أعلنت السلطات الصينية امس فرض حظر التجوال في مدينة أورومتشي بغرب البلاد التي تموج بالاضطرابات والنزعات العرقية، حيث تكافح قوات الأمن لاستعادة النظام عقب تنظيم مزيد من أبناء عرقية اليوغور المسلمة احتجاجات بينما خرج آلاف من عرقية الهان في مسيرات مضادة.
ووفقا لوانج ليتشوان الأمين الإقليمي للحزب الشيوعي الحاكم سيفرض حظر التجوال في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينغ يانغ المضطرب لمدة 11 ساعة بدأت منذ التاسعة مساء لتنتهي الساعة الثامنة من صباح اليوم بحسب التوقيت المحلي للعاصمة وذلك «لتجنب وقوع مزيد من الفوضى» في الاقليم. وقال «يتعين على كل أصحاب العمل في المدينة مطالبة موظفيهم بالعودة إلى منازلهم، يجب حظر المواجهات العرقية بشكل قاطع».
وقالت الحكومة إن الاشتباكات في أورومتشي يومي الأحد والاثنين بين متظاهرين من اليوغور وشرطة مكافحة الشغب فضلا عن الهجمات التي استهدفت مدنيين أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 156 شخصا وإصابة 1080 آخرين.
واعتقلت الشرطة الصينية 1434 شخصا تشتبه بضلوعهم في أحداث الشغب في شينغ يانغ.
ونقلت وكالة شينخوا الصينية عن رئيس ادارة الدعاية للجنة الحزب الشيوعي الصيني في شينغ يانغ لي يي قوله «ان المشتبه بهم يشملون 1379 رجلا و55 امرأة والشرطة شرعت في استجوابهم».
وأضاف لي «لقد تم قطع خدمة الانترنت في اجزاء من اورومتشي كونها الوسيلة التي تستخدمها زعيمة المؤتمر العالمي الانفصالي لليوغور ريبيا قادير».
ووفقا لما ذكرته شينخوا فإن شرطة شينغ يانغ لديها ادلة على ان ريبيا قادير هي العقل المدبر لاعمال الشغب اذ حصلت الشرطة على تسجيل صوتي لمكالمة لها مع مناصريها من تركستان الشرقية داخل الصين.
واندلعت أعمال الشغب يوم الاحد بعد احتجاج على تعامل الحكومة مع اشتباكات وقعت في يونيو بين عمال مصنع من الهان واليوغور في جنوب الصين حيث لقي اثنان من اليوغور حتفهما.
وربما يكون السبب المبطن للاضطرابات هو الشكاوى الاقتصادية والثقافية والدينية المستمرة منذ فترة طويلة والتي تراكمت على مدار عقود من الحكم الصارم وتحولت من فترة لأخرى الى أعمال عنف غير انها لم تحدث على هذا النطاق المميت من قبل قط.
ووفقا لما ذكرته وكالة شينخوا فقد وقعت أعمال «فوضى» في مناطق مختلفة من عاصمة الإقليم ظهر امس اثر تدفق آلاف الصينيين الذين ينتمون الى قومية الهان على عاصمة إقليم شينغ يانغ وكان كثير منهم مسلحين بالهراوات ويسعون للانتقام لسقوط قتلى لهم وأخذوا يبحثون عن أهداف من اليوغور.
ازاء ذلك فرضت شرطة مكافحة الشغب حراسة عند مفارق الطرق لمنع الاشتباكات التي اسفرت امس عن جرح شخص بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وكان هناك بضعة يوغور آخرون في الشارع على الرغم من أن مئات منهم خاضوا اشتباكات في الصباح مع الشرطة بسبب الاعتقالات الواسعة التي أعقبت أعمال الشغب يوم الأحد.
دوليا طالبت تركيا السلطات الصينية بمعاقبة المسؤولين عن الأحداث الدامية في مقاطعة شينغ يانغ. وذكر بيان للخارجية التركية أن أنقرة تتوقع من المسؤولين الصينيين العمل على ضبط ومحاكمة المسؤولين عن الأحداث التي خلفت 156 قتيلا وأكثر من ألف مصاب من المسلمين الاويوغور.
بدورها انتقدت منظمة المؤتمر الإسلامي «الاستخدام غير المتكافئ للقوة» في اقليم شينغ يانغ الصيني الذي تقطنه غالبية مسلمة، ودعت الى تحقيق نزيه حول الاضطرابات الدامية التي شهدها الاقليم.
كما دعت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي السلطات الصينية والاقليات الاتنية الى «ضبط النفس» لتجنب اعمال عنف جديدة في شينغ يانغ.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه ان باريس «قلقة جدا» للوضع في منطقة شينغ يانغ.
وقال خلال مؤتمر صحافي «اننا قلقون. سيكون هناك على الأرجح رد فعل أوروبي»، مشيرا الى «تشاور» بين دول الاتحاد الأوروبي.
بموازاة ذلك نظمت احتجاجات غاضبة امام مبان للبعثات الصينية في تركيا وألمانيا وهولندا.