- إسرائيل تجدد تحذيرها للقوى الكبرى من تقديم تنازلات لإيران
بعد اشهر من المفاوضات المكثفة بدأت إيران والقوى الكبرى المنعطف الأخير من التفاوض بشأن برنامج طهران النووي قبل اتفاق تاريخي يرجح التوصل اليه غدا. ووسط مؤشرات على التوصل الى نوع من التفاهم فإن الاختراق الحاسم في المفاوضات لم يحدث حتى الآن.
وقال عباس عراقجي احد ابرز المفاوضين الإيرانيين في تصريحات للتلفزيون الإيراني «ان تمديد المفاوضات ليس خيار اي طرف. لا نحن ولا الآخرون. نحاول إنهاء العمل في هذه المرحلة. لكن هل سيتم ذلك؟ لا يمكنني الجزم بذلك». وشدد عراقجي مجددا على وجوب ان يحترم أي اتفاق «الخطوط الحمراء» لإيران، موضحا أن المفاوضين اعدوا «نصا من 20 صفحة مع خمسة ملاحق، أي في الإجمال بين 70 و80 صفحة» لكن «بعض المسائل المهمة» خصوصا «اربع أو خمس نقاط تتعلق بالعقوبات» لم تتم تسويتها حتى الآن وسيحسم أمرها وزراء خارجية إيران ودول مجموعة «5 1» خلال اجتماعهم في فيينا.
وتابع «هناك تعقيدات تتعلق بالرفع المتزامن للعقوبات مع تنفيذ إيران لالتزاماتها »، مضيفا «لكن ذلك سيستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر. وإيران ليست على استعداد للانتظار هذه الفترة الطويلة من أجل رفع هذه العقوبات التعجيزية».
وقال عراقجي «من شأن ذلك أن يسبب مشكلة بالنسبة لنا»، مشيرا إلى أن أي اتفاق يجب أن يوافق عليه كل من الكونغرس الأميركي والبرلمان الإيراني أولا قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول حكومي أميركي «وصلنا حقيقة الى النهاية» مضيفا «نحرز بالتأكيد تقدما، ما من شك في ذلك (..) لكن من الواضح أيضا انه لاتزال هناك قضايا مهمة لم تحسم، ولذلك يستمر العمل لساعات متأخرة جدا من الليل».
وتابع «في كل الاحوال سيحسم الأمر إيجابا أو سلبا بحلول الغد».
وكان مسؤولون أوروبيون أعلنوا أنهم توصلوا لمسودة أولية لوثيقة توضح آلية رفع العقوبات المفروضة على إيران، فيما تستمر المفاوضات في فيينا بعد تمديد مهلتها النهائية إلى الـ 7 من يوليو الجاري.
وبرغم أن هذه الوثيقة لاتزال بحاجة للطرح على طاولة التفاوض وأن تحظى بموافقة الجانب الإيراني، إلا أن المسؤولين يأملون في أن تكون خطوة نحو اتفاق تاريخي ينتظر أن يتوج 20 شهرا من المفاوضات وأكثر من عقد من الزمن من الخلاف بين إيران والمجتمع الدولي.
وهذه الوثيقة - إن تم التوافق عليها- ستتبعها مساع للتوافق على قرار لمجلس الأمن الدولي حول كيفية رفع العقوبات عن إيران وربما إعادة فرضها في حال أخلت طهران ببنود الاتفاق النهائي.
وفي السياق، وصف وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس، المفاوضات النووية بين إيران والدول الست في فيينا، بأنها «تسير على طريق تحقيق الهدف» وذلك قبل ساعات قليلة من انقضاء المهلة الزمنية للمفاوضات التي تنتهي غدا.
وإزاء احتمال التوصل الى اتفاق نووي بين إيران والقوى الست الكبرى، عادت إسرائيل الى استنكار هذا الاحتمال.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «حال رفع العقوبات عن إيران ستتدفق عشرات وربما مئات مليارات الدولارات على الاقتصاد الإيراني. ولن تكون هناك إمكانية للعودة الى الوراء». واعتبر البيان ان «إيران هي البلد الأخطر في العالم وهي في الواقع اخطر من تنظيم الدولة الاسلامية» المتطرف.
وأضاف «يجب عدم السماح لإيران بحيازة السلاح الأخطر في العالم وملء خزائن الإرهاب»، مشيرا إلى انه «كلما مر الوقت تزيد القوى الكبرى تنازلاتها لطهران».