أعلن مسؤولون أمنيون ونفطيون عراقيون أن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» سيطروا على محطة للنفط الخام قرب مدينة كركوك، وذلك بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هاغل بأن الحرب على التنظيم تحتاج قوات برية.
وقالت «رويترز» ان المحطة صغيرة نسبيا، لكن وكالة الأنباء الفرنسية قالت ان «داعش» سيطر على أحد أكبر حقول منطقة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق، واحتجزوا 24 من موظفيه، بعد الهجوم الذين شنه مقاتلو التنظيم على المدينة بعد منتصف الخميس الماضي.
وأكد مسؤولان من شركة نفط الشمال التي تديرها الدولة ان المتشددين سيطروا على وحدة فصل للنفط الخام في خباز وقالوا إن 15 عاملا نفطيا هناك باتوا في عداد المفقودين بعد أن فقدت الشركة الاتصال معهم.
وقال مهندس من الشركة لـ «رويترز»: «تلقينا اتصالا من أحد العاملين يقول إن العشرات من مقاتلي داعش يحاصرون المنشأة وطلبوا من العمال مغادرة المباني.
فقدنا الاتصال وربما أخذ العمال رهائن».
وبحسب «رويترز» فإن «خباز» هو حقل نفطي صغير يقع على بعد 20 كيلومترا جنوب غربي كركوك وتبلغ أقصى طاقته الإنتاجية 15 ألف برميل يوميا.
وكان ينتج نحو 10 آلاف برميل قبل الهجوم.
أما فرانس برس، فقالت: ان الحقل الواقع على الحدود الفاصلة بين سيطرة السلطات العراقية والمناطق التي يسيطر عليها المتطرفون غرب كركوك ينتج 35 ألف برميل يوميا.
وطلب المسلحون من الموظفين وقف عمليات الإنتاج وبعد ذلك انقطع الاتصال معهم، بحسب المسؤول.
وأضاف المسؤول ان «المعلومات تشير الى ان الموظفين محتجزون الآن في أحد ملاجئ حقل الخباز وهم رهائن لدى تنظيم داعش».
واندلع حريق داخل الحقل الذي يضم 400 بئرا نفطيا منتجا، بحسب المصدر.
بدوره، أكد مصدر أمني في شركة نفط الشمال ان «الموظفين لم يستطيعوا الخروج ليلة أمس الأول بسب الاشتباكات وظلوا عالقين بالموقع النفطي».
وتسلل مسلحو الدولة الإسلامية إلى داخل الحقل بالتزامن مع هجوم كبير على كركوك من 4 محاور قتل خلالها 19 من عناصر قوات البيشمركة الكردية بينهم ضابط كبير.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» إنها قتلت «خبيرا» في الأسلحة الكيماوية لتنظيم «داعش» في غارة لقوات التحالف الدولي على مدينة الموصل شمال العراق، الأسبوع الماضي.
وقال بيان صادر عن القيادة المركزية للجيش الأميركي إن «أبومالك الذي قتل في 24 يناير الجاري كان مهندس الأسلحة الكيماوية في داعش، وعمل في معمل المثنى لإنتاج الأسلحة الكيماوية في زمن صدام حسين ليرتبط بعد ذلك بالقاعدة في العراق عام 2005».
وأضاف البيان أن أبومالك «انضم لاحقا إلى داعش واستخدم خدمته وتدريبه الماضيين ليقدمها للجماعة الإرهابية للحصول على أسلحة وقدرات كيماوية»، مؤكدة ان من المتوقع أن «يؤدي موته إلى إضعاف وإيقاف مؤقت للشبكة الإرهابية وإمكانية داعش واحتمال إنتاج واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الأناس الأبرياء».
ومع احتدام المواجهات بين القوات العراقية والميليشيات الموالية لها من جهة وبين «داعش» من جهة أخرى، جدد وزير الدفاع الأميركي المستقيل هاغل أن الولايات المتحدة قد تحتاج في نهاية المطاف إلى إرسال قوات برية غير مقاتلة إلى العراق للمساعدة في صد قوات تنظيم «داعش».
وأوضح انه يجب دراسة كل الخيارات في العراق، بما في ذلك إرسال قوات للقيام بمهام غير قتالية مثل جمع معلومات المخابرات وتحديد أهداف تنظيم داعش.
لكن هاغل أضاف أنه لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف بـ «داعش» من خلال القوة العسكرية فقط.
وأوضح في مقابلة مع «سي ان ان» قائلا: «النزاعات المجتمعية الكبيرة والتاريخية لم يتم حلها عسكريا.. هناك مكون عسكري لحلها بالطبع ولكن الحل الصحيح يتطلب دوما اتفاق سياسي».
وتابع قائلا: «هناك خطر في كل مرة تستخدم القوة العسكرية الأميركية في المنطقة، خطر على مواطنينا في العراق وأفغانستان ولمواطنينا الذين يقومون بشن غارات في سورية».