أعلن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الاميركية الجمهوري ميت رومني أمس الأول انه لن يترشح مجددا لخوض السباق الى البيت الابيض في 2016 ووضع بذلك حدا لتكهنات دامت لثلاثة أسابيع حول ترشحه للمرة الثالثة.
وقال رومني في مؤتمر عبر الهاتف مع انصاره «بعد التفكير مليا في الترشح الى الرئاسة مجددا، قررت انه من الافضل منح فرصة لقيادات اخرى في الحزب ليصبح احدهم مرشحنا المقبل».
واضاف: «تعرفون انني كنت اريد ان اصبح رئيسا لكنني أرفض ان اجعل الامور اكثر صعوبة امام بروز مرشح آخر لديه فرصة افضل لينتخب رئيسا».
وتابع: «لا يمكنكم ان تتخيلوا مدى صعوبة الانسحاب بالنسبة لي ولزوجتي خصوصا بعد دعمكم ومساندة آخرين في انحاء البلاد.
لكننا نعتبر ان هذا هو الافضل للحزب والبلاد».
وأوضح: «اعتقد ان احد القادة الجمهوريين من الجيل الصاعد لا يكون مشهورا ويخطو خطواته الاولى قد يكون في موقع افضل لهزيمة المرشح الديموقراطي».
ويأتي الاعلان بعد تكهنات دامت لثلاثة اسابيع حول احتمال ترشحه للاقتراع الرئاسي عن الحزب الجمهوري بعد ان هزم في الانتخابات في 2012 وفاز السيناتور جون ماكين في الترشح عن الحزب الجمهوري في 2008.
وفي التاسع من يناير اعلن انه لايزال مهتما بالترشح في الانتخابات الرئاسية، الا ان تصريحه قوبل بالاستهجان من بعض الدوائر الجمهورية القوية.
والقى خطابين كشف فيهما عن رؤيته لعدة مواضيع اساسية اذا اراد الجمهوريون العودة الى البيت الابيض بعد ولايتي الرئيس باراك اوباما لثماني سنوات.
وقال رومني (67 عاما) انه «من المستبعد» ان يغير رأيه في خصوص الترشح للاقتراع الرئاسي.
واضاف: «بالتالي لن اجمع التبرعات ولن اشكل فريقا لخوض الانتخابات».
وقال كيفن ميدن المتحدث باسم رومني في 2012 انه «فوجىء» بقرار رومني عدم خوض الاقتراع الرئاسي.
وصرح لسي ان ان «كل المؤشرات كانت توحي بأنه سيترشح للمرة الثالثة».
وتردد ان رومني اجرى استطلاعات اولية لرأي القيادات الجمهورية على مستوى الولايات وانه اكتشف من نتائج الاستطلاع انه يمكن ان يخسر اي انتخابات تمهيدية يواجهه فيها جيب بوش حاكم فلوريدا السابق وشقيق الرئيس السابق جورج بوش.
وهكذا باتت حلبة المرشحين من الحزبين الآن محصورة في عدد اقل من الاسماء التي اعربت عن رغبتها في خوض السباق بدرجات متباينة.
وتتصدر القائمة على الجانب الديموقراطي هيلاري كلينتون يليها حاكم ميريلاند السابق مارتن اومالي وعضو الكونغرس السابق عن فيرجينيا جيم ويب وربما نائب الرئيس الحالي جوزيف بايدن.
ولا يبدو من المرجح ان يرشح بايدن نفسه لاسيما انه لم يعلن انه عقد العزم على خوض السباق.
وعلى الجانب الجمهوري يتصدر القائمة جيب بوش بالاضافة الى كريس كريستي حاكم نيوجيرسي ومايك هاكابي حاكم آركنساس السابق وماركو روبيو وراند بول وتيد كروز اعضاء مجلس الشيوخ وراند بول حاليا وريك سانتروم عضو مجلس الشيوخ السابق وريك بيري حاكم تكساس السابق وبوبي جندال حاكم لويزيانا كارلي فيورينا وهي سيدة اعمال وبن كارسون وهو طبيب جراح متقاعد.
ويبقى الاحتمال الاقرب لأغلب التوقعات هو ان تنتهي الانتخابات التمهيدية بمرشحين هما هيلاري وبوش.
وسارع جيب بوش الاكثر استفادة من قرار رومني، الى الاشادة بالأخير ووصفه بأنه «زعيم حزب» و«وطني».
وقال في بيان «رغم انني اعرف ان القرار الذي اتخذه ليس سهلا اعلم بأن ميت رومني سيستمر في الدعوة الى تجديد اميركا».
وقال بيتر براون مساعد مدير معهد الاستطلاعات في جامعة كوينيباك لوكالة فرانس برس معلقا على اعلان رومني «في اللعبة السياسة هناك رابح وخاسر والرابح هو جيب بوش».
وسخر رومني مؤخرا من ثروته الضخمة بالقول ان المال ليس حافزا لخوض انتخابات رئاسية.
وقال: «كما تعلمون انا ثري ولست بحاجة الى المال».
لكن عندما سخر اوباما من رومني في كلمة امام النواب بأنه «فوجىء لاهتمام رومني المفاجىء بالفقراء» رد الاخير في تغريدة بالقول «يتساءل اوباما لماذا اصبحت مهتما بالفقراء؟ بسبب العدد القياسي للفقراء خلال عهده والفشل القياسي في تسوية هذه المسألة».