ادلى الناخبون الموريتانيون باصواتهم امس في اول انتخابات رئاسية منذ الانقلاب الذي اطاح بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله في أغسطس الماضي.
ويبلغ عدد من يحق لهم الإدلاء بأصواتهم أكثر من مليون و200 ألف ناخب بينما بلغ عدد مراكز الاقتراع 2514 مركز تصويت.
ويرجح محللون فوز قائد الانقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز بمواجهة 8 مرشحين اقواهم علي ولد محمد فال الذي قام بانقلاب في 2005 والسياسي المعارض المخضرم احمد ولد داده ورئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير المرشح عن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية المناهضة للانقلاب.
ومن المرجح ان تؤدي وعود عبدالعزيز بخفض اسعار المواد الغذائية والوقود الى جعله محببا للموريتانيين الذين يعيش 40% منهم تحت خط الفقر.
وقال الجنرال ولد عبدالعزيز في تصريح صحافي بعيد الادلاء بصوته قرب القصر الرئاسي «انا واثق اننا سننجح من الدورة الاولى. وسيكون فوزا لموريتانيا برمتها والشعب الموريتاني. سيكون فوزا للتغيير من اجل موريتانيا مزدهرة، تستحق استقلالها».
كما ادلى العقيد ولد محمد فال الرئيس السابق للمجلس العسكري الحاكم (2005 ـ 2007) والمرشح الى الانتخابات الرئاسية بصوته وقال «تجري عمليات غش واسعة النطاق في الداخل وفي نواكشوط. نحن نطلع على المسألة وان تأكدت سنعلم السلطات المختصة والمراقبين».
واضاف بعيد اقتراعه «تم شراء الضمائر، وبطاقات الانتخاب وغيرها من وثائق الانتخاب. استهدفت قرى بكاملها عبر الضغوط المالية لدفعها الى التصويت لمرشح او لآخر. هذا الامر خطير».
هذا واكد رئيس المجلس الوطني ومرشح الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية المعارضة للانقلاب ان تطوي البلاد صفحة الانقلابات.
وقال مسعود بولخير «آمل ان يؤدي استحقاق اليوم (امس) الى سلوك موريتانيا طريقا جديدا من الديموقراطية والوحدة والتضامن، طريقا جمهورية تبعدها عن السلطات الاستثنائية والعسكرية».
واضاف «آمل بحق ان يفوز الافضل والا نحتاج الى دورة ثانية».
من جهته، طلب الرئيس الانتقالي با مباري الذي يتولى مهامه منذ استقالة رئيس السلطة العسكرية في ابريل من الموريتانيين «الاقتراع بكثافة»، واضاف «انا سعيد برؤية طوابير الانتظار الطويلة امام مكاتب الاقتراع».
ولم تقع اي حادثة خطيرة تذكر في البلاد بحلول الظهر امس لكن تم تعزيز الامن في مكاتب الاقتراع التي انتخب فيها المرشحون.
وجعل عبدالعزيز مكافحة الارهاب حجر زاوية في تبريره للاستيلاء على السلطة متهما الرئيس السابق بالتراخي بشأن تنظيم القاعدة.
وموريتانيا حليفة للغرب في مكافحة القاعدة على الرغم من ان التهميش الدولي الذي بدأ بعد انقلاب اغسطس زاد عندما اغلقت السفارة الاسرائيلية في مارس احتجاجا على غزو اسرائيل لغزة.
وقبل ساعات من بدء التصويت حدث إطلاق نار بين الشرطة وشخصين في احدى ضواحي نواكشوط التي شهدت مقتل عامل إغاثة أميركي على يد أعضاء مشتبه فيهم من تنظيم القاعدة في 23 يونيو.
وتردد أن أحد الشخصين اللذين يشتبه في تورطهما في عملية القتل أصيب بجروح. وقد أعتقل الاثنان فيما بعد. وكان أحدهما يحمل حزاما ناسفا. وقد تنحى عبدالعزيز من منصبه كرئيس للمجلس العسكري للمنافسة على منصب الرئيس في الانتخابات التي كان مقررا إقامتها في البداية في 6 يونيو.
واشرف على الانتخابات اكثر من 320 مراقبا دوليا من عدة منظمات منها الامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمة الدولية للفرانكفونية وفرنسا واسبانيا وتجمع دول الساحل والصحراء واتحاد المغرب العربي.