بيروت ـ داود رمال
تحدث مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت مطلع على اجواء الاتصالات السورية ـ السعودية عن ان «العلاقات الثنائية بين سورية والمملكة العربية السعودية باتت في مرحلة جديدة كليا ويمكن القول إن الأزمة التي عصفت بها باتت من الماضي، وتسمية السفير السعودي الجديد في دمشق عبدالله العيفان هي تعبير من مجموعة الخطوات التي اتفق عليها الجانبان مؤخرا، ومن خلال الآلية التي اتفق عليها الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ قمة الكويت الاقتصادية والتي اعقبتها سلسلة لقاءات ثنائية بين مسؤولين من البلدين جرت خلالها مناقشة جميع المواضيع التي تهم الجانبين السوري والسعودية».
سورية لم تتقدم بأي مقترحات
واضاف المصدر «ان هذه الاتصالات تضعها سورية في سياق المرحلة الجديدة التي تعيشها المنطقة والتي تتسم بالتغيير العميق الذي تعبر عنه جهات عربية ودولية عدة في نظرتها للدور السوري المهم والحيوي» واضعة «المباحثات السورية ـ السعودية الجارية ضمن اطار السعي المشترك لمواجهة التحديات الناشئة عن تصاعد العدوانية والتطرف الاسرائيلي وما يحملانه من مخاطر على المصالح العربية واستقرار المنطقة خصوصا بعد خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وما تضمنه من تصميم على تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس واعتماد منطق التهديد والاملاءات ضد جميع العرب».
واوضح المصدر ان «كل ما تم تداوله بصدد مقترحات حول الوضع اللبناني كان اقتراحات سعودية وان الجانب السوري لم يتقدم بأي مقترح ولم يضع أي شرط وقد كان حاسما في التزامه بعدم التدخل في التفاصيل اللبنانية الداخلية، اما بخصوص العلاقات اللبنانية ـ السورية فقد كان الموقفان السوري والسعودي متطابقين في تأكيد مرجعية اتفاق الطائف وفي تحقيق الغاية المعلنة من قبل المملكة بالمساعدة على فتح صفحة جديدة في العلاقات الرسمية بين سورية ولبنان تستكمل ما تم تحقيقه منذ انتخاب الرئيس ميشال سليمان».
واشار المصدر الى «الشعور السوري بالارتياح الكبير وان سورية تدرك وجود اطراف وجهات متضررة من التقارب السعودي ـ السوري، وهي تعلم ان من الطبيعي انعكاس ذلك على شكل ضغوط تهدف الى الاعاقة والعرقلة لكن المسؤولين السوريين يؤكدون ثقتهم في صدق النوايا السعودية ويبدون تصميما على ترك معالجة الأمور لقيادة المملكة ومن غير أي استعجال للخطوات التي سيقررها الجانبان في أوانها».
الحريري متمسك بمبدأ زيارة سورية
ويؤكد المصدر «وجود ارتياح سوري لتمسك الرئيس المكلف سعد الحريري بمبدأ زيارة سورية على الرغم من الحملات والضغوط وان سورية تنظر بإيجابية لهذا الموقف وهي مدركة لاهمية افساح المجال امام الجهود الصادقة لازالة العقبات عن طريق التوجه لتحسين العلاقات بين الحكومتين خلال الفترة المقبلة».