بيروت ـ عمر حبنجر
الغموض الشديد مازال يحيط بمضامين الاتصالات المحلية لتشكيل الحكومة، وكذلك بالنسبة للاتصالات السعودية ـ السورية المرتبطة بالملف اللبناني.
على ان انكفاء المواعيد السعودية ـ السورية اعاد الاعتبار للاتصالات المحلية التي تحررت من حيث الشكل على الاقل من قيود الالتزامات والشروط الاقليمية بحيث بدا انه لا دور مؤثرا للقوى المحلية في صنع رئاسة الحكومة الأمر الذي حدا بالرئيس المكلف سعد الحريري الى الاعلان من بعبدا بأن الحكومة تصنع في لبنان، وان مراسيمها تصدر من بعبدا.
ويعكس هذا التطور الداخلي تباطؤ الاتصالات السعودية ـ السورية، قياسا على عجلة الأمور اللبنانية، مما يتعذر معه الوصول الى نتائج مثمرة قبل قمة دول عدم الانحياز في شرم الشيخ في 16 الجاري.
وتعقيبا على هذا قال عضو في كتلة حزب الله النيابية ردا على سؤال لـ «الأنباء» لقد طلبوا من سورية ويقصد الأكثرية عبر الموفدين السعوديين تسهيل تشكيل الحكومة وبعدئذ يزورون دمشق وهذا ما ليس في الوارد.
وعن توقعاته في ضوء ما تقدم قال النائب الذي كان يتحدث خلال دردشة: لا تنتظر حكومة قبل شهرين وربما اكثر.
غير ان الرئيس المكلف قرر تكثيف اتصالاته مصحوبا بالأمل في التوصل الى المبتغى في اسرع وقت ممكن.
المصادر المتابعة قالت ان الرئيس المكلف على اتصال بحزب الله وبالقوى الأخرى المختلفة مقللة من ارتباط الاتصالات من اجل تشكيل الحكومة اللبنانية بالمباحثات السعودية ـ السورية، وان يكون موضوع لبنان جزءا من ملف هذه المباحثات.
وبدا من مجمل ما تقدم ان كل ما قيل عن قمم سعودية ـ سورية بحضور لبنان امس الاثنين واليوم الثلاثاء قد تبخر على نار الزيارة السابقة لتشكيل الحكومة التي كانت مطلوبة من الرئيس المكلف سعد الحريري الى دمشق، كما تبخرت اخبار تلك الزيارة ايضا، ونقلت اذاعة الشرق الناطقة بلسان المستقبل عن عضو مجلس الشورى السعودي محمد ال زلفا ان القمة لم تعقد افساحا للمجال امام المزيد من المشاورات وايجاد الفرص.
صحيفة «السفير» أوحت بدور مصري غير مشجع عندما قالت ان العامل المصري ليس جاهزا بعد للانضمام الى المظلة الاقليمية لترتيب الوضع اللبناني، علما ان نوايا القاهرة ستختبر في مؤتمر عدم الانحياز الذي سيعقد في شرم الشيخ الاسبوع المقبل.
الحريري يطلع البطريرك
في هذا الوقت اوفد الرئيس المكلف سعد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري الى البطريرك الماروني نصرالله صفير حيث وضعه في اجواء تشكيل الحكومة، قال الحريري ان عملية تشكيل الحكومة تجري بهدوء.
جنبلاط كان زار الحريري مساء الاحد يرافقه الوزير غازي العريضي، في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في وقت وجه الاعلامي «المستقبلي» محمد سلام انتقادا لمسار جنبلاط الانفتاحي على المعارضة وخاصة حزب الله، الرئيس المكلف التقى رئيس حزب الكتائب امين الجميل واتصل هاتفيا بالرئيس نبيه بري.
تراجع المناخات الإيجابية
من جهتها اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله قالت امس ان المناخات الايجابية التي سادت الاسبوع الماضي قد تراجعت، وردت ذلك الى التحرك الاميركي – المصري لفرملة الاندفاعة السعودية على خط بيروت – دمشق، فضلا عن الحملة التي شنتها قوى 14 آذار وبالتحديد الفريق المسيحي في هذه القوى والذي اطلق نيرانه على زيارة سعد الحريري الى سورية واعتبرتها خطوة غير صحيحة، وبالتالي حالت دون اتمامها.
عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله قال اننا في مرحلة انتظار داخلي، لما ستؤول اليه الاتصالات والمشاورات من جانب الرئيس المكلف سعد الحريري مع القوى السياسية والشخصيات المطروحة للمشاركة بها.
وقال فضل الله في تصريح اذاعي ان اللبنانيين لا يريدون اضاعة الوقت، وامامهم فرصة جديدة للتعاون.
الى ذلك لاحظ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان العلاقات اللبنانية – السورية تشهد ثقة متبادلة يعززها تنفيذ الخطوات التي نص عليها البيان المشترك الذي صدر بعد القمة الرئاسية التي انعقدت في دمشق مطلع اغسطس من العام الماضي، مؤكدا ان مصلحة البلدين العليا هي التي ترعى متابعة تنفيذ البنود الواردة في البيان بعيدا عن اي توظيف في تشكيل الحكومة الجديدة.
واشار الرئيس سليمان امام زواره امس الى ان اي مساع او جهود عربية او دولية للتوصل الى السلام الشامل والعادل يفترض ان تنطلق من التفاهم مع سورية، مشيرا الى ان ذلك يرتكز ايضا على ترسيخ التضامن العربي على قاعدة المصالحات التي تمت في القمة العربية الاخيرة وتوسيع دائرتها وتوحيد الموقف العربي في مواجهة التحديـــات والضغوط التي تحفل بها المنطقة.
عملية السلام
ورأى انه في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي لايجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الاوسط يستند الى المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية ولتركيز دعائم الاستقرار والتنمية في لبنان وتقوية مؤسساته الشرعية بعد انجاز الانتخابات النيابية على النحو الذي تم، ينبري رئيس وزراء اسرائيل مجددا ووزير دفاعه الى اطلاق التهديدات المتكررة ضد لبنان وحكومته ومؤسساته الشرعية وبناه التحتية والعمل على زعزعة الاستقرار الداخلي عبر اعمال التجسس والخروقات الجوية والبحرية خصوصا على ابواب موسم الاصطياف.
وشدد الرئيس سليمان على ان لبنان يجـــدد رفضـــه وادانته لمثل هذا التـــدخل السافر فــــي شؤونـــه والـــذي يتعــــارض مع مستلزمات القـــرار 1701 ومع السعـــي الدولي الهادف الى اشاعة اجواء التهدئــــة على الصعيد الاقليمـــي، وهـــو يلفــت المجتمع الدولــــي ومجلس الامة الى خطورة هذه التهـــديدات وانعكاساتها السلبية على الاستقرار العام في المنطقة.