دفع التدهور الامني في الصومال والذي تحول نوعيا باستهدافه عددا من المسؤولين في الايام الاخيرة، برئيس البرلمان الصومالي الى دعوة الدول المجاورة أمس إلى «نشر قوات في الصومال في الساعات الـ 24»، مؤكدا للصحافيين في مقديشو ان سلطة الحكومة «أضعفتها» هجمات المسلحين المتشددين.
ومضى آدن محمد نور قائلا ان «المتمردين اضعفوا سلطة الحكومة. نطلب من الدول المجاورة أي كينيا وجيبوتي واثيوبيا واليمن ارسال قوات الى الصومال خلال 24 ساعة».
واضاف «في اطار الميثاق الاتحادي الانتقالي يفترض ان ترسل الدول الاجنبية قوات الى الصومال نظرا للحالة الطارئة في البلاد».
إزاء ذلك أفادت قناة الجزيرة الفضائية أمس بان فرقا من الجيش الإثيوبي عبرت الحدود مع الصومال باتجاه مدينة «بلدوين» استجابة لدعوة الحكومة على مايبدو، دون ان تشير الفضائية إلى المزيد من التفاصيل.
نفي إثيوبي
إلا ان الحكومة الاثيوبية نفت صحة انباء دخول قواتها الاراضي الصومالية وقال المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية شميليس كمال في تصريح صحافي امس «لن نتدخل إلا عندما نستشعر خطرا على أمننا القومي»
وجاءت هذه التطورات الامنية بعد سلسلة هجمات نوعية أودت بحياة وزير الأمن الصومالي الكولونيل عمر حاشي الخميس الماضي وقتل معه في تفجير انتحاري، سفير الصومال السابق في إثيوبيا وسفيرها الحالي بجنوب أفريقيا عبد الكريم فرح والمسؤول الأمني للمحاكم الإسلامية بإقليم هيران وعدد من زعماء القبائل كان يستقبلهم الوزير بالاضافة الى العشرات الآخرين.
وامس الاول ايضا قتل عضو البرلمان الصومالي محمد حسين ادو بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي على ايدي مسلحين مجهولين في العاصمة مقديشو في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وقد قدم رئيس البرلمان الصومالي «التعازي إلى عائلة محمد حسين ادو.
ويأتي مقتل ادو عقب معركة حامية الوطيس في كاران، هاجم فيها مسلحون إسلاميون مركز شرطة المنطقة وبسطوا سيطرتهم عليه.
وقالت زمزم سعيد عمر، المقيمة في كاران، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : «سيطر المسلحون على مركز شرطة كاران». وكانت زمزم من بين آلاف فروا من كاران، في واحدة من أسوأ عمليات النزوح في الشهور الأخيرة.
وإذ اعترف رئيس البرلمان بأن قوات الحكومة على وشك الهزيمة، قال «نريدهم ان يأتوا الى هنا خلال 24 ساعة أجبرنا تصاعد العنف على التقدم بهذا الطلب «وكشف ان أولئك الذين يقاتلون الحكومة يقودهم جنرال عسكري باكستاني (سابق) من تنظيم القاعدة وهم يحرقون الأعلام ويقتلون الناس».
معارك متجددة
من جهة أخرى، تضاربت الأنباء حول نتائج المعارك التي تجددت اليوم (أمس) بأحياء ياكشيد، شيبيس وكاران شمالي العاصمة الصومالية، ففيما أكد مسؤولون بالحزب الإسلامي للإذاعة أنهم أحرزوا انتصارات على القوات الحكومية وأنهم استولوا على موقع رئيس شمال العاصمة، قال المتحدث باسم القوات الحكومية فرحان أسانيو انها تواصل انتصاراتها في المعارك وأنها على وشك السيطرة على معقل استراتيجي للمتمردين بالقرب من مصنع المعكرونة السابق بالمدينة.
بدورها قالت كينيا امس انها لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تسمح للوضع في الصومال المجاور بأن يتدهور بصورة اكبر لان ذلك يمثل تهديدا للاستقرار الاقليمي.
وأكدت امس الاول ان الاتحاد الافريقي ملتزم بدعم بعثته لحفظ السلام المكونة من 4300 جندي في الصومال وبالمساعدة في تشكيل قوة شرطة. لكن متحدثا باسم شباب المجاهدين حذر كينيا من اي تدخل.وقال شيخ حسن يعقوب للصحافيين في مدينة كيسمايو الساحلية بجنوب الصومال «كينيا تقول انها ستهاجم مجاهدي الشباب منذ 4 اشهر. وإذا حاولت ان تفعل ذلك فسنهاجم كينيا وندمر مباني نيروبي المرتفعة».