Note: English translation is not 100% accurate
لبنان: المبادرة العربية تتعثر والوضع يعود إلى «نقطة الصفر» إسماعيل نقل ورقة «إعدام الحلّ» من السنيورة إلى بري
الأربعاء
2006/12/13
المصدر : الانباء - وكالات
بيروت ـ عمر حبنجر
على أي أساس سادت موجة تفاؤل بـ «المبادرة العربية»، ولماذا تبدد هذا التفاؤل لاحقا؟ وهل ينجح عمرو موسى، حيث أخفق مصطفى اسماعيل؟ هل يعود الوضع الى نقطة الصفر ويظل في دائرة المراوحة القاتلة أم تحصل «مفاجأة ومعجزة»؟ هل تتفاقم أزمة الحكم، وبعد الرئاسة والحكومة تطرق باب المجلس النيابي؟ هل تتجه حركة الشارع الى التصعيد و«التطوير»، أم انها تبقى على نمطها الراهن كوسيلة ضغط وكورقة تفاوضية؟ ماذا جرى في الساعات الـ 48 الماضية؟ عندما وصل المبعوث السوداني الرئاسي مصطفى عثمان اسماعيل وهو الملم بتفاصيل الوضع اللبناني، الى بيروت لم يكن أحد يتصور ان في جعبته تصورا متكاملا للحل استوحاه من مجمل الأفكار والعناوين المطروحة وقدمه في ورقة عمل تضمنت ما حرفيته:
1ـ التأكيد والحفاظ على وحدة لبنان والحرص على ان يكون تنوعه مصدر قوة لا مصدر ضعف.
2ـ يتفق الطرفان على أهمية ايقاف التصعيد الاعلامي والنأي عن التصعيد بخاصة المذهبي من قبل الصحافة والفضائيات.
3ـ أهمية ايقاف التصعيد والمواجهات في الشارع.
4ـ اعلان الموافقة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنيةالموسعة بضوابط وشروط وتفاصيل يتم الاتفاق عليها.
ومن ثم، 5ـ العودة فورا الى طاولة الحوار والتشاور تحت رئاسة رئيس مجلس النواب.
6ـ تطرح على طاولة المفاوضات وتناقش بالتوازي ليتم الاتفاق عليها المواضيع الآتية: استكمال تفاصيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية «مناقشة تفاصيل موضوع المحكمة الدولية» موضوع الانتخابات ورئاسة الجمهورية وكل ما يرتبط بهذا الموضوع «مؤتمر باريس ـ 3 واستحقاقاته».
7ـ خلاصة ما يتم الاتفاق عليه يصدر في وثيقة يمكن تسميتها «ميثاق القوى السياسية اللبنانية» وتكون ملزمة للجميع حكومة ومعارضة. التقى اسماعيل السيد حسن نصرالله وعرض عليه هذه المبادرة، وكان رده الأولي «ايجابيا» ولكنه لم يكن نهائيا وانما مشروطا بجواب الأكثرية وكيفية التعاطي مع هذه المبادرة.
لم يتمكن الموفد السوداني من الحصول على جواب الرئيس فؤاد السنيورة الذي طلب وقتا لدراسة متأنية لبنود المبادرة على ايقاع شارع صاخب نهار الأحد الماضي. ولما لم يكن جواب السنيورة جاهزا فإن اسماعيل ألغى زيارة كانت مقررة الى عين التينة وسافر الى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد، ولم يتمكن من الحصول منه على أي تعهد بشأن المساعدة على حل الأزمة الراهنة في لبنان، لا بل سمع هناك انتقادا للرئيس السنيورة الذي لا يتصرف على انه رئيس حكومة لبنان وانما رئيس فريق وفق منطق الأكثرية والأقلية. وفي أثناء وجوده في دمشق تلقى اسماعيل اتصالا من مستشار رئيس الحكومة محمد شطح يدعوه فيه للعودة سريعا الى بيروت.
وهذا الاتصال خلق انطباعا حتى لدى الموفد السوداني نفسه بأن هناك تطورا ايجابيا من جهة رئاسة الحكومة يضاف الى الموافقة المبدئية التي أعطاها السيد حسن نصرالله، والتي كانت أثارت التباسا حتى في صفوف حلفائه في المعارضة.
مع عودة المبعوث السوداني الى بيروت سادت أجواء تفاؤل بامكانية حدوث اختراق وتقدم للمرة الأولى. وسادت توقعات بأن هناك فرصة جديدة لتسوية سياسية تقوم على فكرة الربط بين اقرار المحكمة وتوسيع الحكومة بصيغة تعطي المعارضة الثلث فقط. وتنطلق هذه التسوية من صيغة 19 + 10 + 1 على ان تتولى الحكومة الموسعة متابعة مسار المحكمة الدولية واحالتها الى مجلس النواب لاقرارها. وهذه الحكومة ربما تكون خالية من تمثيل مباشر لحزب الله، الذي بات يميل الى ان يتمثل بحلفائه وان يترك حصة لهم.
وبعد ذلك تعاود جلسات الحوار الوطني لحل المسائل المتنازع عليها كرزمة واحدة وهي: الانتخابات الرئاسية والنيابية المبكرة على أساس «رئيس توافقي» من جهة وعلى أساس قانون انتخابات جديد من جهة ثانية. ولكن حصل ما أدى الى تبدد موجة التفاؤل الحذر بعدما اصطدمت «ورقة اسماعيل» بورقة مضادة من الرئيس فؤاد السنيورة تضمنت النقاط التالية: وقف تحرك المعارضة والانسحاب من الشارع، عقد جلسة لمجلس النواب لاقرار المحكمة الدولية وطرح موضوعي الحكومة والرئاسة، حكومة وحدة لا يكون فيها ثلث معطل على ان تحل مشكلة الثلث وفق صيغة يجري التوافق عليها.
يتبع...
اقرأ أيضاً