سليمان يتسلح بـ «الڤيتو»: نقل مقربون من قصر بعبدا أجواء الرئيس ميشال سليمان ازاء موضوع الحكومة الجديدة على الشكل التالي:
-
ثمة قرار لدى رئيس الجمهورية باستخدام حقه الدستوري بوضع «ڤيتو» على أي تشكيلة حكومية لا تراعي الوفاق الوطني أو تشكيلة من لون واحد.
-
الرئيس متمسك بموقع أساسي له في الحكومة، وهو يريد حصة من 7 أو 6 وزراء، ومن خلالها يسعى الرئيس لامتلاك «كتلة وسطية وزارية»، وهو مصر على احداث نقلة نوعية في موقع ودور رئاسة الجمهورية.
-
ليس المطلوب اليوم تعزيز «صلاحيات الرئيس» وهو أمر يبدو متعذرا وصعبا، بقدر ما هو مطلوب تحديد «مسؤوليات للرئيس» والتي تشكل الحكومة إحدى محطات تفعيلها وترجمتها الى حصة وزارية رئاسية وازنة وفاعلة.
طروحات في 14 آذار: تطرح أوساط في 14 آذار فكرة ان يتم الاكتفاء بتمثيل بعض قوى المعارضة خصوصا كتلة الرئيس بري الذي يؤمن التغطية الشيعية للحكومة.
وحزب الطاشناق الذي ينضم الى وزراء الرئيس سليمان والقوات والكتائب و14 آذار لتأمين التغطية المسيحية للحكومة، وإذ تسأل هذه المصادر عما سيكون موقف الرئيس بري اذا تم إحراج عون وإخراجه من الحكومة وبقي حزب الله خارجها تضامنا مع عون؟ وهل سيعتكف هو الآخر عن المشاركة في الحكومة اذا كان حزب الله والتيار الوطني الحر خارجها انسجاما مع موقفه المبدئي بتعليق مشاركته في الحكومة ما لم تكن حكومة وحدة وتوافق؟ أم انه سيعتبر نفسه غير معني بموقف «حليف حليفه» ويسمي وحده الوزراء الشيعة في الحكومة ويحافظ على الهامش الذي وضعه لنفسه دوما؟ فإن مصادر المعارضة تعتبر ان هذه الفكرة لا تستند الى أساس واقعي، وان قرار المعارضة هو الدخول معا كفريق واحد الى الحكومة أو البقاء معا خارجها. والقرار هو أيضا المشاركة الحقيقية الفاعلة في الحكومة أو عدم المشاركة.
انتظار العروض: المعارضة تنتظر العرض الذي سيقدمه الرئيس المكلف سعد الحريري وتصوره لـ «حكومة الوحدة الوطنية». والحريري ينتظر قبل عرض ما لديه موقفا واحدا من قوى المعارضة وما تريده ليبني على الشيء مقتضاه.
فحتى الآن الموقف ليس موحدا: فرنجية يشدد على «الثلث المعطل»، وعون يطالب بالنسبية، وبري يدعو الى حكومة مشاركة حقيقية من دون ان يحدد ماهيتها، وحزب الله لم يعلن شروطا من جانبه حتى الآن.
لقاء الحريري ـ نصر الله: تروي مصادر بعض ما جاء في لقاء الحريري ـ نصرالله الأخير، فتقول: الحريري أبدى استعدادا لتقديم كل الضمانات التي يطلبها نصر الله وحزب الله، وهو ليس لديه أي مشكلة مع الحزب. وأبدى عواطف حارة تجاه المقاومة، لكن لا يمكنه إمرار مسألة «الثلث الضامن».
ورأى الحريري أن تجربة الثلث المعطل بدت فاشلة، وأنه مستعد لتقديم كل الضمانات التي تخص الحزب وبقية قوى المعارضة، محاولا الدخول إلى ملف المقاومة، لكن يبدو أن نصر الله شرح له بما فيه الكفايــة أن ملف المقاومة هو موضوع خارج البحث.
هنا، أبدى نصر الله ما في لب المسألة، وبما أن الكلام الإيجابي انتهى، وبدأ البحث الجدي، قال نصرالله إنه والمعارضة مصران من حيث المبدأ على الثلث الضامن، ولا يعرف ما هي الضمانات التي يتحدث عنها الحريري، فأجاب سعد: «ولو! أنا معكم، وخذوني أنا ضمانة، ألا توافقون على أخذي أنا شخصيا ضمانة لكم؟».
أجاب نصر الله ببرودة، وهنا ترد روايتان، الأولى تقول إن نصر الله قال لمحدثه: «نحن لا نبحث عن هذا النوع من الضمانات، ثم نحن بعد السابع من مايو حصلنا على كل أنواع الضمانات التي نريدها». وأما الرواية الأخرى فتقول: «نحن لا نبحث عن هذا النوع من الضمانات، فالسابع من مايو هو ضمانتنا».