احيا مئات الآلاف من الشيعة، وغالبيتهم العظمى من العراقيين، ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم امس في بغداد وسط اجراءات امنية مشددة تحسبا لاعمال عنف قد تستهدف تجمعات المحتفلين.
وقال امين عام الروضة الكاظمية فاضل الانباري لوكالة «فرانس برس» «نستقبل الزوار لليوم الرابع على التوالي واعدادهم حوالي خمسة ملايين، من العرب والاجانب»، ولم يكن ممكنا التأكد من هذه الارقام من مصادر مستقلة.
واكد ان «مئات الآلاف امضوا ليلتهم داخل المرقد وفي جنباته لاحياء الذكرى الذي يبلغ ذروته السبت (امس)» موضحا ان «الزيارة نموذجية من جهة الاجراءات الامنية والانضباط والخدمات».
واضاف الانباري ردا على سؤال حول اعمال العنف التي تستهدف الزوار ان «اصرار العراقيين يدفع الارهابيين الى شن هجمات، ان تحدي الارهابيين هو خير دليل على وحدة العراقيين وصمودهم امام التكفير والارهاب».
بدوره قال مصدر امني في الكاظمية (15 كلم شمال بغداد) ان «الاجراءات الامنية التي اعدتها وزارة الداخلية منعت اعمال العنف».
واضاف رافضا الكشف عن اسمه «ان الحوادث الامنية تقع بشكل شبه يومي مع الذكرى او دونها لكن لم يقع اي حادث داخل حرم المرقد او بقربه».
وانتشرت على طوال الطريق المؤدي الى المرقد مئات السرادقات التي تقدم الطعام والماء للزائرين القادمين سيرا من المحافظات الجنوبية خصوصا.
وغصت الشوارع المحيطة بالمرقد بالرجال والنساء والاطفال الذين يحملون رايات اسلامية خضراء وسوداء. ويمر الزوار في شوارع بغداد الرئيسية حيث انتشرت سرادقات تقدم لهم الطعام والماء اثر وصولهم من وسط وجنوب البلاد.
واتخذت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة لحماية الزوار تمثلت في منع سير الدراجات النارية وعربات البضائع ونشر الشرطة والجيش في الطرق التي سلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد.
كما اغلقت السلطات شوارع وجسوراً امام الدراجات والعربات لضمان امن الزوار.
وتعرض الزوار لسلسلة هجمات في اليومين الماضيين بعبوات ناسفة اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم رجل وزوجته واصابة 38 آخرين بينهم نساء بجروح.
ويعتقد الشيعة بان الامام الكاظم وأحد ألقابه المؤثرة «كاظم الغيظ» هو صاحب كرامات ويوجهون طلباتهم اليه بصفته «ابوالحوائج» كما يطلقون عليه لقب «قتيل الظلمات».
والامام الكاظم نجل الامام جعفر بن محمد ولقبه الصادق، وهو سابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثنى عشرية. وقد ولد في منطقة تعرف بالابواء بين مكة والمدينة وتوفي في سجن السندي ابن شائك حيث كان يعتقل في بغداد.
وتتهم الادبيات الشيعية الخليفة العباسي هارون الرشيد بقتل الامام عبر دس السم له بينما كان في السجن.