عواصم ـ هدى العبود
فيما ذكرت مصادر ديبلوماسية سورية رفيعة المستوى لـ «الأنباء» أن الرئيس السوري د.بشار الأسد لن يشارك في قمة عدم الانحياز في مصر وان الوفد السوري الذي سيشارك في القمة في شرم الشيخ سيترأسه نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد.
أكدت المصادر أن دمشق قبلت رسميا ترشيح عبدالله العيفان سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى سورية.
وكانت صحيفة «الوطن» السورية أكدت أمس ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد هو الذي سيمثل سورية في قمة شرم الشيخ لدول عدم الانحياز التي تنعقد في منتصف الشهر الجاري وأضافت الصحيفة أن سورية أبلغت القاهرة رسميا بهذا الأمر.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت في فترة سابقة أن وجود ترتيبات لعقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك على هامش قمة دول عدم الانحياز.
وفي سياق متصل، أعربت مصادر سورية واسعة الاطلاع عن استغرابها لكثرة ما نشر حول (عقد قمة سورية ـ سعودية) موضحة أنه سيتم الإعلان عن القمة حين يأتي موعدها.
وشددت المصادر على أن ما ينشر إعلاميا عن الاتصالات السورية ـ السعودية «بعيد جدا عن الصحة» مؤكدة في الوقت ذاته أن «سياسة سورية واضحة» وتقوم «على عدم التدخل في الشأن اللبناني»، وأضافت: «برهنت الأحداث الأخيرة على أن سورية لا تتدخل في التفاصيل اللبنانية، وهي لن تتدخل لاحقا».
وأشارت المصادر إلى أن الاتصالات مع السعودية مستمرة، وتشمل إلى جانب لبنان مسائل إقليمية أخرى، وأن التشاور بين البلدين مستمر بشكل نشط، مشيرة أن موضوع القمة مرتبط بعوامل متعددة ثنائية وإقليمية.
في سياق متصل، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إن على الرئيس السوري بشار الأسد الاختيار بين هضبة الجولان وإيران وان إسرائيل لن تسمح لحزب الله بأن يكون حاملة صواريخ إيرانية.
واعتبر بيريز خلال لقائه بوزير الخارجية الألماني فرانك فولتر شتاينماير في القدس امس أن «على الأسد أن يفهم أنه لن يحصل على هضبة الجولان على طبق من فضة ويواصل في الوقت ذاته علاقاته مع إيران ويعمل على تقوية حزب الله».
وأضاف بيريز أمام شتاينماير الذي سيزور سورية اليوم أن «على الأسد أن يفهم أن عليه الجلوس إلى طاولة المفاوضات إذا كان يريد سلاما حقيقيا ولا ينبغي عليه أن يتعلق بوسطاء وإنما الجلوس على طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة».
وتابع أن على الرئيس السوري أن «يتوقف عن الخجل لأن الذي يريد دفع السلام من أجل أبناء شعبه عليه إجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة وعلى الأسد أن يجري اختيارا إستراتيجيا لأنه لا يوجد أي احتمال لأن يحصل على تنازلات إقليمية من جانب إسرائيل وأن يستمر باليد الثانية في إقامة علاقات مع حزب الله وإيران في إطار رزمة واحدة».
وفيما يتعلق بلبنان قال بيريز إنه «إذا أراد حزب الله أن يكون حاملة صواريخ لإيران ضد إسرائيل فلن نتمكن من السماح له بذلك».وامتدح بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية الخطاب الذي ألقاه في جامعة بار إيلان ورأى أن نتنياهو «نجح في توحيد الشعب تحت عنوان دولتين للشعبين على الرغم من المطالب الائتلافية» في إشارة إلى مواقف أحزاب اليمين المتطرف المشاركة في التحالف الحكومي والتي تعارض حل الدولتين.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي نفذ تسهيلات في الضفة الغربية قائلا إن «حكومة إسرائيل تعهدت بعدم بناء مستوطنات وعدم توسيع المستوطنات القائمة وهذا ما ستفعله وإسرائيل مستعدة للأفعال».
وتطرق بيريز إلى الموضوع الإيراني قائلا إن «العالم فتح عينيه على النوايا الحقيقية للنظام في إيران كدولة راعية للإرهاب العالمي وما حدث بعد الانتخابات في إيران مهم للغاية وأنشأ وعيا لحدوث تغييرات داخلية وسيأتي التغيير من جانب الشعب الإيراني الذي يدرك أن لديه قيادة فاسدة وتعمق الفقر».
وأضاف أن «يوم انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هو أيضا اليوم الذي بدأ فيه الانهيار».
من جانبه، قال ستاينماير «إننا لا نستهين بالأحداث الأخيرة في إيران والطريق إلى الاستقرار والسلام يمر عبر المفاوضات مع الفلسطينيين وفقا لمبدأ دولتين للشعبين والشرط المسبق بالنسبة لنا هو الحفاظ على أمن إسرائيل ومهمة أوروبا هي تقوية القوى المعتدلة في الشرق الأوسط».
هذا ويصل شتاينماير الى دمشق اليوم في إطار جولته التي تقوده الى لبنان والأراضي الفلسطينية واسرائيل.
وسيجري شتاينماير مع المسؤولين السوريين محادثات تتناول تطورات الأوضاع الاقليمية والدولية في المنطقة وسبل دفع جهود السلام في الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين.