على وقع التوترات السائدة في ايران منذ 6 أيام اثر المزاعم بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في إيران السيد علي خامنئي امس الى إنهاء جميع التظاهرات الاحتجاجية، مهددا «في حال اراقة الدماء بسبب التظاهرات فان المسؤولين عن هذه المظاهرات سيتحلمون المسؤولية المباشرة»، نافيا في الوقت نفسه حدوث أي تزوير، متسائلا: هل يمكن تزوير 11 مليون صوتا وهو الفارق بين نجاد وموسوي؟! مؤكدا أن النصر الذي حققه الرئيس نجاد مستحق، واصفا الرئيس الايراني بالخادم المخلص للثورة.
القانون وليس الشوارع
وقال خامنئي امس في خطبة حاشدة لصلاة الجمعة في جامعة طهران التي حضرها مسؤولون ايرانيون والمرشحون للانتخابات الرئاسية «لا يمكن التنافس في الشوارع بعد الانتخابات وفي ذلك تحد للانتخابات والديموقراطية وأطالب الجميع بإنهاء هذا الاسلوب واذا لم يتم إنهاؤه فستكون مسؤولية العواقب والفوضى على عاتق هؤلاء».
واضاف خامنئي ان القانون له القول الفصل «وعلينا جميعا الالتزام بالقانون والانتخابات تمت للفصل في الخلافات على صناديق الاقتراع وليس في الطرقات والشوارع».
واعتبر أن المسيرات التي ينظمها المتظاهرون المحتجون على نتائج الانتخابات قد تشكل غطاء لمجموعات «ارهابية» قائلا «لماذا تمت الانتخابات اذا كان أنصار المرشحين يريدون النزول الى الشوارع؟! لماذا يدفع الناس الثمن؟! يجب ان نسد الطريق على الارهابيين الذين يريدون ان يتغلغلوا ويوجهوا ضربات إرهابية حتى لا يختفي الارهابيون خلف الناس الذين يريدون ان يقيموا هذه المسيرات».
وطالب خامنئي الجميع بـ «التركيز على الأخوة ومراعاة القانون» مضيفا «علينا الا نسمح للعدو بتدمير هذه الفرحة (الانتخابات) واذا قرر البعض ان يسلك طريقا اخرى فسأصارح الشعب مصارحة أكثر».
كما انتقد مواقف الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية من الانتخابات قائلا ان «بعض الرؤساء ووزراء الخارجية في بعض الدول الاوروبية واميركا كشفت تصريحاتهم عما يكنونه في بواطنهم».
وأضاف «نقل عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله انه كان يتوقع هكذا يوم ينزل فيه الناس الى الشارع».
وقال خامنئي ان ما حصل في الداخل بـ «سذاجة» من بعض هؤلاء المتظاهرين صور للبعض في الخارج ان ايران قد تتحول الى جورجيا في إشارة الى ما عرف بـ «الثورة الملونة» التي دعمها الغرب في جورجيا.
ووصف بريطانيا بأنها من «أخبث الأعداء» مضيفا أن «الأعداء كالذئاب الجائعة رفعت نقاب الديبلوماسية عن وجوهها وفضحت حقيقتها».
وقال انه تابع تصرفات ومواقف الإدارة الأميركية والأوروبيين قبل الانتخابات وخلالها وبعدها مضيفا «قبل الانتخابات كان موقف واتجاه المسؤولين الغربيين ووسائل الاعلام هو التشكيك في الانتخابات للتقليل من المشاركة وبعد إعلان النتائج في الانتخابات ارتبكوا لكثافة المشاركة وأدركوا ان عليهم الرضوخ للظروف الجديدة وأدركوا ان عصرا جديدا بدأ في التعاطي مع ايران وعليهم ان يرضخوا لكل ذلك».
وقال ان عملاء الدول الغربية رفعوا تقاريرهم عن الانتخابات «وحين تم احتجاج بعض المرشحين تصوروا وجود فرصة لركوب هذه الموجة فتغيرت لهجتهم منذ يوم السبت او الاحد (الماضيين) ورويدا رويدا لاحظنا ماذا حصل في التجمعات الجماهيرية التي تمت ربما بدعوة من بعض المرشحين وأزيل النقاب وكشفت الحقائق» في إشارة الى أعمال الشغب التي حصلت في بعض المناطق.
استحالة التزوير
وقال المرشد الأعلى ان «آليات الانتخابات لا تسمح بالتزوير وكل من يعرف قضايا الانتخابات وآلياتها يدرك ذلك» مضيفا «اذا كان الخلاف بين هذا وذاك 100 ألف 200 ألف ربما حصل التزوير ولكن هل يمكن حصول التزوير بنسبة 11 مليونا».وتابع «قلت لمجلس صيانة الدستور انه اذا كانت هناك شبهة لدى الاشخاص ووثائق يجب دراسة ذلك وفق الاليات الدستورية والقانونية ولن أقبل بالبدع غير الدستورية».
ولفت الى أن الحوارات والمناظرات بين المرشحين كان فيها عيوب ويجب إزالتها.
وأضاف أن «الجانب المنطقي والموضوعي في بعض المناظرات كان ضعيفا وتغلبت عليه الحالة العصبية والتخريبية والعاطفية طرحت بعض الاتهامات التي لم يتم اثباتها في اي مصدر قانوني وتم الاعتماد على الشائعات ولاحظنا بعض عدم الانصاف بالنسبة للحكومة رغم انجازاتها وخدماتها».واثر خطبة المرشد الاعلى نقلت وسائل الاعلام ان لندن استدعت السفير الايراني لديها، للاحتجاج على الاتهامات التي وجهها خامنئي الى بريطانيا في الخطبة.
كما تداولت وسائل الاعلام ان السلطات الايرانية رفضت التصريح للمرشح الخاسر مير حسين موسوي بتنظيم تظاهرة اليوم.