Note: English translation is not 100% accurate
البيت الأبيض يتعامل بفتور مع توصيات مجموعة دراسة العراق
الجمعة
2006/12/22
المصدر : الصحافة العالمية
يتعامل البيت الابيض بفتور ملحوظ مع توصيات «مجموعة دراسة العراق» التي طالبت بانسحاب القوات الاميركية من العراق وبدء مفاوضات عاجلة مع كل من سورية وايران.
ومع تدهور الوضع الأمني العراقي ظهر الى السطح تساؤل يقول: هل يتعين على الولايات المتحدة التفاوض مع سورية وإيران حول مستقبل العراق؟ فهذان البلدان يناصبان الولايات المتحدة عداء مستمرا، ومع ذلك تقول «مجموعة دراسة العراق» ان الولايات المتحدة سبق أن فاوضت أنظمة أكثر عداء في تاريخها، مشيرة إلى النظام السوفييتي خلال الحرب الباردة، ومشددة على أن مهارة الديبلوماسية الأميركية قادرة على إدارة المفاوضات على نحو يبعدها عن القضايا التي لن تتنازل أميركا بشأنها مثل الملف النووي الإيراني، والتركيز على القضايا التي يمكن أن تفضي إلى تعاون مشترك.
ويتضح، حسب هذه المقاربة التي تدعمها «مجموعة دراسة العراق»، أن المفاوضات مع طهران ودمشق باتت ضرورية، حتى ولو انتهت إلى الفشل، فلا ضير في إجراء محادثات مع النظامين، من حيث المبدأ.
والواقع أن هذه المقاربة تنطوي على مغالطة كبيرة، فضلا عن أن إجراء مفاوضات لذاتها قد تكون له أضرار فادحة.
وفيما يتعلق بمقولة وينستون تشرشل الشهيرة التي كثيرا ما يستشهد بها مؤيدو المفاوضات «الكلام أفضل من الحرب»، فهي لم تكن تعكس سياساته على أرض الواقع.
فقد رفض تشرشل عام 1940 التفاوض مع النظام الفاشي في إيطاليا، رغم الضغوط الحكومية الشديدة التي تعرض لها، خوفا من أن يؤدي السلام مع أحد حلفاء هتلر إلى فتور عزيمة بريطانيا في مواجهة ألمانيا النازية.
فخلال القمة الأميركية السوفييتية التي جمعت بين الرئيس الأميركي ايزنهاور ونظيره السوفييتي نيكيتا خروتشوف عام 1959 غذى الرئيس الأميركي غرور خروتشوف بعدما وصفه بالقائد العظيم واستضاف الوفد السوفييتي في كامب ديفيد.
وبالإضافة إلى ذلك وافق ايزنهاور على عقد قمة أخرى سنة 1960 لتخصص تحديدا لمناقشة المسألة الألمانية باعتبارها كانت قضية مهمة إبان الحرب الباردة وتحتل أولوية ديبلوماسية مستعجلة.
لكن موسكو استنتجت أن واشنطن التي هالتها القوة العسكرية السوفييتية يمكن الضغط عليها لدفعها إلى التخلي عن برلين.
ولتعزيز ما اعتقد خروتشوف أنه ضعف أميركي كثف جهوده عبر استخدام خطاب سياسي متغطرس، وتوظيف المعلومات الاستخباراتية لخداع الولايات المتحدة وحملها على الاعتقاد أن القوة النووية السوفييتية هي أكبر من مثيلتها الأميركية.
والسبب أن ايزنهاور رفع من سقف الطموح الديبلوماسي وإمكانية تحقيق انفراج في العلاقات الأميركية السوفييتية إلى مستوى غير واقعي كانت له نتائج عكسية فاقمت التوتر أكثر بين القوتين العظميين وقتها.
وفي يونيو 1961 لم تساعد أيضا قمة كيندي وخروتشوف في تحقيق أي تقدم ديبلوماسي بعدما اعتقد الزعيم السوفييتي أن الرئيس الأميركي الشاب ضعيف ولا يقوى على مواجهته.
وفي هذا الإطار فإن أية توصية تحث الولايات المتحدة على الدخول في حوار مع إيران وسورية دون تحديد الأمور التي ستتنازل عنها واشنطن هي خاطئة من أساسها، ذلك أن عملية التفاوض تستدعي عقد صفقة ما يتم من خلالها الحصول على أشياء مقابل التخلي عن أخرى.
والسؤال الذي يبرز في هذا السياق أمام لجنة بيكر وجميع المدافعين عن إجراء مفاوضات مباشرة وغير مشروطة مع إيران وسورية هو: ما الذي تطمح الولايات المتحدة إلى كسبه من وراء المفاوضات؟ وماذا ستعطي هي في المقابل؟ هذا السؤال المزدوج لم يجب عليه أحد، ولا نعتقد أنه سيجد إجابات شافية في المقبل من الأيام.
وفي الوقت نفسه علينا ألا ننسى تكلفة التفاوض مع طهران ودمشق التي لم تعد خافية على أحد.
فإذا كانت كل من فرنسا والولايات المتحدة قد ضغطتا على النظام السوري للاشتباه في تورطه بجرائم اغتيال مسؤولين لبنانيين، فإن مجرد التفاوض معه يفيده.
أما التفاوض مع إيران فسيضعف الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي عليها لإقناعها بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم قبل إجراء أية مفاوضات معها.
واللافت أن «مجموعة دراسة العراق» التي ركزت في تقريرها على ضرورة تكثيف الجهود الديبلوماسية، تغفل أن المفاوضات عموما هي سيف ذو حدين، قد تكون له إيجابيات بقدر ما له سلبيات أيضا.
عن «لوس إنجليس تايمز»
اقرأ أيضاً