واشنطن – احمد عبدالله
متابعة ما يقال في واشنطن حول تعيين السفير الاميركي المقبل في دمشق تسفر عن «تصفية» المرشحين الى اثنين، الاول هو دانييل كيرتزر السفير السابق في كل من مصر واسرائيل والثاني هو جيك والاس الذي يشغل الآن موقع القنصل الاميركي العام في مدينة القدس والمكلف بمتابعة الاتصالات الفلسطينية – الاميركية.
بيد ان تعيين اي سفير بصفة رسمية يحتم اولا اقرار الكونغرس لتعيين مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان الذي لايزال قرار اعتماد تعيينه في موقعه محتجزا في مكتب السيناتور كارل ليفاين، ومن الوجهة القانونية لا يرتبط هذا التعيين بذاك ولكن الامر يختلف بعض الشيء من الوجهة العملية.
ذلك ان فيلتمان مسؤول عن شؤون الشرق الادنى بحكم مسماه الوظيفي، ويعني ذلك ان تعيين اي موظف في قسم الشرق الأدنى بوزارة الخارجية يصبح موقوفا حتى ينتهي الخلاف حول رئاسة القسم مع ليفاين، الا ان ذلك لا يشمل السفراء من الوجهة اللائحية.
بعبارة اخرى يمكن اقرار تعيين كيرتزر او والاس دون انتظار حل الخلاف حول فيلتمان، غير ان اي سفير جديد لابد ان يجاز من الكونغرس، واذا ما نظر الكونغرس في تعيين سفير بقطاع جغرافي معين فانه يطلب عادة شهادة مساعد الوزير المسؤول عن ذلك القطاع، وفي حالة السفير المقبل الى دمشق فان المسؤول هو فيلتمان الذي لا يمكن ان يظهر الآن امام المجلس التشريعي مادامت قضيته لاتزال مفتوحة.
ويقال الآن في واشنطن ان ليفاين طلب من وزارة العدل فحص ملف تعاملات اجراها مسؤول سابق بالوزارة مع ليبيا وشارك فيها فيلتمان لتحديد ما اذا كان الاخير خالف القوانين، ويقول فيلتمان انه قدم اعتذارا مكتوبا الى الوزيرة كوندوليزا رايس عن قبول المشاركة في تلك التعاملات من قريب او بعيد، وحسم ليفاين الخلاف باحالة الموضوع الى وزارة العدل التي لم تقدم تقريرها بعد.
بعبارة اخرى يمكن ان تسمي وزارة الخارجية سفيرها الى سورية خلال ايام الا ان تعيين الوزير بصفة نهائية قد يتأخر لاسابيع حتى يقره الكونغرس وحتى تصدر وزارة العدل تقريرها بشأن فيلتمان.
ولان المجلس التشريعي سيعود الى الانعقاد بعد احتفالات عيد الاستقلال في الرابع من يوليو فان الارجح ان يصدر ليفاين قراره بشأن فيلتمان خلال الاسبوع المقبل على ان يتلو ذلك عودة العمل الى آلياته المعتادة بالنسبة للتعيينات في الواقع ذات الصلة بقسم الشرق الادنى الذي يتولاه فيلتمان.
ويسعى البعض في واشنطن الى اضافة اسمين اضافيين الى كيرتزر ووالاس.
الا ان جهود توسعة القائمة قد لا تحظى بالنجاح بسبب تأخرها.
وفي كل الاحوال فان السفير الاميركي المقبل في سورية سيتعرض لانتقادات من بعض الدوائر الموالية لاسرائيل في واشنطن فور تعيينه بهدف وضعه منذ اللحظة الاولى تحت «المراقبة» وجعله يفهم بوضوح ان اي مبادرات خاصة ستجد من يحاسبه عليها في العاصمة، بيد ان كيرتزر ووالاس يتسمان بخبرة واسعة في هذا المجال.