- الحكومات في كل دول العالم تشكّل من قبل الفائز في الانتخابات ونطالب بتسهيل مهمة التشكيل
- نشيد بانفتاح الاتصالات بين الرياض ودمشق وهو مطلوب على خط مصر - سورية لمردوده على لبنان
بيروت ـ اتحاد درويش
يواصل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري لقاءاته مع القوى اللبنانية المتنوعة لايجاد صيغ توافقية تمهد الطريق امام اولى حكوماته، وفي مقابل الجهد المكثف الذي يبذله، ليس ثمة ما يشير الى قرب ولادة الحكومة الموعودة، مع التأكيد من جانبه على انه عازم على تجاوز كل العقد والعقبات للوصول الى حكومة وحدة وطنية.
ومع ان الاطراف الداخلية تبدي الحرص على المشاركة الفعلية لا الشكلية لاسيما المعارضة، الا انها تضع الشروط عبر طرح الثلث المعطل، كما يصر نائب زغرتا سليمان فرنجية والتمثيل النسبي في الحكومة كما يطرح رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون.
بين هذه الشروط ومطالبة باقي القوى السياسية بتمثيل لها في الحكومة يأخذ بالاعتبار حجم كتلتها النيابية، تبرز الدعوات المتتالية الى انجاز الاستحقاق الحكومي في اسرع وقت، مع اننا لم نتجاوز بعد «الخط الاحمر» كما قال الرئيس نبيه بري، والرئيس المكلف سعد الحريري الملتزم الصمت حيال التركيبة الحكومية، يستعين بالوقت، على امل الا تكون هناك يد تلوي اليد الاخرى على حد تعبيره.
كيف تبدو الصورة عند نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري! بحسب رأيه ان الحكومة العتيدة لابد من ان تأخذ في الاعتبار حجم الفريق الذي ربح الانتخابات النيابية، وفي نفس الوقت هواجس الطرف الخاسر للانتخابات، وشدد على وجوب قيام حكومة وحدة وطنية، مطالبا القوى التي تضع العراقيل في وجه الرئيس المكلف بان تسهل مهمته وتثبت حسن نواياها بعدما اكدت التزامها التعاون معه.
نائب رئيس مجلس النواب الذي اعيد انتخابه للمرة الثانية اعتبر في حديث الى «الأنباء» ان المشاركة الفعلية في الحكومة لا تعني اعطاء المعارضة الثلث المعطل ولا تعني ايضا النسبية التي يطرحها النائب ميشال عون، ودعا الى حذف هذه المفردات من قاموسنا السياسي.
اضاف القول انه ليس بمقدور النائب سليمان فرنجية ولا بمقدور احد تعطيل سياق تشكيل الحكومة، وليس هو (فرنجية) من يقرر الثلث المعطل او لا، وهو بإمكانه ان يصر على الثلث المعطل وألا يدخل الحكومة، واذا اراد ان يتمثل في الحكومة فإن حجم كتلته وزير فقط.
وذكر نائب رئيس مجلس النواب بما كانت تطرحه المعارضة قبل اجراء الانتخابات النيابية في حال فوزها بأنها ستمد يدها الى الفريق الآخر اي الى 14 آذار لتشكيل حكومة وحدة وطنية، واذا ما رفضت هذه الاخيرة، فإن المعارضة ستشكل حكومة وحدها، اما اليوم فإن فريق 14 آذار ربح الانتخابات ولديه وجهة نظر تجاه تأليف الحكومة ونحن نقدم وجهة النظر هذه، فإذا أحبت المعارضة ان تشاركنا في وجهة نظرنا فأهلا وسهلا واذا لا، نحن من واجبنا ان نشكل حكومة لوحدنا.
وعما يطرحه البعض ان ليس بمقدور الرئيس المكلف تشكيل الحكومة دون اعطاء الثلث المعطل قال: ان الحكومات في كل دول العالم تشكل من قبل الفريق الذي يفوز في الانتخابات، اما في لبنان فهناك وضع استثنائي نحن نتقبله، انما هذا لا يعني الاستسلام الى مطالب المعارضة لأنها غير محقة، وإذا شاء ان يكون هناك ثلث معطل نفضل ان نكون نحن أصحاب هذا الثلث المعطل ولا تكون أكثرية.
وعن تقييمه لحركة الاتصالات واللقاءات التي يجريها الرئيس المكلف أشار الى ان الرئيس الحريري لا يفصح عن حصيلة مشاوراته بشأن تأليف الحكومة، وان الأمور لابد ان تأخذ مسارها الدستوري ووفقا للأصول، وهو يحث الخطى باتجاه انجاز هذا الاستحقاق الذي هو صناعة لبنانية، لافتا الى ان أي تواصل عربي هو مفيد، كما ان أي مسعى خارجي من قبل أطراف محبة للبنان تساهم في بلورة التشكيلة من خلال نقل وجهات النظر هو أمر جيد، وأكد ان تأليف الحكومة يجري بصورة هادئة بعيدا عن التسرع.
أضاف: ان الرئيس المكلف جاء نتيجة انتخابات نيابية فازت بها الأكثرية التي اثبتت انها أكثرية حقيقية، ومجيئه رئيس حكومة هو أمر طبيعي جدا بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات وهو الشخص المؤهل لقيادة المرحلة المقبلة ولديه عدة اعتبارات منها توجهه السياسي الذي خاض مع حلفائه الانتخابات على أساسه، ما يعني ان هناك أكثرية لبنانية في ذات التوجه السياسي، اما اليوم وقد اصبح على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة لم الشمل اللبناني، أي ان يأخذ الهواجس الموجودة عند المعارضة بعين الاعتبار وهو يعمل على هذا الأساس لأنه رجل وطني يحاول ان يجمع بين التوجه الأكثري وهواجس المعارضة أو الأقلية. وانطلاقا من ذلك يجب ان تتحقق للرئيس المكلف امكانية العمل من خلال حكومة تسهل مهمته للوصول الى الأهداف التي يضعها لمرحلة رئاسته، لاسيما ان هناك تحديات كبرى وفي مقدمها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الوضع القائم في المنطقة، وحتى يستطيع القيام بهذه المهمة عليه ان يكون محاطا بفريق عمل يحمل التوجهات ذاتها والطموح ذاته بعيدا عن التعطيل.
وعما اذا كان يخشى ان يأخذ تشكيل الحكومة وقتا طويلا ويتحول الى ازمة اعتبر ان هناك أزمة ثقة داخلية ناجمة عن فريق يعتبر انه لا يرتاح الى هواجسه ويطمئن الا اذا كان يملك نسبة في الحكومة المرتقبة تؤهله للاعتراض على القرارات الكبيرة.
وحول ما يطرح من افكار حول شكل الحكومة وتوزيع الحقائب أكد ان ما يطرح في هذا السياق لايزال مجرد افكار في ظل غياب أي تفاهم على أي صيغة محددة، لا حول الشكل ولا حول توزيع الحقائب، ولفت الى ان الموضوع الحكومي لايزال يخضع للاتصالات والمشاورات من قبل الرئيس المكلف الذي يكثف من لقاءاته لحسم الصيغ المطروحة. ورأى ان الوقت لم ينفد ومازلنا ضمن المهلة الطبيعية، وان موضوع التأليف ليس بالأمر العسير، لكن الأهم ان تكون النوايا صافية وتذلل العقبات أمام الرئيس المكلف الذي يصر على لبننة الاستحقاق الحكومي وان تشكل الحكومة في لبنان.
وعن قراءته لمسار الاتصالات السعودية ـ السورية بشأن الاستحقاق الحكومي رأى ان الانفتاح السوري ـ السعودي أمر جيد ومطلوب أيضا على خط مصر ـ سورية وجميع الدول العربية لأن مردوده كبير على لبنان، مشيرا الى ان الأجواء العربية اليوم ليست كما كانت قبل أشهر.
وعن الحديث عن زيارة الرئيس المكلف سورية بعد تأليف الحكومة أو قبل ذلك وموقف مسيحيي 14 آذار من هذه الزيارة أوضح نائب رئيس مجلس النواب انه من حيث المبدأ لا نرفض قيام الرئيس المكلف سعد الحريري بزيارة سورية، وهو قبل اسبوعين كان رئيس تكتل نيابي كبير، اما اليوم فهو رئيس الحكومة المكلف تشكيلها وموقفه من سورية هو موقف شخصي بسبب اغتيال والده واتهامه لها هو اتهام سياسي.
أضاف: ان الرئيس المكلف سعد الحريري ليس هو فقط ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل هو اليوم في موقع جديد، ويريد العلاقة مع سورية ان تكون مبنية على الاحترام والندية، وزيارته الى دمشق قبل تأليف الحكومة لا ينطبق عليها صفة الاحترام المتبادل والندية في العلاقات، حتى لو لم يكن عنوانها الاستحقاق الحكومي، انما في عقول اللبنانيين ان سعد الحريري يذهب الى سورية للبحث في تشكيل الحكومة وبرضاها، وهذا أمر لا نقبله، مع العلم ان سورية تتمنى ان تحصل الزيارة قبل التأليف. وعن رأيه بالمواقف التي يطلقها النائب وليد جنبلاط وتمايزه عن سائر حلفائه في 14 آذار قال ان جنبلاط لديه وضع يخص طائفته والجغرافيا المحيطة به، انما الرجل لا يتنكر لأهداف 14 آذار التي مازالت قائمة ولم تتغير. ولفت الى ان جنبلاط تحدث عن لبنان أولا وهو شعار رفعته الأكثرية ولا يتعارض مع العروبة، كما تحدث عن موضوع الخصخصة وعن انه لن يشارك في حكومة ترفع شعار الخصخصة مع العلم انه شارك في عشر حكومات وكان هذا الشعار مطروحا.
وأكد في هذا المجال ان جنبلاط لديه وجهة نظر مما يحدث من أزمة مالية عالمية، ربما هذا الأمر دفعه الى رفض موضوع الخصخصة.