بيروت ـ عمر حبنجر
هبة سياسة باردة لفحت وجوه اللبنانيين امس، باللقاء المسائي الذي جمع بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، بعد طول جفاء وانقطاع منذ اكثر من ثلاث سنوات. هذه الهبة الباردة والتي جعلت الكثير من اللبنانيين يتنفسون الصعداء، اعقبت هبة حارة شهدها مجلس الوزراء بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الطاقة آلان طابوريان الذي اتهم رئيس الحكومة بعرقلة اعمال وزارته حول الكهرباء، فرد عليه السنيورة بعنف منتقدا اداءه، ما حمل الرئيس سليمان على التدخل، فانسحب طابوريان من الجلسة ولم يشارك في العشاء الوداعي الذي اقامه الرئيس سليمان تكريما للحكومة.
لكن لقاء نصرالله ـ جنبلاط الماراثوني الذي قيل انه استمر حتى فجر امس، غطى على ما عداه وقد فتح الباب واسعا لمناخ جديد بين 14 و8 آذار، ستتبلور نتائجه مع استحقاق رئاسة مجلس النواب الذي تبدأ ولاية دورته الجديدة عند منتصف الليلة ومن ثم رئاسة الحكومة فالحكومة التي لطالما اعتقد البعض ان فتح ملفها سيفتح باب الويلات على اللبنانيين.
وهذا اللقاء هو الاول بين الرجلين منذ 5 مايو 2006، حيث شاركا في آخر جلسة حوار قبل عدوان يوليو الاسرائيلي.
واطلق اللقاء موجة من اللقاءات الداخلية، وعكس هذا الانطباع وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الذي اعرب عن الامل ان يكون هذا الاجتماع بداية لحوار مفتوح بين كل اللبنانيين.
وتحدث العريضي عن مرحلة جديدة لكنه نصح بعدم المبالغة في تحليل الامور.
باب اللقاءات الذي فتحه نصرالله وجنبلاط، هل سيقود جنبلاط الى دمشق؟ هذا هو السؤال الكبير، الذي لا يمكن الاجابة عنه بمعزل عن المناخ الاكثري المرتبط بالاستحقاق الحكومي، وبمدى ملاءمة الاوضاع الاقليمية مع الوضع في لبنان، سيما بين الرياض ودمشق.
بيان حزب الله
وبحسب بيان صادر عن حزب الله فقد اجرى نصرالله وجنبلاط مراجعة معمقة للمرحلة السابقة في محطاتها المختلفة وناقشا آفاق المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة، واكدا ضرورة العمل معا من اجل الانتقال من حال التأزم الى حال التعاون بين الجميع بما يحض لبنان وشعبه على مواجهة الاستحقاقات الكبرى.
ونوه الطرفان بجهود الوزير طلال ارسلان اثناء حوادث السابع من مايو وما بعدها واكدا مواصلة العمل في سبيل المصالحة الشاملة، كما اتفقا على استمرار التواصل والتشاور في سبيل المرحلة المقبلة.
وبدوره اوضح الوزير غازي العريضي ان الرجلين ناقشا جميع الاوضاع اللبنانية كل من وجهة نظره، وعسى ان يكون بداية لصفحات مفتوحة بين كل اللبنانيين، مؤكدا على اهمية الحوار الثنائي، لان اي اتفاق سياسي بين اللبنانيين يسهل العبور بالمؤسسات والى المؤسسات الى كل المناطق، وشددا على ضرورة عدم المبالغة في النظرة الى ما حصل رغم ايجابياته المؤكدة.
النائب علي حسن خليل عضو كتلة التحرير والتنمية اعتبر ان لقاء نصرالله ـ جنبلاط سيفتح الباب امام آفاق تعاون جدي يخرج لبنان من ازمته الحالية.
وقال لتلفزيون «المنار» ان اللقاء لن يبدل بالمواقع السياسية لاي من الطرفين لكنه خلف مناخا سيعزز حالة الاستقرار في البلد، خاصة اننا نمر بمرحلة مفصلية في المنطقة.
بدوره تيار التوحيد برئاسة وئام وهاب رحب بلقاء رئيس التقدمي الاشتراكي والامين العام لحزب الله ورأى انه قد يشكل صمام امان في وجه انحراف بعض القوى باتجاه تأزيم الامور الداخلية، وقال بيان عن هذا التيار ان اكثر ما يهمه هو ان تبقى الطائفة الدرزية في الموقع المقاوم والممانع، طائفة عربية مسلمة تحمل قضايا امتها.
حكومة مشاركة حقيقية
في غضون ذلك شدد وزير التنمية الإدارية ابراهيم شمس الدين على ان تكون الحكومة العتيدة حكومة مشاركة حقيقية، وهذا من قواعد تشكيل الحكومات في لبنان، متحدثا عن شروط تعاون صحيح بين جميع الفرقاء لتحقيق تقدم والحفاظ على لبنان، رافضا «المحاصصات مقابل بعضنا البعض»، واصفا ذلك بانتقاص من الوطنية.
كما أكد على ضرورة ان تكون الوحدة بحدود دنيا من الشروط، وأكثر كمية من الاتفاق مبديا تفاؤله بالتوصل قريبا الى مقاربة الاستحقاقات.
شمس الدين وصف ما يحصل في ايران بالشيء الكبير والجديد واللافت، مشيرا الى ان ايران دولة مستقرة في بنيتها وما يطالب به الشعب سيتم التعامل معه بشكل صحيح من داخل مؤسسات الدولة.
اجتماع لمسيحيي الموالاة
إلى ذلك، قال وزير السياحة ايلي ماروني ان الحكومة الحالية كانت من اجل الوحدة الوطنية، متمنيا ان يكون الجميع قد اتعظوا من التجارب الماضية، واحترموا نتائج الانتخابات، مشددا على ان تكون الحكومات المقبلة حكومات وحدة وطنية.
وحول بحث الكتلة الكتائبية في الاستحقاقات المقبلة قال ماروني ان هناك اجتماعات متتالية ستتم كاشفا عن لقاء سيجمع كتلة زحلة مع كل من رئيس حزب الكتائب ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، إضافة الى اجتماعات مع الحلفاء في قوى 14 اذار من اجل موقف موحد.
وأشار الى ان حزب الكتائب وضع شروطا على انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب، لكنه أعلن في المقابل عدم اقفال الطريق آملا من أي رئيس مجلس نواب ان يكون رئيسا لمجلس نواب كل لبنان، وليس طرفا من أطراف الصراع، مضيفا ان نواب الكتائب سيشاركون في انتخابات رئاسة المجلس من خلال التصويت بورقة بيضاء في حال لم تتغير المعطيات.
نواب القوات يردون
في هذا الوقت أعلن النائبان ستريدا جعجع وايلي كيروز من بكركي وبعد لقائهما البطريرك نصرالله صفير ان بكركي صخرة لا تقوى عليها رياح الجحيم.
النائبان القواتيان كانا يردان على الانتقادات التي طالت البطريرك صفير من جانب السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون الذي سأل لماذا لم تقم قيامة البعض ولماذا لم يسمعوا خطاب نتنياهو الذي دفن حق العودة للفلسطينيين وبشر بترانسفير جديد لفلسطينيي 1948.
بدوره عون وفي احتفال بفوز لائحته في دائرة كسروان خاطب البطريرك صفير قائلا: لمن يقول ان الأبيض أبيض والأسود أسود نقول لهم بصدق وعنفوان ان رئيس مجلس النواب سينتخب في برلمان لبنان، بينما الحكومة ستؤلف، أو تؤلف الآن بين الرياض والقاهرة وليس في بيروت. وأضاف: منذ بداية المعركة الانتخابية ونحن نتعرض للتطاول، لقد تجاوزوا المعقول في كل يوم تحد وأكاذيب وأضاليل وسأل هل هم بصدد خلق صراع شيعي ـ مسيحي مقدمة لمؤامرة التوطين؟
بكركي يشتري عقارات الشيعة!
وآخر الحملات على بكركي، يقول مصدر قواتي التصريح الصادر عن النائب السابق المعارض ناصر قنديل والذي تحدث عن صندوق مالي تموله بكركي لشراء العقارات التي يملكها الشيعة في قضاءي كسروان وجبيل تحت شعار التخفيف من الخطر الديموغرافي على المناطق المارونية.