعوبات الجمة على هذا الطريق، ولكننا مع ذلك نتشارك في واجب أن نخلق الشروط الملائمة للمفاوضات لكي تبدأ حالا وتنتهي بنجاح، وإن دعم هذا الجهد بالخطوات الملموسة لهو في صالح جميع من يتحدث عن السلام من أميركيين وأوروبيين وعرب وإسرائيليين وآخرين».
فيلتمان شارك في المحادثات
وبالتزامن وصل الى دمشق مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ومستشار الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو للمشاركة في المباحثات مع القيادة السورية.
وكان فيلتمان زار دمشق مرتين أجرى خلالهما محادثات مع القيادة السورية حول العلاقات السورية ـ الأميركية وآفاقها المستقبلية إضافة الى الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وقال مصدر في السفارة الأميركية بدمشق: «إن فيلتمان سيشارك في المحادثات التي سيجريها ميتشل مع المسؤولين السوريين والتي ستتركز حول مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط وبخاصة عملية السلام».
وتسعى الولايات المتحدة إلى فتح حوار جديد مع كل من سورية وإيران، وهما دولتان ترى أنهما أساسيتان للتوصل إلى اتفاق شامل للسلام في الشرق الأوسط.
وفد عسكري أميركي زار دمشق
الى ذلك صرح مصدر في السفارة الأميركية في دمشق بأن وفدا عسكريا زار دمشق امس الاول واجتمع مع مسؤولين سوريين قبل وصول ميتشل إلى العاصمة السورية.
وقال المصدر لصحيفة «الشرق الاوسط» الصادرة في لندن امس إن مباحثات الوفد في دمشق كانت «إيجابية وبناءة»، مضيفا ان الوفد وصل الى دمشق امس الاول وغادر قبيل وصول ميتشل إلى دمشق قادما من بيروت. ولم يفصح المصدر عن مضمون المباحثات التي أجراها الوفد.
وكانت تسريبات إعلامية سبقت زيارة الوفد العسكري الأميركي أفادت بأن الوفد سيناقش مع المسؤوليين السوريين التعاون الثنائي الأمني بخصوص الحدود السورية ـ العراقية.