بيروت ـ عمر حبنجر
التشكيل الحكومي في الوقت الاقليمي الضائع، وايجابية الوضع ان مختلف الاطراف متفقة على تمرير هذا الوقت بتؤدة سياسية وعدم توتير داخلي. ولقد مثلت عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة الى مزاولة عمله في السراي الكبير، اشارة الى ان عملية تشكيل الحكومة حبل يطول.
على انه بمقابل ذلك ثمة اشارات الى قرب استئناف التواصل السعودي - السوري، في ضوء التسليم السوري لقيادة المملكة «بمعالجة الامور» بحسب مصدر ديبلوماسي مطلع على الحراك السوري الراهن.
واتاح تحرك وزير الديبلوماسية الفرنسية برنار كوشنير على مواقع المسؤولية في لبنان قبل انتقاله الى دمشق اليوم المزيد من الدعم الاوروبي لتطبيع العلاقات والتطلعات بين الموالين والمعارضين في لبنان.
الى ذلك، نقلت «السفير» عن زوار الحريري قوله: انه عاجلا او آجلا سألتقي الرئيس السوري بشار الاسد سواء في دمشق او في اي مكان آخر يمكن ان نجتمع فيه في لحظة واحدة.
وشدد الحريري على ان مصلحة لبنان تقتضي ان يكون على علاقات ايجابية مع سورية، كما نص على ذلك اتفاق الطائف، وانا مصمم - يقول الحريري - على السير في هذا المسار الذي لا غنى عنه لكلا البلدين.
واضاف: بعيدا عن المواقف الشخصية لكل منا، فأنا رئيس حكومة كل لبنان منذ لحظة صدور مرسوم التكليف عن رئيس الجمهورية وبالتالي لم اعد رئيس حكومة فريق الرابع عشر من آذار، وقد قبلت المهمة على قاعدة تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع ولا تفرق.
واكد الحريري على وجوب ان يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وليس بيد اي فريق لبناني حصرا، وعندها تستطيع الدولة في لحظة ما تحرير مزارع شبعا بالجيش وبالمقاومة وبالاهالي.
في هذا السياق اكد رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط على فتح صفحة جديدة مع سورية، وعلى التمسك باتفاق الطائف.
جنبلاط قال في حديث لاذاعة «صوت لبنان» في بيت الدين، ان زيارة الحريري الى دمشق ستتم بعد تأليف الحكومة.
واضاف: بالامس كنت عند غبطة البطريرك نصر الله صفير وعندما عقدنا، اذا صح التعبير الصلح او التواصل معه انجزنا، صحيح دفعنا تضحيات كبرى لكن انجزنا، ولابد من فتح صفحة جديدة مع سورية، لا نستطيع ان نبقى دائما معقدين من شيء وان نرسي قواعد الكراهية بين الشعب اللبناني والشعب السوري.
وبالعودة الى زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الغنية الى لبنان فقد حمل الرئيس اللبناني ميشال سليمان كوشنير تمنياته وتقديره للرئيس الفرنسي ساركوزي وشكره على كل ما قام به من اجل لبنان.
ولفت رئيس الجمهورية الوزير الفرنسي الى المناخات الايجابية القائمة على المستوى العربي وعلى مستوى علاقة الغرب بالدول العربية، وان ذلك يرخي ظلالا مساعدة في الداخل اللبناني، والتي كان للرئيس ساركوزي الدور الاساسي فيها من خلال الانفتاح على سورية.
بدوره اعرب كوشنير بعد لقائه سليمان عن سروره بان المحادثات بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري واللبنانيين تسير بشكل جيد، مؤكدا ان ليس لفرنسا ان تشكل الحكومة، لافتا الى انه قرأ بعض التعليقات المزعجة نحن لن نتدخل في تشكيل الحكومة، فرنسا في اوروبا لديها اهتمام بهذه المنطقة وبعملية السلام التي لا مفر منها ومن وجهة النظر اللبنانية تسير الامور بشكل افضل.
ومن ثم انتقل كوشنير للقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة قبل لقائه النائب سعد الحريري في قريطم والذي انتقد الرئيس المكلف دون تسميته قائلا: «لست رئيس الوزراء المكلف لكن من الضروري العمل من الداخل الى الخارج لا العكس، لان التقدم في الداخل هو المهم بمشاركة الجميع»، واوضح انه «عملنا على تحقيق مناخ الهدوء واتمامه لكن الامور تستلزم بعض الوقت ورأيتم ان الامور هدأت ولبنان اصبح اكثر هدوءا بعض الانتخابات التي توقع بعضهم ان تشوبها مشاكل».