واشنطن ـ احمد عبدالله
ظهر ثلاثة من ابرز وزارء خارجية الولايات المتحدة السابقين وهم: هنري كيسنجر وجورج شولتز ومادلين اولبرايت امام لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ التي يرأسها السيناتور جون ماكين للادلاء بشهادتهم حول ما يتعين ان تكون عليه الاستراتيجية الاميركية في العالم الآن.
وكان كل من مستشاري الامن القومي السابقين: برنت سكوكروفت وزبغنيو بريجنسكي قد ادليا بشهادتيهما امام اللجنة في اليوم السابق، حيث دار في الجلستين نقاش واسع حول الشرق الاوسط والتقلبات التي شهدتها السنوات السابقة في المنطقة وما يجب ان يكون عليه الموقف تجاه المفاوضات الايرانية.
وقد اتفق كل من شاركوا على مدار يومين في جلسة لجنة الكونغرس على ان الشرق الاوسط يمر بتحد حقيقي يطول مقولة الدولة ذاتها وان ذلك التحدي يتجسد في الدعوات لازالة الحدود الوطنية، كما اتفقوا جميعا على ان واشنطن بحاجة الى مراجعة شاملة لاستراتيجيتها تجاه المنطقة في لحظة وصفها هنري كيسنجر بأنها «غير مسبوقة» في تاريخ الشرق الاوسط والعالم.
وقال هنري كيسنجر «ان داعش ليست الا محصلة لضعف اوضاع الدولة في عدد من بلدان المنطقة وللانقسامات الداخلية في تلك الدول ولصراعات دول المنطقة حول النفوذ بالاضافة الى تراجع دور الولايات المتحدة الاقليمي عقب حربين فاشلتين في افغانستان والعراق».
وأوضح ان مواجهة الارهاب في الشرق الاوسط «يجب ان توضع ضمن مفهوم اشمل يتضمن وضوحا شديدا في رؤية استراتيجية لمستقبل الاقليم تشارك في وضعها دوله، اضافة الى المجتمع الدولي».
وعلى صعيد البرنامج النووي الايراني، نوه كيسنجر الى انه من الخطأ ادارة المفاوضات مع ايران على اساس البرنامج النووي وحده، قائلا ان البرنامج النووي الايراني نتيجة لرؤية ايرانية محددة وليس سببا لها وانه يتعين على الولايات المتحدة ان تخاطب هذه الرؤية بصورة مباشرة.
وفيما اوصى شولتز بأن يمضي الكونغرس قدما بفرض عقوبات جديدة على ايران فإن كل من اولبرايت وسكوكروفت وبريجنسكي رفضوا ذلك، وأوصوا بإتاحة الفرصة كاملة لتمضي المفاوضات قدما دون اي منغصات من قبيل فرض عقوبات اضافية يمكن ان تهدد استمرار تلك المفاوضات.