بيروت ـ زينة طبارة
رأي عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب غازي يوسف انه وخلافا للدستور انما بالمفهوم الديموقراطي المتبع فإن مركز رئاسة مجلس النواب يجب ان يتولاه الاكثر تمثيلا من الطائفة الشيعية والمتمثلة اليوم في «حركة أمل» و«حزب الله»، معتبرا انه ومن الوجهة الطبيعية للامور يجب ان تكون رئاسة المجلس اما للرئيس نبيه بري واما لمن يختاره حزب الله بديلا عن هذا الاخير، مستدركا ان رئيس المجلس النيابي لا يجب ان يكون ممثلا للطائفة الشيعية ويرعى مصالحها السياسية وحسب انما ايضا لكل لبنان واللبنانيين كون المجلس النيابي هو المكان الذي يلتقي فيه اللبنانيون كل طرف بشخص من يمثله، للتفاهم على المسار السليم والاسلم للبلاد وقيادتها باتجاه الافضل.
واكد النائب يوسف في تصريح لـ «الأنباء» ان قوى «14 آذار» بشكل عام وتيار المستقبل بشكل خاص لن يساوما على رئاسة المجلس النيابي وانه ليس لديهما اي حرج في اختيار اي مرشح آخر غير الرئيس بري في حال تواجده وفي حال توافر الشروط والصفات فيه التي تخوله تولي المنصب المذكور، لافتا الى ان لدى هذا الفريق الكثير من الملاحظات والاعتراضات على اداء الرئيس بري وطريقة تعامله مع الواقع السياسي خلال رئاسته للمجلس النيابي السابق، بحيث خلط بين رئاسته للمجلس النيابي ورئاسته لحركة امل وعضويته الرئيسية في المعارضة، وكذلك اتخاذه مواقف غير مفسرة دستوريا ادت الى مزيد من العرقلة بدلا من الحلحلة.
وطالب النائب يوسف الرئيس بري بتوضيح مواقفه السابقة وبالرد على كل ما لدى فريق الموالاة من تحفظات على ادائه السابق، لاسيما حيال طريقة ادارته لهيئة مكتب المجلس النيابي وحيال ادارته للمجلس ككل كمؤسسة دستورية جامعة، مشيرا الى ان قرار قوى «14 آذار» بإعادة الرئيس بري على رأس السلطة التشريعية مرهون بما سيقدمه هذا الاخير من توضيحات واجابات عما سبق اعلاه من تساؤلات وبحصولها على ضمانات بعدم تكرارها.
وعلى صعيد آخر وعلى خط اللقاء بين الزعيم الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ابدى النائب يوسف تأييده المطلق لمثل تلك اللقاءات كونها تندرج في اطار الايجابيات التي يحتاجها لبنان واللبنانيون، لاسيما على عتبة تعيين رئيس جديد للحكومة وبالتالي تشكيلها دون اي مماحكات وتجاذبات بين الفرقاء سواء على شكلها ام على نسبة التمثيل فيها، نافيا ان تكون هناك اي مخاوف لدى فريق الرابع عشر من آذار حيال ما يشاع عن احتمال انتقال النائب جنبلاط من ضفة الى اخرى واعادة تموضعه سياسيا في الوسط ما بين الموالاة والمعارضة، مذكرا بمواقف النائب جنبلاط من احداث السابع من مايو التي جاءت استيعابية للحركة المسلحة في بيروت والجبل وحيدته من مجازر كادت ان تحصل فيه لولا حكمته العالية في تدارك الامر وامتصاصه بسرعة، ومن ثم قبوله بتوزير المير طلال ارسلان، وبالتالي السماح بانتخابه نائبا عن منطقة كان يصعب عليه الفوز فيها.
واشاد النائب يوسف بشجاعة النائب جنبلاط وحكمته، معتبرا ان هذا الاخير يريد من خلال تحركاته الاخيرة ان يبرهن بالفعل وليس بالقول على ان فريق الرابع عشر من آذار يريد مشاركة الفريق المعارض وتعاونه في بناء اواصر الدولة القوية، انما دون اي شروط تعجيزية لا تتوافق والنظام البرلماني الديموقراطي كالثلث المعطل وغيره من الطروحات العونية القائلة بالتمثيل النسبي في الحكومة، واصفا المرحلة الحالية بمرحلة الحوار والتفاهم والتعاون والمشاركة في اتخاذ القرارات المحصنة للبلاد سواء في وجه التطرف الاسرائيلي الحاكم وتعنته او في وجه الازمات التي تواجهها المنطقة الشرق اوسطية وتحديدا ازمة الداخل الايراني.
وختم النائب يوسف معربا عن رفضه ما سيق ويساق بحق البطريرك نصرالله صفير من حملة منظمة ومبرمجة ضده، ومن هجمات اعلامية مركزة على موقعه الروحي وشخصه الوطني، لاسيما من قبل الفريق المسيحي في المعارضة المتمثل في النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، نافيا ان يكون البطريرك صفير قد لعب دور السلاح الخفي في الانتخابات النيابية.