- الجميل رداً على جنبلاط: لا تحالف يحمي لبنان من دون المسيحيين
بيروت ـ عمر حبنجر
المشهد الحكومي على ما هو عليه، مشاورات واتصالات وتسريب معلومات، ومكانك راوح.
الاتصالات بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري وحزب الله عبر المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله تكررت، وكان للأمين العام نفسه امس اطلالة على الاوضاع الداخلية والاقليمية بمناسبة ذكرى تبادل الأسرى مع الاسرائيليين بموجب ما سمي بعملية «الرضوان»، وترددت صيغ رقمية جديدة للحكومة المنتظرة، لكن الرئيس ميشال سليمان رفض تمثيلا لا يعطيه هامشا عريضا من الوزراء، بحسب اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله.
لقاء إيجابي بين الحريري ومعاون نصر الله
وفيما اكتفى مكتب الحريري بالقول انه تم عرض آخر المستجدات مع معاون نصرالله الحاج حسين خليل، حول تشكيل الحكومة الجديدة، أوضحت أوساط الرئيس المكلف ان اجواء اللقاء كانت ايجابية، وان المشاورات مفتوحة بين الأكثرية والمعارضة ولم تستبعد عقد اجتماع بين الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون المتمسك بتوزير صهره جبران باسيل، رغم تحفظه القديم من حيث المبدأ على توزير الخاسرين في الانتخابات.
خليل قال بعد الاجتماع، هناك نقاش جدي وإيجابي وبناء، وان الحوار في أوجه بيننا وبين رئيس الحكومة المكلف والمناخات مشجعة، حتى الآن، مشيرا الى ان العوامل الخارجية وتحديدا السعودية والسورية هي عوامل داعمة ومساعدة، لكن الأساس هو التوافق اللبناني. زوار سليمان نقلوا عنه توقعه انجاز اتفاق على تشكيل الحكومة قبل الأول من اغسطس وهو الموعد الذي سيلقي فيه خطابا بمناسبة عيد الجيش، وأكد الزوار على ان الرئيس لم يضع شروطا على تشكيل الحكومة لا من ناحية الشكل ولا من ناحية مواصفات الوزراء، في حين يدعي بعض المعارضين ان الرئيس مدعوما من البطريرك الماروني نصرالله صفير، يصر على هامش واسع داخل الحكومة.
بري على تفاؤله
رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتعرض لحملات تهشيم من جانب بعض أطراف 14 آذار على خلفية دوره في ابتعاد النائب وليد جنبلاط عن سرب الحلفاء، منذ انتهاء الانتخابات، اكتفى امس بالقول: «كنت بالأمس متفائلا ولا أزال متفائلا اليوم».
وردا على سؤال لجريدة «الأخبار» المعارضة قال: لا شيء ننتظره من الخارج في ملف العلاقات السورية ـ السعودية».
الصحيفة عينها نقلت عن مصدر واسع الاطلاع ان الحريري يقول صراحة انه ليس من داع للاستعجال مادمنا جميعا متفقين على ضرورة حصول رعاية سورية ـ سعودية للاتفاق، ولا بأس بانتظار نتائج ما يحصل على هذا الصعيد.
المعارضة لمشاركة فاعلة وإلا فلا..
لكن مصدرا معارضا أبلغ صحيفة «السفير» انه بمعزل عمن طلبوا ان يكونوا الضمانة، فان المعارضة لن تقبل بأي ضمانة الا من خلال صيغة المشاركة الفاعلة والضامنة. والواضحة والمحددة، تعطي المعارضة ما تطلبه من الرئيس المكلف والا فإن المعارضة لن تقف حجر عثرة في طريقه لتشكيل حكومة أكثرية من دون معارضة. وواضح ان مثل هذا الخيار، خيار حكومة الأكثرية النيابية، يرفضه الرئيس سليمان «لتعارضه مع مبدأ الشراكة الوطنية والتوافق»، وليس معقولا ان تأخذ به الأكثرية خصوصا بعد توجه أحد أقطابها النائب وليد جنبلاط إلى تشكيل حيثية نيابية شبه مستقلة عن 14 آذار لكتلته المؤلفة من 11 نائبا، مما يقلص الفارق بين الأكثرية والأقلية المعارضة الى 3 أصوات (60 للموالاة و57 للمعارضة!).
السفير الإيراني: ندعم الحريري
في هذا الوقت أشاد سفير إيران في بيروت محمد رضا شيباني بتكليف النائب الحريري بتشكيل الحكومة. ونقلت «المنار» عن شيباني قوله ان الفترة المقبلة حساسة وتستوجب من جميع الفئات اللبنانية العمل على إشاعة أجواء الثقة وإلغاء كل الحساسيات التي تولدت في السنوات الماضية.
وقال انه شدد خلال لقاءاته مع الشخصيات اللبنانية على التوافق وعن تكليف الحريري بتشكيل الحكومة. واوضح السفير الإيراني: بعيدا عن المناصب الحريري شخصية محترمة بالنسبة إلى إيران، ولم تنقطع علاقتنا معه في مختلف الظروف، واختياره لتشكيل الحكومة كان خيارا جيدا، وقد أبدينا الاستعداد خلال لقائه لوضع كل ثقلنا لإنجاح مهمته، وان الدعوة قائمة له لزيارة طهران.
دعوة مفتوحة لجنبلاط
ووصف شيباني تحركات جنبلاط بالتحركات السياسية المهمة، كما وصفه بالقول «انه من اصدقائنا القدامى وموقعه في الحياة السياسية اللبنانية مهم»، مشيرا الى دعوة مفتوحة وجهت الى جنبلاط إلى غداء أو عشاء في السفارة يكون خلالها الوقت كافيا لتبادل وجهات النظر في كل المواضيع. وأضاف شيباني: «إيران تستخدم ثقلها الاقليمي لتشجيع التوافق، لكن لن نتدخل لأن اللبنانيين أقدر من الآخرين على معرفة مصلحتهم».
غير ان رئيس حزب الكتائب أمين الجميل وصف كلام جنبلاط الداعي الى تحالف قوي على الساحة الاسلامية بينه وبين حركة امل وحزب الله وتيار المستقبل، ما أحدث موجة استياء لدى مسيحيي 14 آذار، بأنه «زلة لسان».
وقال الجميل: لا يمكن قيام تحالف يحمي لبنان من دون المسيحيين. وان التحدث عن الانعزال من جانب جنبلاط في غير مكانه. اشارة الى ان الجميل استقبل الوزير السابق المعارض وئام وهاب لثلاث ساعات.
هذا وقال عضو كتلة الإصلاح والتغيير النائب سليم سلهب، ان المعطيات الراهنة داخليا وخارجيا لا توحي بإمكان تشكيل الحكومة بالسرعة المطلوبة.
ورفض سلهب الكلام عن محاولة العماد عون اضعاف رئيس الجمهورية ووصف هذا الكلام بـ «التحريض».