بيروت ـ اتحاد درويش
رئاسة المجلس النيابي باتت محسومة لمصلحة الرئيس نبيه بري، وان كان البعض في فريق الأكثرية يضع شروطا أو يعترض على انتخابه، ثم يأتي تشكيل حكومة جديدة ينتظر تجاوزها دون عراقيل أو خلافات إلا اذا ما استمرت المطالبة بالثلث المعطل من قبل المعارضة الى طرح النسبية في التمثيل داخل مجلس الوزراء.
في ظل هذه الاستحقاقات، شكّل اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط محور المواقف السياسية التي رأت فيه خطوة متقدمة باتجاه التأسيس لمرحلة جديدة مختلفة عن مرحلة القطيعة، وفي هذا الإطار وصف عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر اللقاء الذي تم بين السيد نصرالله والنائب جنبلاط بالجيد والذي يساهم في طي صفحة من التباعد ويؤسس لمرحلة مستقبلية من العمل المشترك ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل على المستوى الوطني العام. ورأى في اللقاء انتقال من حال التأزم الى حال من التعاون في مواجهة الاستحقاقات والأخطار الكبرى، لاسيما بعد الخطاب الحربي لبنيامين نتنياهو.
ورأى جابر في حديث الى «الأنباء» ان لقاء السيد نصرالله والنائب جنبلاط من شأنه ان يرفد حال الهدوء والاسترخاء بمزيد من عناصر التهدئة والانفتاح ويؤسس لعلاقة تسودها روح التفاهم والحوار والتعاون بعد المرحلة الدقيقة التي قطعتها البلاد.
وقال عضو كتلة التنمية والتحرير ان انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب بات أمرا منتهيا خصوصا انه ليس هناك مرشح آخر مطروح بجدية، لافتا الى ان الرئيس بري سينتخب بغالبية نيابية كبيرة تلامس 90% من النواب.
وأضاف ردا على سؤال حيال المواقف المنتقدة لانتخاب بري أو التي تضع شروطا، خصوصا من داخل فريق الأكثرية، ان من يضع الشروط على انتخاب الرئيس بري فسيعود ويصوت له، مؤكدا ان الكتل النيابية الكبرى التي تشكل منها مجلس النواب الجديد هي مع انتخاب الرئيس بري، واعتبر ان بري هو رجل هذه المرحلة، لاسيما انه حافظ على العلاقات بين الأطراف في زمن الانقسام الحاد وأبقى على شعرة معاوية بين الفرقاء اللبنانيين، معربا عن اعتقاده ان للرئيس بري دورا كبيرا سيلعبه في المرحلة القادمة.
وعن تحميل الرئيس بري مسؤولية اغلاق مجلس النواب في مرحلة سابقة قال: ان الرئيس بري لم يقفل مجلس النواب بل قاد سفينة المجلس في زمن أزمة دستورية كبرى كانت طائفة بكاملها أقصيت عن المشاركة في حكم لبنان وهو أمر غير ميثاقي وغير دستوري، مشيرا الى ان الرئيس بري تعامل مع تلك المرحلة بحكمة ومنع ان تتحول الى مرحلة تفجيرية للمجلس النيابي ويجب ان يقدر الجميع الحكمة التي مارسها الرئيس بري في تلك الأثناء.
وقال ان الرئيس بري لا يخضع لأي ابتزاز وهو مرشح تحت ضوابط قانونية ودستورية التي يلتزم بها أي رئيس ينتخب سواء كان رئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو أي وزير يعيّن.
وردا على سؤال حول تقييمه للعملية الانتخابية وتداعياتها على جسم المعارضة قال: من الطبيعي ان تجري كل الاطراف تقييما لنتائج الانتخابات النيابية، والمعارضة اعلنت موقفها في هذا الاتجاه، واكد ان الرابح الاكبر كان لبنان الدولة التي استطاعت ان تجري هذا الاستحقاق في يوم واحد وبهدوء بشهادة كل المراقبين الدوليين والعرب وان يبعث برسالة واضحة الى العالم انه دولة قادرة بأجهزتها الامنية والادارية والمدنية على ان تخوض تجربة كهذه.
واشار الى ان المعارضة سعت الى الفوز في الانتخابات وكسب الاكثرية، لكن لا يمكن لأي جهة تخوض الانتخابات ان تتأكد من تحقيق النتائج، لافتا الى ان دائرة زحلة هي التي غيرت مسار الانتخابات.
واكد ان كتلة التنمية والتحرير التي تراجع عددها من 16 نائبا الى 14 نائبا بعد معركة جزين لن يؤثر هذا الامر على وزنها وانها ما زالت تشكل احدى الكتل الكبرى في المجلس النيابي وتتمتع بخاصية ان الرئيس بري الذي يمثل وزنا كبيرا في السياسة اللبنانية هو رئيس هذه الكتلة.