بيروت
عمر حبنجر ـ أحمد عزالدين ـ اتحاد درويش
عاد نبيه بري رئيسا لمجلس النواب للمرة الخامسة، وكذا كان حال نائبه فريد مكاري، فيما تقدم اسم النائب سعد الحريري الصفوف المتجهة نحو السراي الكبير وربما كان المتقدم الوحيد، اذا صح التعبير كما كان بري الجواد الوحيد على مضمار رئاسة مجلس النواب منذ اتفاق الطائف.
علامة استفهام كبرى طوقت نتيجة انتخاب بري، فهناك 37 نائبا لم يصوتوا له، علما ان النواب المجاهرون بعدم التصويت له وهم نواب القوات والكتائب وبعض المستقلين لا يتجاوز عددهم الـ 14 نائبا فمن يكون الثلاثة والعشرون الآخرون، وهل بينهم اعضاء في كتلة العماد ميشال عون الذي خرج مرشحه لامانة سر رئاسة المجلس آلان عون، خاسرا امام مرشح كتلة جنبلاط مروان حمادة ومرشح القوات انطوان زهرا.
نواب حزب الله ناقشوا خلال الجلسة بالنظام وبأمور شكلية، خصوصا النائب علي عمار الذي جادل بري بعد اعتلائه المنصة في موضوع طريقة انتخاب اميني السر، لكن ممثل الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق اعتبر في تصريح له ان اعادة انتخاب الرئيس بري انجاز وطني لجميع اللبنانيين ودون قيد او شرط، لافتا الى اهمية انعكاس اجواء التوافق هذه على تشكيلة الحكومة المقبلة.
اتصالات ما قبل الجلسة
وكان النائب سعد الحريري رئيس كتلة «لبنان اولا» العائد من الرياض والقاهرة استبق الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني التي تمخض عنها انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمرة الخامسة، بسلسلة اتصالات وزيارات شملت رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة التحرير والتنمية نبيه بري، واستقبل رئيس كتلة اللقاء النيابي الديموقراطي.
ووضع الحريري العيش المشترك بين اللبنانيين عنوانا للكتلة الجديدة التي تضم 40 نائبا وحملت اسم لبنان اولا من مختلف المناطق والطوائف، واكد على التعاون مع الرئيس ميشال سليمان وعلى تعميق العلاقة مع الحلفاء في 14 آذار وعلى انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس كونه المرشح الوحيد، وعلى ترشيح فريد مكاري لنيابة رئاسة المجلس.
هذا الموقف التوافقي للكتلة ترجم امس بانتخاب بري لرئاسة المجلس ومكاري لنيابة الرئاسة لولاية جديدة، لكن يبقى الفصل الآخر البالغ الاهمية وهو استحقاق رئاسة الحكومة الذي سيطرح على بساط البحث الرسمي اعتبارا من صباح اليوم.
ويبدو ان ثمة معطيات تعكس الاتجاه لاستشارات تسمية رئيس الحكومة بصورة عاجلة وواضح ان الارجحية باتت محسومة للنائب سعد الحريري، لكن المعضلة تبقى في تأليف الحكومة حيث تشتبك المحاصصات مع النوايا والالتزامات، الأمر الذي يتوقع اللبنانيون معه بقاء حكومة تصريف الاعمال برئاسة فؤاد السنيورة ردحا من الزمن.
عدم انشراح أكثري
وتبدو أوساط 14 آذار أقل انشراحا حيال هذه التطورات، ويقول النائب السابق انطوان اندراوس ان الرئيس بري تحدث عن تذويب 8 آذار مع 14 آذار لكنه لم يتحدث عن الكيفية، في حين يصر حليفه في المعارضة سليمان فرنجية على الثلث المعطل بالحكومة العتيدة، بينما يتمسك العماد ميشال عون باعتماد النسبة في التركيبة الحكومية فيما يلزم حزب الله الصمت.
الحريري يرد على التساؤلات
الحريري وعشية جلسة الانتخاب وردا على بعض التساؤلات من جانب فريق القوات والكتائب في 14 آذار، قال ان انتخابنا للرئيس بري يثبت الوحدة الوطنية ويحافظ على السلم الأهلي، وعلى الانفتاح، وعلى ان نتصرف بمسؤولية لمصلحة الوطن وليس للمصلحة الحزبية.
واضاف: نحن في 14 آذار مجموعة من الكتل السياسية، يمكن ان نختلف في امور ويمكن أن نتفق في امور ولكن في الأمور الأساسية نحن متفقون ولذلك ادعو الى عدم تحميل الموضوع اكثر مما يحمل، ولنبق في الاجواء التوافقية، هناك اناس عندهم ملاحظات لا بأس، ولندع هذه الملاحظات تنقل بطريقة ايجابية.
الحريري بين بري ومكاري
ولوحظ ان سعد الحريري جلس في قاعة مجلس النواب بين الرئيس نبيه بري وبين نائبه الذي اعيد انتخابه فريد مكاري، ما أوحى للنواب ولمتابعي الجلسة النيابية الاولى على الهواء بان «السيبة» ركبت بري لرئاسة المجلس والحريري لرئاسة الحكومة ومكاري لنيابة رئاسة مجلس النواب.
إلى ذلك اختار المجلس النائبين مروان حمادة عضو كتلة جنبلاط والنائب انطوان زهرا كأمينين لسر رئاسة مجلس النواب. وحصلت الأكثرية الجديدة على مفوضين للمجلس من أصل 3 هما النائبان احمد فتفت وسيرج طور سركيسيان وكان الثالث ميشال موسى عضو كتلة الرئيس بري.
وإثر افتتاحه دورة المجلس الأولى امس تمنى رئيس المجلس رقم عشرين في الحياة البرلمانية اللبنانية ان يفتح هذا المجلس الطريق للعبور فعليا الى الدولة، داعيا الى صياغة قانون عصري للانتخابات حديث يعتمد النسبية، متوقعا ان يحسم هذا المجلس وبصورة نهائية مشاركة الشباب عبر خفض سن الاقتراع ومشاركة المغتربين والمنتشرين اللبنانيين في العالم، الرئيس بري عرض في مستهل كلمته ما حققه المجلس على الصعيد التشريعي والعلاقات مع المنظمات الدولية وما واجه من عقبات، ودعا الى اصدار التشريعات اللازمة لإنشاء وزارة خاصة بالتخطيط تعنى بالتنمية في المحافظات وصياغة قانون عصري للأحزاب وانجاز قانون اللامركزية الإدارية وتعزيز استقلال القضاء وتعزيز القوانين الخاصة بمكافحة الفساد والمفسدين. وأشار بري الى ان قبة البرلمان احتوت الحوار الوطني الذي أمكنه ان يؤسس لإجماع وطني حول جملة عناوين أساسية ومهمة تختص بالمحكمة الدولية، وبالعلاقة مع الشقيقة سورية وبملف الأشقاء من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ورأى ان المجلس نجح في نقل الملفات الخلافية من التداول في الشارع السياسي وبلغة الشارع السياسي الى طاولة الحوار، وهو الأمر الذي عزز الدعوة الى استمرار الحوار برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كما عزز الدعوة الى تبني ثقافة الحوار.
من أجواء جلسة انتخاب بري
-
استحضار الأموات: عبر بعض النواب عن مواقفهم بطريقة هزلية تجاوزت الحدود، مما دفع الرئيس نبيه بري الى القول ان المرح جيد ومن صفات العملية البرلمانية، لكن هناك حرمات مثل المتوفين، وذلك في اشارة ورود اسم رئيس المجلس السابق صبري حمادة المتوفى منذ نحو 35 سنة والبير مخيبر نائب رئيس المجلس السابق المتوفى منذ نحو 15 سنة، وقال: اعتقد ان النواب اكبر من هذا المستوى.
-
نائب في أميركا: من اصل 127 نائبا حضروا الجلسة، غاب نائب واحد قيل انه متواجد في اميركا وهو رياض رحال عن كتلة المستقبل.
-
28 ورقة بيضاء: وضعت في الصندوق 28 ورقة بيضاء و3 اوراق باسم النائب في كتلة عون عباس هاشم، والنائب عقاب صقر الذي كان ترشح لرئاســة المجلس وانتخب بصوت واحد، وصوت واحد باسم غازي يوسف العضو في كتلة الحريري وورقة واحدة باسم رئيس المجلس السابق المتوفى صبري حمادة وورقة كتب عليها «المجلس سيد نفسه»، وهي عبارة كان يرددها رئيس المجلس دائما، وورقة كتب عليها لا احد وثلاث اوراق ملغاة.
-
الاطرش والرحباني: فريد مكاري نائباً لرئيس مجلس النواب بـ 74 صوتاً مقابل 25 ورقة بيضاء والأوراق الأخرى بأسماء مختلفة. فرز الأصوات في انتخاب نائب رئيس المجلس كان أشبه بالنكتة: 3 ايلي الفرزلي، 6 نايلة تويني، 3 البير مخيبر، 1 فريد الاطرش، 1 عاطف مجدلاني، 2 سرج طور سركيسيان، 2 غسان مخيبر، 1 نايلة معوض، 1 سليم سعادة، 1 منير ابوفاضل، 1 نقولا غصن، 1 فايز غصن، 1 وليد جنبلاط، 1 زياد الرحباني.
-
بري والسنيورة يدا بيد: دخل الرئيسان بري والسنيورة القاعة معا، وفيما جلس السنيورة على مقعد رئيس الحكومة جلس بري الى جانب النائب سعد الحريري والنائب ميشال المر، وعند بدء عملية الاقتراع لرئاسة المجلس كتب الحريري اسم بري على ورقتين ووضع واحدة في مغلفه واعطى الاخرى للرئيس بري.
-
عميد البرلمانيين العرب: شكر بري رئيس السن عبداللطيف الزين الذي ترأس الجلسة، وقال انه عميد البرلمانيين في لبنان وربما في العالم العربي وذلك انه انتخب لأول مرة عام 1960 ومازال دون انقطاع لمدة 39 سنة.
-
مش ناقصك الا الصوت: عندما وردت كلمة فريد الاطرش خلال فرز اصوات انتخاب فريد مكاري، علق بري متوجها الى مكاري بالقول «مش ناقصك الا الصوت».
-
إشكال أمني: حصل اشكال بين مرافقي السفير الايراني الذي كان في الجلسة ومرافقي النائبة ستريدا جعجع، وقد تدخل أمن المجلس وفض الاشكال.
-
استقبال فني في عين التينة: لدى عودة الرئيس بري لمقره في عين التينة، حيث استقبل بالغناء من المطرب معين شريف.