في حين اقفلت السبل الدستورية امس امام المحتجين في ايران على نتائج الانتخابات الرئاسية برفض مجلس صيانة الدستور مطلب المرشحين المهزومين بإلغاء الانتخابات، منح المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي مجلس صيانة الدستور مهلة 5 ايام اضافية للنظر في الطعون المتعــلقة بالانتخابات الرئاسية، كما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا)، إلا أن المرشح الخاسر مير حسين موسوي رفض ما وصل إليه مجلس صيانة الدستور منددا في تقرير بعمليات «تزوير ومخالفات» مفترضة شابت الانتخابات الرئاسية، مطالبا بتشكيل «لجنة حقيقة» تعيد النظر في العملية الانتخابية.
رفض الإلغاء
وعودة على رفض مجلس صيانة الدستور إلغاء نتائج الانتخابات، قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور علي كدخدائي «لم نشهد لحسن الحظ في الانتخابات الرئاسية الاخيرة اي عمليات تزوير او مخالفات كبرى. وبالتالي، ليست هناك امكانية لالغاء» نتائجها.
ونقلت صحيفة ايران الحكومية عن المتحدث قوله «ان المجلس لم يقبل ايا من شكاوى المرشحين».
وكان اكد امس الاول ان عدد الاصوات خلال اقتراع 12 يونيو فاق عدد الناخبين المحتملين في 50 اقليما غير ان ذلك ليس له «تأثير مهم» على النتيجة النهائية للانتخابات.
واضاف كدخدائي «ان الشكوى المشتركة بين المرشحين هي انه كان هناك عدد بطاقات تصويت يفوق عدد الناخبين المحتملين في بعض الاقاليم. غير ان تحقيقنا الاولي اظهر ان الرقم المعلن (170 اقليما) ليس صحيحا وان الامر يشمل 50 اقليما» فقط.
وتابع ان حالة الاقاليم الخمسين «يمكن تفسيرها بواقع ان بعض المدن السياحية تستقبل زوارا.». ونظريا يمكن لكل ناخب التصويت حيث يريد.
وتضم ايران 366 اقليما تشكل فروعا ادارية داخل المحافظات الثلاثين في البلاد.
دعت وزارة الداخلية الايرانية الخاسر الاول في الانتخابات الرئاسية المرشح المعتدل المحافظ مير حسين موسوي الى «احترام القانون وتصويت الشعب» الذي انتخب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية.
في المقابل، نشر مكتب موسوي في تقرير من ثلاث صفحات على موقعه «كلمة»، المخالفات الرئيسية التي أحصتها في العملية الانتخابية.
وطلــبت اللجنة على ضوء هذه الشكوك في صحة الانتخابات، تشكيل «لجنة حقيقة عادلة وقبول جميع الأطراف بالنظر في العملية الانتخابية برمتها».
وندد التقرير خصوصا «باستخدام الحكومة وسائلها على نطاق واسع لصالح مرشحها»، الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد الذي فاز بولاية ثانية بأكثرية 63% من الأصوات.
وانتقدت اللجنة أيضا اختيار أعضاء اللجان المكلفة بتنظيم الانتخابات، الذين اختيروا بحسب التقرير من بين انصار احمدي نجاد.
وجاء في التقرير كذلك انه «تمت طباعة قسائم اقتراع عشية الانتخابات من دون ان تحمل أرقاما تسلسلية، وهو ما لم يسبق حصوله في تاريخ البلاد»، مشددا أيضا على ان «أعداد الأختام (التي يتم بموجبها التصــديق علــى قسـائم الاقتراع) كانت أكثر بمرتين ونصف المرة من عدد مكاتب الاقتراع ما يمكن ان يعزز عمليات التزوير».
وبحسب اللجنة فقد تم ايضا منع ممثلي المرشحين، لأسباب عدة، من التواجد في مكاتب الاقتراع لمراقبة سير الانتخابات. ونددت من جهة أخرى بقطع خدمة الرسائل النصية القصيرة التي يستخدمها أنصار موسوي لإخطار المقر العام للحملة الانتخابية عند حصول مخالفة ما.
وفي النهاية أبدت اللجنة «شكوكا جدية» لجهة ان تكون الصناديق كانت فارغة فعلا عندما أرسلت إلى مكاتب الاقتراع قبل بدء عمليات التصويت، مؤكدة ان ممثلي المرشحين لم يكونوا حاضرين عند إغلاق هذه الصـــناديق للتأكد من فراغها قبل بدء التصويت.
كروبي يدعو لاحتفالات تأبين
من جانب آخر، المرشح الاصلاحي الخاسر في انتخابات الرئاسة مهدي كروبي على اجراء انتخابات جديدة.
تحديد موعد قسم اليمين
واستكمالا للعملية الانتخابية المشكوك في نزاهتها ذكرت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية أن هيئة رئاسة مجلس الشورى الاسلامي أعلنت أن مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية ومنح الثقة لأعضاء الحكومة ستكون خلال الفترة من 26 يوليو حتى 19 اغسطس المقبلين.
الى ذلك نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية عن المسؤول القضائي ابراهيم رايسي قوله أمس الاول «سيتم التعامل مع المعتقلين في الأحداث الأخيرة بطريقة تلقنهم درسا» مشيرا الى أن محكمة خاصة تدرس الحالات.
دوليا، تواصلت موجة التنديد بقمع المحتجين على نتائج الانتخابات داخل ايران الى حد استدعاء فرنسا والسويد لسفيري إيران لديهما حيث ابلغا باحتجاج كل من الدولتين على اعمال العنف ضد المحتجين داخل ايران.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون امس ان بريطانيا طردت ديبلوماسيين ايرانيين اثنين في خطوة تأتي ردا على اصدار طهران امرا بطرد ديبلوماسيين بريطانيين اثنين.
أوباما يدين العنف والاعتقالات في إيران وينعى الضحايا الأبرياء
دان الرئيس الأميركي باراك اوباما بشدة امس اعمال العنف والاعتقالات والتهديدات التي جرت في ايران خلال الأيام القليلة الماضية وقال ان بلاده والمجتمع الدولي يشعرون بالغضب والفزع إزاء ما جرى هناك.
واكد اوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض «ادين بشدة هذه الاجراءات الجائرة وأضم صوتي مع الشعب الأميركي في الحداد على كل الأبرياء الذين فقدوا حياتهم».
وقال ان بلاده «تنتظر رؤية كيفية تطور الأوضاع» في ايران ورفض اتهاماتها بالتدخل الأميركي في شؤونها وطالب ايران بالكف عن اتهام الغرب بالمسؤولية عن التظاهرات او التحريض عليها.
واشار الى انه «في حين ان الولايات المتحدة تحترم سيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية ولا تتدخل بشؤونها، الا انه يجب علينا ان نشهد على شجاعة وكرامة الشعب الايراني وعلى الانفتاح الذي حدث، مؤكدا بالوقت نفسه «نحن نشجب العنف ضد المدنيين الأبرياء في اي مكان».