كان لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ما أراد: تحدى الرئيس باراك أوباما في عقر داره. ألقى خطابا ناريا في الكونغرس. حصد تصفيقا حارا. أوصل رسالته الاعتراضية على الاتفاق السيئ مع إيران، وذهب الى أبعد من ذلك بأن حدد إيران مصدر خطر على إسرائيل والمنطقة برمتها ووجها آخر من وجوه التطرف والإرهاب.
هدف نتنياهو الى فرملة اندفاعة أوباما باتجاه إبرام اتفاق وشيك مع إيران. وإذا كان نجاحه في هذا المضمار غير مؤكد، فإنه نجح بالتأكيد في تعزيز وضعه السياسي والشعبي عشية انتخابات عامة في إسرائيل، وفي استخدام منصة الكونغرس في منافسته مع خصومه السياسيين في الداخل الإسرائيلي.
وإذا كان نتنياهو يتكلم أكثر مما يفعل فإنه على الأقل خطيب مفوه يعرف كيف يلهب حماس الكونغرس الأميركي ويستثير عاطفته تجاه إسرائيل، وأجاد في استخدام لغة العاطفة أكثر من لغة الإقناع.
أما أوباما فإنه بعد إخفاقه في منع وصول نتنياهو الى مبنى الكابيتول، لم يعد أمامه إلا تحجيم خطابه والتقليل من شأنه والمضي في إرسال إشارات الاستياء مما حصل: قال إنه لم يشاهد نتنياهو ولكنه قرأ النص ولم يجد فيه جديدا.
وكان أوعز الى نائبه جو بايدن بمغادرة واشنطن ومقاطعة حفل الكونغرس.
واما الإشارة العملية الأبلغ فكانت عقد جولة مفاوضات مع إيران في الوقت الذي كان نتنياهو يلقي خطابه ضد إيران.
ردة فعل الديموقراطيين اختصرتها زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، واعتبرت خطاب نتنياهو «إهانة» للولايات المتحدة، قائلة إن تقديرها للعلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية دفعها إلى أن تكون «قريبة من البكاء أثناء الخطاب».
وأضافت: «لقد غضبت من إهانة الاستخبارات الأميركية، ومن التعالي بشأن معرفتنا بالخطر الذي تمثله إيران، والتزامنا بمنع انتشار السلاح النووي».
أما ردة فعل الجمهوريين فقد اختصرها الرئيس السابق لمجلس النواب الجمهوري نوت غينغرتش، الذي حضر الخطاب في القاعة، وعبر عن دعمه لما قاله نتنياهو، ملقيا باللوم على أوباما لتصرفه بحدة في الأسبوعين الماضيين في موضوع الزيارة، ومشيرا إلى أن الأكثرية في الكونغرس ضد هذا الاتفاق، وأن هذا موقف يتشارك فيه أعضاء من الحزبين.
وقال غينغريتش: «أنا مع تشديد العقوبات، ونحن في الكونغرس نستطيع ذلك، ومع سعر النفط المنخفض ستجبر إيران على القبول بأشياء لم تكن لتقبل بها سابقا وتتخلى عن نياتها النووية»، وهو ما يلتقي مع ما طلبه نتنياهو برفض الاتفاق والإبقاء على العقوبات، معتبرا أن إيران في حاجة إلى الاتفاق أكثر من الولايات المتحدة.