بيروت ـ ناجي يونس
قال مصدر قريب من تيار المستقبل لـ «الأنباء» ان الوضع اللبناني سيبقى في حالة استقرار وتهدئة وجمود، حتى اشعار آخر، قد يمتد شهرا، وقد يصل الى عيد الفطر مطلع الخريف المقبل.
فقد افضت المفاوضات العربية والغربية مع سورية الى تحقيق تقدم مهم، الا ان السوريين لم يقبضوا اكثر من الانفتاح عليهم، والتخفيف من عزلتهم، والتحاور معهم في الملفات الكبرى، والتعامل معهم على اساس الشراكة الكاملة من الند للند. واضاف المصدر: يسعى الغرب وحلفاؤه العرب الى فصل سورية عن ايران، وهاهي واشنطن قررت اعادة سفيرها قريبا الى دمشق، وقد بعثت بأكثر من موفد ديبلوماسي أو سياسي لعقد لقاءات مع السوريين.
الا ان سورية تركز على التعامل الكامل والمباشر مع واشنطن على اساس التعاطي مع الاصيل، لا مع الوكيل، وهي تطلب استئناف المفاوضات مع اسرائيل، والاقرار بدورها ونفوذها في لبنان، والعراق، والملفات الاقليمية الاخرى، اضافة الى مدها بالمساعدات المالية.
وعود غير قابلة للصرف
وقال: يهتم السوريون بحماية نظامهم، وهم لا يرتاحون الى مسار المحكمة الخاصة بلبنان، ويعتبرون انه لا ضمانة قد اعطيت لهم من هذا القبيل بشكل فعلي. ويرى السوريون انهم حصلوا حتى الآن على وعود براقة، لكنها غير قابلة للصرف.
وفي رأي المصدر القريب من تيار المستقبل «ان التجارب تظهر ان سورية ستعطى نفوذا في لبنان، لكنها لن تستعيد وصايتها عليه، وان افق السلام واعادة الجولان الى دمشق يضيق يوما بعد آخر، وان الملف الفلسطيني امام حائط شبه مسدود، اضافة الى انه لا احد يستطيع ان يتحكم في مسار المحاكمات الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري».
وكان ديبلوماسي اميركي اكد في غداء اقيم في السفارة الاميركية امس الاول بحضور السفيرة ميشيل سيسون، والنائب مروان حمادة، والنائبين السابقين مصطفى علوش، وفارس سعيد، وميشال مكتف، ان فرص اطلاق العملية السلمية في المنطقة ليست كبيرة، وان الدول العربية تتحمل مسؤولية اساسية عن ذلك.
ووفقا للمصدر، سأل هذا الديبلوماسي عن رأي الحاضرين بسياسة الرئيس الاميركي باراك أوباما تجاه لبنان، والمنطقة، فأجابوه: «ما شفنا خيرو من شرو حتى الآن».
جنبلاط يعمل على تحييد الدروز
المصدر توقع ان تنطلق المفاوضات الغربية مع ايران بعد شهر رمضان، وهي قد تستمر الى مطلع العام الجديد، وقال: المتوقع ان النظام الايراني سيتشدد، كونه لا يستطيع ان يتراخى، لئلا يفقد عناصر هيبته، وخشية الآخرين منه، الامر الذي يرجح فشل هذه المفاوضات، وفتح الافق امام كل الاحتمالات، واعادة لبنان ساحة لأي صراع ايراني مع اسرائيل والغرب، مع ما يعني ذلك من احتمال لوقوع مواجهة اسرائيلية مع حزب الله.
وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله طالب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في لقائهما الاخير بإعطاء المعارضة «الثلث المعطل»، مؤكدا ان السلاح وحده يبقى ضمانة للسلاح بحسب المصدر.
واضاف: من هنا خشية النائب وليد جنبلاط وحرصه على ألا تكون الطائفة الدرزية الضحية الاولى لأي صراع خارجي، وللمحكمة الخاصة بلبنان، ونقل عنه قوله ان السنة لا يجرؤون على القتال مما يستدعي تحييد الدروز بما ان حزب الله يعتبرهم ملحقين بالحريري.
وتابع يقول السنة، والمسيحيون لا يعيرون جنبلاط أي جدية، ومصداقية، وهم يعرفون اسباب مواقفه، لكنهم لا يقبلون بأسلوبه، ولا يرون مبررا لطريقته التي تؤذي على مختلف المستويات.
واضاف: صحيح ان جنبلاط يرتكب الاخطاء التي لا تحصى ولا تعد، لكنه سيبقى في صفوف 14 آذار، اذ ان حزب الله لا يقبل وجود شريك قوي وفاعل الى جانبه كوليد جنبلاط، لذلك لا غنى للاخير عن 14 اذار.
الحريري لن يعتذر
ومما تقدم يستنتج المصدر بالقول: يمكن تفسير بقاء المساعي المتعلقة بتشكيل الحكومة اللبنانية في مربعها الاول، والاستنتاج السهل انه بقدر ما تنفرج مع سورية، بقدر ما سيتاح للبنانيين تحقيق تقدم في الملف الحكومي، وان كان رئيس المجلس نبيه بري وعد باستكمال هذا الملف قبل نهاية الشهر الجاري، ويندرج كلامه في سياق أسلوبه المعتاد الذي يقوم على تحميل الآخرين باستمرار مسؤولية افشال الامور كافة.
واضاف: لكن الحريري نفسه طويل، بل أطول من نفس رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، وهو باق وصامد، ولن يعتذر، اقله حتى يمضي موسم الاصطياف بهدوء، ويعود بالفائدة الكبرى على جميع اللبنانيين، اضافة الى حرصه على استمرار الهدوء على الساحة اللبنانية.