تتصدر المساعي الاسرائيلية لمنع ايران من حيازة السلاح النووي جدول اعمال الحكومة في تل ابيب، في حين تاتي المفاوضات مع الفلسطينيين في مرتبة ادنى بالرغم من الاندفاعة الاميركية تجاه احيائها قريبا على قاعدة «حل الدولتين».
وقال عوزي أراد رئيس مجلس الأمن القومي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه ينبغي حل الموضوع الإيراني قبل حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني معتبرا ان كل ما يمكن أن يتم تحقيقه مع الفلسطينيين سيزول بين ليلة وضحاها اذا امتلكت ايران سلاحا نوويا.
واوضح أراد في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» امس انه ينبغي حل الموضوع الإيراني اولا لثلاثة أسباب هي:
الأول هو أن الملف الإيراني ملح أكثر والثاني هو أنه «في حال نجحنا هناك سيكون الوضع أسهل هنا» والثالث هو أنه «إذا لم ننجح هناك فلن ننجح هنا وإذا امتلكت إيران سلاحا نوويا فإن كل ما يمكن أن يتم تحقيقه مع الفلسطينيين سيزول بين ليلة وضحاها».
وقال ان إيران تجاوزت نقطة اللاعودة التكنولوجية في برنامجها النووي والمتمثلة في أنه اصبح لديها القدرة على استكمال دائرة الوقود النووي بقواها الذاتية «وهي النقطة التي يوجد فيها كل المركبات لإنتاج مواد انشطارية من دون التعلق بالأجانب وإيران أصبحت اليوم في هذه المرحلة».
لكن أراد اضاف أنه مازال بالإمكان منع إيران من الوصول إلى سلاح نووي وأنه لدى المجتمع الدولي متسع من الوقت لمنعها من الوصول إلى قدرات نووية عسكرية لأنه «حتى لو كان لدى إيران مواد انشطارية لصناعة قنبلة نووية واحدة فإنها مازالت في مستوى تخصيب يوارنيوم متدن وإذا ارادت إجراء تجربة نووية فإنه لن يبقى لديها ولو حتى قنبلة نووية واحدة ولذلك فإن إيران ليست نووية من الناحية العسكرية».
كابوس نووي
وأوضح أن «التخوف الأساسي لدى الأوساط المهنية (أي أجهزة الاستخبارات) هو من أن تقتحم إيران بعد امتلاكها سلاحا نوويا السدود وتتسبب في انتشار السلاح النووي في المنطقة وبحسب هؤلاء الخبراء فإنه لدى مصر والسعودية قدرات نووية معينة وسورية وليبيا والجزائر حاولت الحصول على قدرات كهذه ولذلك فإنه إذا تقدمت إيران باتجاه قدرة نووية عسكرية فإن هذه الدول ستدرس إمكانية أن تكون التالية في الدور «للحصول على قدرات نووية عسكرية» ولذلك فإن المسألة ليست إيران نووية فقط وإنما شرق أوسط نووي وهذا كابوس بالنسبة لمنطقة عصبية وغير مستقرة».
واعتبر أنه «كلما كان الخيار العسكري ضد إيران موجودا على الطاولة وملموسا أكثر قل احتمال الاحتياج إليها».
وبمقابل اندفاع اسرائيل تجاه تعاملها مع التهديد الايراني ولو عسكريا اذا لزم الامر، هناك اندفاع اوروبي واميركي مضاد يفضل الخيارات الديبلوماسية.
ازاء ذلك اعلن قادة الدول الثماني الكبرى عن سعيهم إلى حل المشكلة الإيرانية بالسبل الديبلوماسية فيما لم تستبعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فرض عقوبات على إيران في مرحلة لاحقة.
وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء ان قادة الثماني أعربوا في مسودة البيان الختامي للقمة عن سعيهم إلى «البحث عن حلول ديبلوماسية لفشل إيران المتكرر في احترام التزاماتها الدولية تجاه برنامجها النووي».
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان القوى الكبرى في مجموعة الثماني مجمعة على انها لن تنتظر الى ما لا نهاية رد ايران بشأن ملفها النووي.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حذر إسرائيل امس الاول من أن أي هجوم على إيران سيكون كارثة على العالم وذلك بعد رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما اعطاء تل ابيب ضوءا اخضر لمهاجمة طهران.
ومازال خيار تشديد العقوبات على ايران هو المفضل اذ أبلغ ساركوزي طهران أن تتوقع مزيدا من العقوبات إذا رفضت اجراء مفاوضات بشأن برنامجها النووي.
ومنحت القوى الكبرى المجتمعة في إيطاليا إيران فرصة حتى سبتمبر القادم لقبول المفاوضات لكنها بدت غامضة بشأن العواقب المحتملة إذا تقاعست طهران. وقد حالت روسيا دون اندفاع مجموعة الثماني في فرض عقوبات على إيران على الفور.
ميركل
بدورها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمسكها بالخيار الديبلوماسي في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
وقالت ميركل في اليوم الثالث والاخير امس لقمة الثماني في مدينة لاكويلا الإيطالية: «يجب أن نفعل كل ما في وسعنا وأن نوضح من خلال مساعي مكثفة في الشرق الأوسط أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب إسرائيل.. نريد عرقلة امتلاك إيران للاسلحة النووية ولكن بالطرق الديبلوماسية».
ولكن ميركل لم تستبعد في الوقت نفسه إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران في مرحلة مقبلة.
لا سادات فلسطينياً
وبالعودة الى تصريح مستشار نتنياهو فقد قال في الشأن الفلسطيني أنه ليس هناك قيادة فلسطينية ونظام فلسطيني «وإنما منظومة غير منظمة من القوى والفصائل لكن قد يحدث أن تقوم دولة فلسطينية في العام 2015 وستكون هشة».
واعتبر اراد أن «كل من لديه عينين في رأسه يرى أنه يوجد فشل قيادي فلسطيني ولا يوجد سادات فلسطيني» في إشارة إلى الرئيس المصري السابق أنور السادات الذي بادر لزيارة إسرائيل وإبرم معها اتفاقية سلام.
كما تطرق إلى موضوع السلام مع سورية وقال إن «معظم الحكومات في إسرائيل أصرت على أن إسرائيل ستبقى في هضبة الجولان وهذا هو أيضا موقف غالبية الجمهور وموقف غالبية أعضاء الكنيست والموقف هو أنه إذا تم التوصل إلى تسوية إقليمية فإنها تسوية ستبقي إسرائيل في هضبة الجولان وفي عمق هضبة الجولان».
وأضاف أنه حتى بعد تحقيق سلام في المنطقة يجب أن تبقى إسرائيل مسيطرة في الجولان «لأسباب إستراتيجية وعسكرية واستيطانية ولاحتياجات الماء والمناظر والنبيذ».