- تحقيق التنمية يتوقف على قدرة دول الحركة على التعامل مع القضايا والتحديات الأمنية والتوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم
-
مستمرون في دعم جهود الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية ومساعدة العراق على العودة لأخذ مكانته الطبيعية
دعا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الى اصلاح النظام الاقتصادي العالمي وتعزيز مشاركة الدول النامية في عملية صنع القرار بمنا يتناسب مع حجم هذه الدول وتأثيرها في النظام الاقتصادي.
وفي الكلمة التي ألقاها امام قمة عدم الانحياز اكد سموه التزام الكويت بمبادئ واهداف الحركة ودورها البارز الذي تقوم به في مواجهة التحديات الدولية.
وتطرق صاحب السمو في كلمته الى ملفات مهمة منها حرص الكويت على مساعدة الدول النامية عبر قروض الصندوق الكويتي للتنمية، واهمية التعامل مع التحديات الامنية وقضايا انتشار اسلحة الدمار الشامل وظاهرة التغير المناخي على اساس انها تشكل تهديدا للسلم الدولي.
كما اكد صاحب السمو على دعم الكويت للعراق لتحقيق المصالحة.
ودعا سموه الى التزام الحوار في التعامل مع الملف النووي الايراني، وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد:
فخامة الاخ الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة رئيس القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز..
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وقادة دول وحكومات حركة عدم الانحياز..
السادة رؤساء الوفود..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود في البداية أن اعرب عن خالص الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا لاستضافتها هذه القمة، وان اشيد بالجهود الكبيرة والمخلصة التي بذلها ويبذلها اخونا فخامة الرئيس محمد حسني مبارك لتوفير كافة السبل لانجاح هذه القمة مستذكرين بالتقدير الدور التاريخي الكبير للبلد الشقيق في تأسيس حركة عدم الانحياز.
كما أتوجه بالشكر والتقدير لجمهورية كوبا الصديقة رئيسا وحكومة على ما بذلته من جهود مخلصة وبناءة خلال رئاستها المتميزة في السنوات الثلاث الماضية للحركة والتي ساهمت في ابراز الدور الريادي للحركة في المجتمع الدولي.
فخامة الرئيس..
تؤكد دولة الكويت على التزامها بمبادئ واهداف الحركة وعلى دورها البارز الذي تقوم به في مواجهة التحديات والمخاطر الدولية وتنسيق مواقف الدول الاعضاء في الحركة في المحافل الدولية بما يحقق ويدافع عن مصالحها ويعزز من قدراتها في التأثير على القرارات التي يتم اتخاذها.
واننا نتطلع الى قيادتكم الحكيمة يا فخامة الرئيس لهذه الحركة حتى تزداد فعالياتها وتأثيرها على مجريات الاحداث العالمية بما يحقق مصالح اعضائها ويعمق فلسفتها ومبادئها.
ان العالم اليوم يشهد بروز تحديات ومخاطر دولية جديدة تعيق وتعطل جهود التنمية المستدامة في كثير من الدول وعلى وجه الخصوص الدول النامية اهمها الازمة الاقتصادية والمالية والازمة الغذائية وظاهرة التغير المناخي.
ان هذه التحديات اضافة الى التحديات الامنية كالارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل وانتهاكات حقوق الانسان تمثل تهديدا جديا للسلم والامن الدوليين.
ولعل انعقاد هذه القمة تحت عنوان «التضامن من اجل السلام» والذي تتوق شعوبنا لتحقيقه خصوصا في ظل الازمات المتنوعة التي يشهدها عالمنا اليوم، يعطي دافعا قويا لدول الحركة بأن تقوم بتوحيد جهودها لإإيجاد الحلول المناسبة لهذه التحديات بما يحقق مصالح الدول الاعضاء فيها.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
لقد استحوذت الازمة المالية العالمية على اهتمام المجتمع الدولي وبذلت جهودا حثيثة من دول عدة وتجمعات لمواجهة التداعيات السلبية لهذه الازمة ووضع الحلول المناسبة للخروج منها بأسرع وقت ممكن وللتخفيف من آثارها خاصة على اقتصادات الدول النامية.
وتدعو دولة الكويت لمواصلة هذه المساعي لإصلاح النظام الاقتصادي العالمي والمؤسسات المالية الدولية بشكل يضمن تعزيز مشاركة الدول النامية في عملية صنع القرار وتمثيل اوسع يتناسب مع حجم هذه الدول وتأثيرها في النظام الاقتصادي العالمي.
ولتحقيق هذا الهدف تواصل دولة الكويت تقديم المساعدات التنموية للدول النامية انطلاقا من قناعتها بأن النهوض باقتصادات الدول النامية سيعود بالمنفعة على الجميع ويوسع من آفاق الشراكة والتعاون ويعيد من متانة النظام التجاري والاقتصادي العالميين ويتغلب على بعض آثار وتداعيات الازمة الاقتصادية على الدول الفقيرة والنامية.
ولقد نالت الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز النصيب الاوفر من القروض الميسرة والمنح التي قدمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية منذ انشائه عام 1961 والتي تجاوزت الثلاثة مليارات دولار واستجابة لما تعانيه الكثير من الدول النامية من اوضاع اقتصادية صعبة بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية واسعار الطاقة انشأت دولة الكويت صندوق الحياة الكريمة وساهمت بمبلغ قدره 100 مليون دولار برأسمال هذا الصندوق لمواجهة الانعكاسات السلبية لازمة الغذاء العالمية على الدول الاقل نموا وذلك من خلال توفير وتطوير الانتاج الزراعي فيها.
كما اطلقت دولة الكويت خلال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الذي انعقد في الكويت خلال الفترة من 19 الى 20 يناير 2009 مبادرة دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم والقائمة على استغلال الموارد المحلية المتاحة من سلع وخدمات برأسمال قدره مليارا دولار وقد ساهمت دولة الكويت بهذا المشروع بمبلغ 500 مليون دولار لتفعيل انطلاقة هذه المبادرة التنموية.
فخامة الرئيس..
ان تحقيق التنمية يتوقف الى حد كبير على قدرة دول الحركة والمجتمع الدولي على التعامل مع القضايا والتحديات الامنية التي تشكل مصدرا دائما للتوتر ولا يسعنا في هذا الصدد الا الاشادة بموقف الحركة الحازم الثابت تجاه القضية الفلسطينية والمطالبة باستمراره بنفس القوة والعزم والاصرار على ان يتم التوصل الى سلام شامل وعادل ودائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وبما يؤدي الى نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.
فخامة الرئيس..
تتابع دولة الكويت باهتمام تطورات الاوضاع في العراق والتي شهدت تقدما ملحوظا على صعيد الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي مؤكدة استمرارها في دعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية وفرض الامن في جميع المحافظات العراقية بما يساعد على عودة العراق لأخذ مكانته الطبيعية في محيطه الاقليمي والدولي وتطلعها الى تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع العراق الجديد على اساس علاقات مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
كما تؤكد دولة الكويت على أهمية العمل الجاد لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها الاسلحة النووية وضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع منشآتها لنظام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع التأكيد على حق دول المنطقة في الحصول واستخدام تكنولوجيا الطاقة الذرية للاغراض السلمية.
وتدعو الجمهورية الاسلامية الايرانية الصديقة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الرئيسية المعنية بالملف النووي الايراني للاستمرار بالحوار الجاد والبناء للوصول الى حل يكفل ازالة المخاوف والشكوك التي لاتزال تحيط بهذا الموضوع ومعالجة كافة المسائل العالقة.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء قادة دول وحكومات حركة عدم الانحياز..
في الختام لا يسعنا الا ان نكرر امتناننا لجمهورية مصر العربية الشقيقة على ما احاطتنا به من عناية وكرم ضيافة متمنين لها كل التقدم والرخاء تحت القيادة الحكيمة لأخينا فخامة الرئيس محمد حسني مبارك داعين المولى العزيز ان يحيط جهوده برعايته وعنايته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمو الأمير غادر شرم الشيخ بعد مشاركته في قمة دول عدم الانحياز
غادر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه مطار شرم الشيخ الدولي عصر امس، وذلك بعد ان ترأس سموه وفد الكويت في مؤتمر القمة الـ 15 لحركة عدم الانحياز والذي عقد في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية الشقيقة.
وكان في وداع سموه على ارض المطار وزير البيئة في جمهورية مصر العربية الشقيقة ماجد جورج ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ومحافظ جنوب سيناء محمد متولي وسفيرنا لدى جمهورية مصر العربية الشقيقة د.رشيد الحمد وأركان السفارة.