بيروت ـ عمر حبنجر
رغم التباطؤ الظاهر في حركة تشكيل الحكومة، مازالت الانطباعات السائدة، تؤكد على حتمية تشكيل الرئيس المكلف سعد الحريري لحكومة الوحدة الوطنية، بسبب بسيط للغاية وهو ان لم يستطع زعيم الأكثرية رفع هذه «الشيلة» فلن يستطع احد سواه.
على ان هذه الحتمية، لم تحل دون تلويح الحريري بالاعتذار في رسالة مفتوحة للمعرقلين، وحملة العصي المعدة للزرع في عجلات عربة الحكومة، وهو ما اعتبره النائب المعارض سليمان فرنجية، نوعا من الديموقراطية اللبنانية.
نصائح من المعارضة
وفي موقف لافت توقعت وسائل إعلام حزب الله ان يأخذ رئيس الحكومة المكلف بالنصيحة المشتركة من المملكة العربية السعودية ومن حليفه النائب وليد جنبلاط بالانفتاح على رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل خلق مناخ من الثقة بينهما، بحيث يتولى بري تسهيل ما يمكن تسهيله أمام الرئيس المكلف.
ونسبت اذاعة النور الى مصادر سياسية واسعة الاطلاع حديثها لصحيفة «السفير» عن اتصالات مكثفة على خطوط داخلية مختلفة خصوصا بين «قريطم» و«عين التينة» وبين تيار المستقبل وحزب الله تمهيدا للاتصالات التي يجريها الحريري مع الرئيس بري ومع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في وقت تلقى العماد ميشال عون اتصالا من الرئيس المكلف أبلغه رغبته الاجتماع به في نطاق مشاوراته مع القيادات اللبنانية، وقد انتدب عون صهره وزير الاتصالات جبران باسيل للقائه واطلاعه على وجهة نظره في التشكيل الحكومي، الى جانب البحث في ضرورات الاجتماع بين الرئيس المكلف ورئيس كتلة التغيير والإصلاح، وقد وصف باسيل الاجتماع بالجيد جدا.
تشكيل الحكومة
وكان عون انتقد بشدة انتقال ملف تشكيل الحكومة من أيدي اللبنانيين الى الخارج، معتبرا ان أخذ «العلم والخبر» بما يجري ليس مشاركة في تشكيل الحكومة، التي لا يبدو تشكيلها سهلا كما قال.
وخلافا لتقديرات جنبلاط فإن العماد عون توقع تأخر تشكيل الحكومة لأن التشكيل سيتم في أميركا ومصر وسورية والسعودية.
وأضاف: لا أدري على ماذا يتفاوضون، علما انني أطالب بحصة في الحكومة تستند الى حجم تمثيلنا في مجلس النواب.
فرنجية: الأسد لا يحسم عنا
من جهته، النائب سليمان فرنجية وبعد لقائه العماد ميشال عون في الرابية قال ان أحدا لم يتصل به بعد بشأن تشكيل الحكومة.
وأضاف ان الرئيس بشار الأسد، لا يمكن ان يحسم شيئا عنا، وان المعارضة ستحصل على الثلث المعطل بطريقة أو أخرى.
وكرر فرنجية القول: أشك بالقول ان الرئيس الأسد ضامن للمعارضة وهو لم يسألها بعد، وهو ليس كغيره، يأمر وسواه ينفذ، بل يتشاور مع حلفائه في كل أمر.
وبالنسبة للانفتاح على حزب الكتائب رأى فرنجية ان المستقبل سيحدد، لكن الهوة بيننا لاتزال بعيدة.
حصة المعارضة والرئيس
وردا على سؤال حول تلويح الرئيس المكلف سعد الحريري بالاعتذار قال فرنجية: هذا رأيه، هذه هي الديموقراطية، فإذا تعثرت فأي رئيس مكلف يعتذر انما نحن نتمنى ان تتسهل الأمور.
وعن امكانية تنازل المعارضة عن الثلث الضامن لرئيس الجمهورية قال فرنجية المعارضة تحترم رئيس الجمهورية وتحترم حصة رئيس الجمهورية، انما حصتنا حصتنا وحصة رئيس الجمهورية حصته.
تثبيت الطائف
النائب وليد جنبلاط اعلن انه لمس أجواء ايجابية لدى الرئيس المكلف، وانه اي الرئيس المكلف يأمل من حيث المبدأ في انجاز مهمته نهاية هذا الأسبوع.
وردا على سؤال لـ «النهار» قال جنبلاط: لم ندخل بعد في التفاصيل ومازلنا في المبدأ العام واشار الى ان حصته في الحكومة معروفة «ويا للأسف محدودة، لكنني لن أعرقل، ولن تكون حصتي معرقلة».
أما عن انعكاس المسار السوري ـ السعودي على تأليف الحكومة فقال جنبلاط: أنا أعلق أهمية كبرى على هذا المسار لأنه يثبت الطائف ويعطي لبنان الاستقرار، وإذا كان من قوى عربية أو دولية تريد تأخير هذا المسار فسيكون على حساب الطائف.
وحول كلام الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي وصفه بأكبر المنافقين في السياسة، وكلام نائب الرئيس الأميركي جون بايدن يأخذ الى ردود فعل بين المسارات لغير مصلحة التسويات.
وكان جنبلاط التقى وفدا من الجبهة الشعبية القيادة العامة برئاسة أبوعماد رامز. ويذكر ان الأكثرية النيابية تطالب بتفكيك المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات المعتمدة، التي هي في معظمها تابعة لتلك الجبهة.
حزب الله ينتظر
بدوره، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رأى ان الطريق معبد للتوافق السياسي في لبنان، متمنيا ان يوفق الرئيس المكلف في تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكدا على العلاقات الايجابية لحزب الله مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
وقال قاسم: ان حزب الله ينتظر ما الذي سيقدمه رئيس الحكومة المكلف وقد قلنا ما لدينا وأبلغناه وجهة نظرنا والحوار مفتوح بيننا بايجابية.
من جهته، حزب الكتائب اللبنانية الذي بدأ ينفتح على مسيحيي 8 آذار بدءا من سليمان فرنجية وانتهاء بالعماد ميشال عون، قال في بيان له امس ان وحدة لبنان تبدأ بوحدة الصف المسيحي وجمعه وهذا من شأنه ان يعزز الدور الوطني للمسيحيين الى جانب باقي الفرقاء، معربا عن انفتاحه للقيام بحوار جدي مع كل القوى السياسية المسيحية من دون استثناء من أجل انهاء التهميش الذي لحق بها منذ عقود، مع التمسك بالتحالفات الحالية للحزب وبدعم بكركي ورئيس الجمهورية.