بانتظار ما سيقوله المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الايرانية علي خامنئي اليوم في خطبة صلاة الجمعة، يبقى الوضع في ايران مفتوحا على مزيد من التوتر مع اعلان مير حسين موسوي المرشح الخاسر عزمه مواصلة الاحتجاج وانصاره حتى الغاء نتائج الانتخابات والدعوة لجولة جديدة.
في هذه الاثناء وتزامنا مع يوم الحداد الوطني الذي اعلنه موسوي وانصاره امس، قرر مجلس صيانة الدستور دعوة المرشحين للرئاسة الى حضور اجتماع المجلس في مطلع الاسبوع المقبل ودرس الشكاوى المتعلقة بالانتخابات.
ونسبت وكالة «مهر» للانباء شبه الرسمية أمس الى المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي ان المجلس قرر دعوة مرشحي الانتخابات الرئاسية العاشرة لحضور الاجتماع المقبل لهذا المجلس.
وأشار كدخدائي الى الاجتماع الذي عقده مجلس صيانة الدستور أمس الأول وقال «لقد عقد مجلس صيانة الدستور اجتماعا عاما له بعد الانتخابات الرئاسية العاشرة التي جرت الجمعة الماضي خلال الفترتين الصباحية والمسائية».
وأردف يقول ان الجلسة الصباحية ابتدأت بعرض تقرير عن مسار عملية الانتخابات ومعطيات الجهة المراقبة لعملية الانتخابات، بعد ذلك قام الخبراء بعرض تقاريرهم في هذا الشأن ومن ثم قام أعضاء مجلس صيانة الدستور بطرح أسئلتهم على الخبراء والاستماع الى اجوبتهم.
أما في الجلسة التي عقدت بعد ظهر أمس الاول «فقد تم طرح تقرير للجنة المركزية المشرفة على الانتخابات مرفقا مع تقرير عن الاحتجاجات والشكاوى المقدمة من قبل المرشحين الثلاثة المحترمين».
ولفت المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الى ان أعضاء المجلس اتخذوا قرارين سيتم متابعتهما خلال الجلسات القادمة للمجلس «الأول يتمثل في دعوة المرشحين المحترمين مطلع الاسبوع المقبل لحضور اجتماع عام يشارك فيه جميع أعضاء المجلس من اجل ان يطرحوا مطالبهم واستفساراتهم أمام جميع الأعضاء في آلية للتعاطي المباشر بين الطرفين».
اما القرار الثاني فيتمثل في طلب مجلس صيانة الدستور من القسم التنفيذي «أن يدرس بدقة مستعينا بالخبراء الشكاوى المقدمة من المرشحين وإعلان نتائجها في الاجتماع العام القادم لمجلس خبراء القيادة»»
وقال المتحدث ايضا ان المجلس المؤلف من 12 عضوا بدأ «الفحص الدقيق» لاجمالي 646 شكوى قدمت فيما يتعلق بالانتخابات.
لجنة محايدة
وخلافا لإعلان مجمع محققي ومدرسي الحوزة العلمية في قم عن تأييده لمطالب موسوي، داعيا الى تشكيل لجنة محايدة خارج مجلس صيانة الدستور، رحب مجلس الخبراء الايراني، اعلى هيئة دينية في الجمهورية الاسلامية، بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات لكنه التزم الصمت حيال نتيجتها، واكد المجلس انه «يرحب بالمشاركة الحماسية والاسطورية والنشطة لـ 84% من الشعب الثوري» نهار الانتخابات، من دون ان يأتي على ذكر نتيجة هذه الانتخابات. في وقت رد المرجع الديني أسد الله بيات زنجاني على رسالة استغاثة موسوي مشيرا الى أن الصراع هو بين أنصار الجمهورية الاسلامية بكل ما تعني من مؤسسات وانتخابات، ودعاة إقامة حكومة اسلامية لا تأخذ في الاعتبار رأي الشعب.
وبالتزامن مع هذه التطورات، رفضت وزارة الداخلية الإيرانية طلبا من المرشح محسن رضائي بتفصيل الأصوات في الصناديق التي سيعاد فرزها كليا، نقلا عن مقابلة مع نائب وزير الداخلية ورئيس اللجنة الانتخابية، كامران دانشجو، مع التلفزيون الاخباري الايراني. في حين يرفض المرشحون المعترضون مبدأ الفرز الكلي للصناديق، ويقولون إن بعض الأشخاص اقترعوا لمحمود أحمدي نجاد عدة مرات، وأن بعض بطاقات التصويت تخص أشخاصا لا وجود لهم.
وفي سياق الاعتقالات المتواصلة للمناوئين، قال مصدر في حركة تحرير إيران المعارضة إن الشرطة القضائية التابعة لمحكمة الثورة اعتقلت أمين عام الحركة إبراهيم يزدي في مستشفى بارس بطهران حيث كان يعالج من مرض السرطان. ويزدي هو أول وزير خارجية في الحكومة المؤقتة التي أمر بتشكيلها آية الله الخميني بعيد سقوط نظام الشاه عام 1979. وكانت السلطات اعتقلت أيضا رئيس المكتب السياسي في حركة تحرير إيران محمد توسلي والعديد من قادة الحركة التي أعلنت مساندتها للمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في الانتخابات. كما تواصلت حملة الاعتقالات وشملت صحافيين وناشطين سياسيين بارزين.
ولليوم السادس على التوالي واصل المتظاهرون الإصلاحيون تظاهرهم السلمي طوال الليل وحتى الساعات الأولى من فجر امس احتجاجا على نتائج الانتخابات الايرانية. وهذه المرة شارك في الاحتجاجات أطباء هالهم مايجري في البلاد، خصوصا الاصابات في صفوف المتظاهربن.
ومع استمرار الحظر على وسائل الإعلام الأجنبية، تم تحميل صور التظاهرات على موقعي «يوتيوب» و«تويتر»، بالإضافة الى بعض الصور نقلا عن التلفزيون الإيراني الناطق باللغة الإنجليزية، والتي تظهر عناصر الباسيج منتشرين في شوارع طهران.
وبث موقع «تويتر» صورا من مشاهد تخريب لجامعة طهران التي قتل فيها اربعة طلاب على يد قوات الباسيج فجر الاثنين الماضي.
وتظهر الصور والأفلام القصيرة التي تتسرب على الانترنت، تعرض فتيات وشبان لاعتداءات من ذوي الملابس المدنية.
ونهار امس تواصلت الاحتجاجات، وأوضحت الشبكة الموالية لموسوي والتي تتولى تنسيق المظاهرات، أن آلاف المتظاهرين تقدمهم موسوي احتشدوا أولا أمام مقر الأمم المتحدة، ثم تحركوا إلى ميدان في وسط العاصمة.
وشددت الشبكة في عدة رسائل قامت بإرسالها على ضرورة تجنب ترديد الشعارات المهينة، وخاصة ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد.
ولمواصلة الاحتجاجات، طلبت جمعية رجال الدين المقاتلين التي تضم رجال دين اصلاحيين في ايران، تصريحا لتنظيم مسيرة جديدة غدا يتخللها خطاب لمير حسين موسوي.
وقال موقع حملة موسوي على الانترنت ان «جمعية رجال الدين المقاتلين طلبت من شرطة طهران تنظيم مسيرة من الساعة 16.00 الى الساعة 19.00 يوم السبت من ساحة انقلاب الى ساحة ازادي» احتجاجا على نتائج الانتخابات.
واشار الموقع الى ان المسيرة ستجري بمشاركة الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي وموسوي الذي سيلقي خطابا خلالها.
«الباسيج» تدعو للمشاركة في صلاة الجمعة
وبالعودة الى صلاة الجمعة المركزية التي سيؤمها خامنئي اليوم، دعت قوات التعبئة الشعبية «الباسيج» المتهمة بالمشاركة في المواجهات، اعضاءها الى المشاركة في الصلاة.
وقالت «الباسيج» في بيان نشرته وكالة مهر للأنباء ان «الباسيج اليقظين بحضورهم الاسطوري، سيشاركون في صلاة الجمعة التي سيؤمها آية الله خامنئي».
كما دعت «الباسيج» ايضا المرشحين الخاسرين في الانتخابات الى «التبرؤ علنا من مثيري اعمال الشغب» في اشارة الى انصار موسوي.