ايران بعد الانتخابات الرئاسية لم تعد كما قبلها، فقد اعادت التطورات المتسارعة والمواجهات الدموية التي اسفرت عن سبعة قتلى واعتقال عدد من القادة الاصلاحيين، الى الاذهان الصور التي رافقت اندلاع الثورة الاسلامية ضد نظام الشاه في العام 1979. ولا يبدو ان الامور آخذة منحى تهدئة رغم اعلان مجلس صيانة الدستور الايراني استعداده اجراء عملية اعادة فرز جزئية بخصوص صناديق الاقتراع المتنازع عليها «إذا لزم الأمر». اذ رفض المرشح الخاسر مير حسين موسوي الاقتراح، وجدد موقفه المطالب باجراء انتخابات جديدة.
وقال متحدث باسم مجلس صيانة الدستور إن أعضاء المجلس اجتمعوا امس مع مرشحي المعارضة الثلاثة في الانتخابات الرئاسية وهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي وطلبوا منهم تحديد المناطق التي يريدون أن يتم إعادة فرز أصوات الناخبين بها.
الا ان مسؤولا مقربا من موسوي قال ان المرشح الاصلاحي يطالب بإجراء انتخابات جديدة لأن إعادة فرز الأصوات ستوفر فرصة أخرى للحكومة للتلاعب بالنتائج.
وأضاف المسؤول ـ الذي رفض الإفصاح عن هويته ـ أن المجلس أمر بطباعة 53 مليون بطاقة اقتراع للانتخابات ولم يستخدم سوى 39 مليونا فقط منها مما يعني أن هناك أربعة عشر مليون صوت لم يتم احتسابها.
وجاء موقف موسوي عقب وقت قصير من إعلان مجلس صيانة الدستور في إيران استعداده اعادة فرز الصناديق في المناطق المتنازع عليها، حيث صرح المتحدث باسم المجلس عباس علي لشبكة «خبر» الإخبارية بأنه، امتثالا لأوامر المرشد الأعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي، ستتم إعادة النظر في النتائج بدقة «وإذا تطلب الأمر، سيعاد فرز بعض بطاقات الاقتراع المتنازع عليها».
الا ان علي استبعد الاستجابة لطلبات الغاء انتخابات الرئاسة وقال «بناء على القانون لا يمكن النظر في طلب هؤلاء المرشحين لالغاء الانتخابات».
اعادة النظر هذه ستتم بناء على شكويين تقدم بهما المرشحان الخاسران في الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة الماضية مير حسين موسوي ومحسن رضائي، للمجلس بسبب حدوث تجاوزات على نطاق واسع.
وأوضح المسؤولون أن المرشحين سيتمكنان، للمرة الأولى، من الحضور خلال عملية إعادة الفرز.
وجاء ذلك مع توارد انباء عن تظاهرة مؤيدة للرئيس احمدي نجاد في نفس مكان تظاهر لانصار موسوي الذي اعلن انه لن يشارك في اي انشطة او مظاهرات جديدة داعيا انصاره الى عدم حضور التجمع الحاشد الذي كان يزمع اقامته في طهران امس بحسب المتحدث باسم موسوي الذي قال «موسوي حث أنصاره على عدم حضور تجمع اليوم (أمس) حفاظا على أرواحهم.ألغي التجمع الحاشد للمعتدلين». خاصة ان مواجهات امس الاول اسفرت عن مقتل 7 مدنيين في طهران على هامش تظاهرة تأييد لموسوي بعد مهاجمتهم وحدة عسكرية، وفقا للإذاعة الإخبارية الايرانية الرسمية (راديو بيام) التي أوضحت أن عددا من الزقاقيين ارادوا مهاجمة مركز عسكري وتخريب التجهيزات العامة قرب ساحة ازادي. ولسوء الحظ قتل سبعة اشخاص وجرح عديدون آخرون.
الا ان أنصار المرشح المهزوم شاركوا في تظاهرة حاشدة امس في طهران رغم تنظيم تظاهرة مليونية تأييدا للرئيس محمود احمدي نجاد في الوقت نفسه، على ما افادت قناة تلفزيونية رسمية ايرانية. ونقل الموقع الالكتروني لقناة «برس تي ڤي» ان «مراسلة القناة التي كانت في المكان شاهدت مناصرين لموسوي يتجمعون وقد توجهوا شمالا في اتجاه ساحة وناك».
واضاف الموقع ان المراسلة «لاحظت لاحقا في ساحة وناك ان تجمع مناصري موسوي تحول الى تظاهرة كبيرة». وتابع ان المتظاهرين كانوا يرتدون «اللون الأخضر لحملة موسوي وكانوا يتظاهرون في هدوء».
وفجر أمس ايضا اعتقلت السلطات الإيرانية سعيد هاجاريان ومحمد علي ابطحي المساعدين المقربين من الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي.