بيروت ـ زينة طبارة
نفى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب د.نبيل نقولا وجود حملة منظمة ضد بكركي كما يحاول البعض إشاعته بهدف دس السموم الطائفية والمذهبية في الوسط الشعبي السياسي معتبرا ان ما يقال اليوم من قبل بعض أطراف المعارضة ليس سوى رد مسؤول على مواقف البطريرك نصرالله صفير الأخيرة لاسيما على كلامه الذي أطلقه ليلة الانتخابات النيابية، والذي ترك آثاره السلبية على مجريات عملية الاقتراع وتحديدا على ذهنية المقترع ونفسيته، وذلك فضلا عن خرقه لقانون الانتخاب الذي فرض تعليق التصاريح السياسية عشية فتح صناديق الاقتراع وأثناءها، هذا من جهة، معتبرا من جهة ثانية ان كلام البطريرك صفير عن تهديد الكيان اللبناني جاء في غير مكانه وزمانه الطبيعيين، بحيث نعت بشكل أو بآخر وبصورة مبطنة فريق المعارضة بالخطر المهدد لكيان الدولة وركائزها، ويدفع المستمع إليه للاعتقاد بأن قادتها قد أصبحوا اسرائيليين بامتياز.
واستغرب النائب نقولا في تصريح لـ «الأنباء» اتهام العماد عون وفريقه السياسي بتهديد الكيان اللبناني «بعد ان ضحى في سبيل خدمة المؤسسة العسكرية، وقادها مع رفاقه الضباط في أصعب الظروف وأحلكها وأكثرها خطورة»، وتوجه نقولا، بجملة من الأسئلة الى البطريرك صفير عن موقفه من المشروع الاميركي القاضي بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسلبهم حق العودة، وعما سيتخذه من خطوات عملية لمنع هذا الخطر المحدق واقعيا وفعليا بالكيان اللبناني، وعما إذا كانت التهديدات الاسرائيلية المتواصلة وشبكات التجسس العائدة لهذا الأخير لا تشكل خطرا على الكيان اللبناني بقدر ما تشكله من وجهة نظر البطريرك المعارضة اللبنانية.
وأبدى النائب نقولا رغبة في لفت انتباه البطريرك صفير الى عدم استطاعة أحد مهما علا شأنه روحيا أو سياسيا تجاهل حجم العماد عون السياسي خاصة بعدما امتلك بموجب نتائج الانتخابات وقبل البت بالطعون، أكثرية النواب الموارنة في المجلس النيابي (19 من أصل 32) أي بنسبة 60% من مجموع النواب الموارنة، الأمر الذي إن دلّ على شيء، بأن العماد عون يمثل الأكثرية المارونية في لبنان مما يعطيه حق تسمية الوزراء الموارنة في الحكومة المقبلة.
وفي هذا الشأن أكد النائب نقولا ان لبنان على باب أزمة حكومية حتمية إن لم يصار الى تمثيل تكتل «التغيير والإصلاح» بشكل نسبي في الحكومة كونه يملك 60% من النواب الموارنة هذا عدا عن غيرهم من النواب المسيحيين المنضوين في التكتل المذهبي الكاثوليكي والارثوذكسي فضلا عن الأقليات، متسائلا عن كيفية استطاعة تجاهل هذا العدد خاصة ان الـ 60% المشار اليها أعلاه تمثل فعليا نسبة 100% من الصوت الماروني كون النواب الموارنة الآخرين من فريق الرابع عشر من آذار فازوا بأصوات غير المسيحيين، عائدا بالسؤال الى البطريرك صفير عن كيفية تعاطيه لاحقا مع هذه المعادلة القديمة المتجددة، بمعنى آخر عن كيفية توفيقه بين 40% من النواب الموارنة المؤيدين له والذين أتوا بأصوات غير مارونية، وبين 60% منهم معارضون أتوا بأصوات بحت مارونية.
وختم النائب نقولا معلنا ترشيح السيدة ليلى الصلح حمادة لرئاسة الحكومة، أولا لثقته بها الناتجة عما قدمته وتقدمه من رعاية للمؤسسات الخيرية وللادارات الخاصة والرسمية على حد سواء، وثانيا كونها على مسافة واحدة من جميع الفرقاء اللبنانيين، معتبرا ان ترؤسها للحكومة وتواجدها الى جانب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كشخصين توافقيين، يستطيع ايصال البلاد الى النظام المؤسساتي الفعلي. بيد ان نقولا اكد ان هذا الترشيح طرح شخصي وليس باسم كتلة الاصلاح والتغيير.