دمشق ـ هدى العبود
استقبل الرئيس السوري بشار الاسد وزير خارجية هولندا ماكسيم فيرهاخن في دمشق أمس وبحث معه الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط وعملية السلام في ضوء الجهود المبذولة لاحياء هذه العملية على جميع المسارات ودور أوروبا بهذا الشأن.
وقال بيان رئاسي سوري ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد والوفد المرافق للوزير الهولندي حضروا الاجتماع.
واضاف البيان ان الأسد أوضح لفيرهاغن الرؤية السورية من مجمل القضايا الراهنة في المنطقة وخصوصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا ان السلام العادل والشامل يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة وللعالم وأن الظروف الدولية والأزمة الاقتصادية العالمية تتطلب تعاونا سياسيا واقتصاديا أكبر بين الدول.
وقال البيان ان الرئيس السوري عبر عن «أهمية استمرار التواصل والحوار بين دول المنطقة وأوروبا وضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني الأعزل عبر فك الحصار وفتح المعابر وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس ان تشكيل الحكومة اللبنانية «شأن لبناني» آملا تحقيق الوفاق في لبنان.
وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي ان الحكومة اللبنانية «شأن لبناني. نحن في سورية ننظر إلى أداء هذه الحكومة في ضوء ما تقرره بشأن علاقاتها مع سورية».
واضاف «ما نأمله هو أن يتحقق الوفاق الوطني في لبنان لأن هذا الوفاق يؤدي إلى الاستقرار وإلى مستقبل أفضل».
وأعرب المعلم عن ترحيبه بالزيارات المتبادلة مع المسؤولين السعوديين، وقال في رده على التقارير الاعلامية التي تتحدث عن قدوم مسؤولين سعوديين الى دمشق بالقول: نرحب ترحيبا حارا بالزيارات المتبادلة مع الاشقاء ومنهم المملكة العربية السعودية وعندما يزورنا جلالة الملك فهو يأتي الى بلده الثاني سورية.
وفي رده على سؤال حول ماذا سيحمل الوزير الهولندي من رسائل الى اسرائيل؟ أوضح المعلم ان «موقف سورية صدر في بيان رسمي، وبالتالي يستطيع الوزير ان يحمل بياننا الى اسرائيل»، مشيرا الى ان «الوزير جاء بنوايا طيبة من اجل استئناف عملية السلام، وقلت له ارجو ان تقف على حقيقة نوايا نتنياهو تجاه السلام، لأنه من دون قرار سياسي كل هذا الكلام يبقى دون نتيجة، كما قلت له ان يطالب اسرائيل بفتح جميع المعابر في غزة».
ولفت الوزير السوري الى ان «الوزير الهولندي وكل وزير يستطيع ان يلعب دورا ايجابيا على اساس ان يكون عادلا ومنصفا، وان يتخذ موقفا واضحا من اجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة».
وحول الموقف السوري من التطورات الجارية في ايران على خلفية الانتخابات الرئاسية الاخيرة، اكد الوزير المعلم ان «الرهان على سقوط النظام في ايران رهان خاسر»، وقال: تحدثت اليوم مع احد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عبر الهاتف ونصحته بعدم التدخل بالشأن الايراني، لأن التدخل الخارجي بشأن ايران يضر بمصالح الشعب الايراني، ثانيا يضر بما نأمله من حوار مستقبلي بين ايران والولايات المتحدة على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
موضحا ان «الرهان على سقوط النظام في ايران أؤكد لكم انه رهان خاسر، ما جرى في ايران كانت انتخابات وفي كل انتخابات هناك من يخسر ومن يدعي ان هناك تزويرا والموضوع احيل الى مجلس صيانة الدستور، وسيقرر بشأنه خلال عشرة أيام، فلماذا لا ننتظر نتائج هذا التحقيق؟».
كما وصل إلى العاصمة السورية أمس ايضا وزير الداخلية الالمانى فولفجانغ شويبله والوفد المرافق له في زيارة تستغرق يومين، لبحث التعاون الأمني المشترك بين البلدين وبصفة خاصة في مجالات مكافحة الارهاب.
من جهة أخرى اكد الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس انه لا سلام في منطقة الشرق الاوسط دون استرجاع كل الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري.
وجاء تاكيد الرئيس اليوناني في حديث لصحيفة «الوطن» السورية ينشر اليوم لمناسبة مع زيارته الرسمية الى سورية التي ستبدأ غدا وتستمر ثلاثة ايام. واكد الرئيس بابولياس ان موقف العرب تجاه اليونان كان مناصرا لقضاياها في مرات كثيرة مشيرا الى ان العلاقة بين سورية واليونان تاتي نتيجة الروابط التاريخية القديمة وهي علاقة ربطت بين الحضارتين اليونانية والعربية.
واوضح انه سيبحث خلال الزيارة مع الرئيس السوري بشار الاسد العلاقات الثنائية والوضع العالمي في المنطقة وبالطبع مشكلة الشرق الأوسط مشيرا الى المشكلة القبرصية ستأخذ حيزا من محادثات الطرفين اضافة الى المشكلة الفلسطينية والوضع العام في منطقة الشرق الأوسط بمفهومها الواسع حيث تلعب سورية دورا رائدا ومتميزا.