بيروت ـ عمر حبنجر
الاتصالات لتشكيل الحكومة مستمرة وبتواصل لا يعرف الانقطاع، لكن لا نتائج معروفة ولا مواعيد محددة، بل تقديرات لموعد اعلان الحكومة، تتفاوت بين مرجع سياسي وآخر، فالرئيس نبيه بري قال بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس ان المسألة تتطلب وقتا، والنائب وليد جنبلاط تحدث عن اسبوع او اثنين بينما اشار رئيس حزب الكتائب الى عدة اسابيع، في حين ذهب بعض الموالين الى حد توقع استمرار المراوحة الحكومية حتى نهاية الصيف، وان يلجأ الرئيس المكلف الى تشكيل حكومة اكثرية، مادامت المعارضة متمسكة بالخطة التعطيلية.
فهل يعني هذا ان ملف تشكيل الحكومة اللبنانية مازال في صفحته الاولى؟
مصادر في الفريق المسيحي الاكثري تتحدث عن خطين متوازيين، الاول داخلي يرى ان الحوار اللبناني ـ اللبناني لم ينطلق جديا بعد، والآخر خارجي، اظهر ان التناقضات العربية لاتزال كبيرة، وعلى هذا فان المصادر تخشى من تعليق الاوضاع اللبنانية على مشجب هذه التناقضات ما يعني انه لا حكومة في الامد القريب.
وامام هذه الصورة لم تر المصادر ان بالامكان رسم افق معين لمسار الامور، ولا بامكان احد ان يتوقع شيئا مضمون التحقق لكن الرئيس المكلف سعد الحريري مستمر في مساعيه الى نهاية المطاف، غير متمسك بأية معادلة رقمية للحكومة، وغير كاشف عن اي تفصيل من التفاصيل المحققة حتى الآن، مستندا الى دعم الرئيس ميشال سليمان لجهوده.
بيدا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري حاول في حديثه للصحافيين بعد اللقاء الاسبوعي مع الرئيس ميشال سليمان في بعبدا ان يخفف من وطأة الوضع الحكومي، بنفي وجود ازمة في مسألة تشكيل الحكومة، وبالقول: المطلوب وقت، ومايزال تأليف الحكومة في فترة سماح اذ لم يمض اكثر من عشرة ايام على التكليف، بينما استغرق تشكيل الحكومة السابعة 52 يوما.
واضاف بري بقوله: انما هذا لا يعني ان نجد كل هذا الوقت ولكن على الاقل نقول ان العشرة ايام لحلها غير كافية، موضحا ان الرئيس المكلف يقول «تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» وانا من رأيه وبالتالي سأساعده على هذا الامر ولذلك لن اتكلم الا بكلمة واحدة ان اقول «تفاءلوا بالخير تجدوه».
وردا على سؤال عما اذا كان تشكيل الحكومة سيمتد الى نهاية الصيف اجاب بالنفي.
جنبلاط في الديمان
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط زار المقر الصيفي للبطريرك الماروني نصرالله صفير في الديمان امس وعقد معه لقاء عرضا فيه سائر الملفات العالقة والتي قال جنبلاط انها يجب ان تسوى بالحوار، مؤكدا على ان التقارب السعودي ـ السوري يعزز اتفاق الطائف.
وردا على سؤال حول التقارب السعودي ــ السوري رأى جنبلاط: ان هذا التقارب في شأنه ضمان الاتفاق الذي ارتضيناه والبطريرك صفير الا وهو اتفاق الطائف الذي ينص على علاقات طبيعية مع سورية، واستقلال لبنان، وصيغة الحكم القائمة والهدنة مع اسرائيل، واضاف: خمس سنوات كم كانت ثقيلة بالاحداث وبالحجم والنوع انما في النهاية نسير بارشادات البطريرك صفير.
بدوره رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الذي التقى الرئيس المكلف سعد الحريري امس الاول قال انه لمس من الرئيس المكلف اطمئنانه لمباحثاته.
واضاف: اعتقد ان تشكيل الحكومة ليس من المفروض ان يأخذ وقتا اطول، خصوصا ان تمنياتي هذه ليست مبنية على وهم انما على معطيات تجعلنا نتفاءل بحل هذه الازمة خلال اسابيع. لكن الجميل اوضح ان العقدة مازالت هي عينها، عقدة مشاركة المعارضة التي تريد ان يكون لديها حق التعطيل، تعطيل الحكومة والحكم كما كان الوضع في الماضي وهذا شيء ليس مستحبا لدى الاكثرية.
وعن موضوع سلاح حزب الله والضمانات قال الجميل: لا ادري من يضمن من في هذه الحالة؟ اعتقد اننا نحن من يحتاج الى ضمانات بوجه المعارضة، اكان لجهة تعطيل الحكم او لجهة امننا الشخصي، فريق الاكثرية هو من يحتاج الى ضمانات ضد 7 مايو آخر.
التحرك الدولي
الى ذلك كان هناك التحرك الدولي باتجاه لبنان فبعد وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير الذي زار الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وأمل ان يتقدم الحوار في لبنان وان ينجح الرئيس المكلف باختيار الاعضاء المناسبين لحكومته، يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، وقالت مصادر الخارجية الفرنسية ان كوشنير لن يتناول في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين على مدى اليومين اللذين سيمضيهما في لبنان قبل انتقاله الى دمشق، باعتبار ان هذا الأمر شأن داخلي محض.