- لا أحد يمكنه أن يتعاطى مع لبنان ولا يتعاطى مع حزب الله
- فليشكلوا حكومة أكثرية إذا أرادوا إنما ذلك يخالف «العيش المشترك»
بيروت ـ اتحاد درويش
اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن ان ما يؤخر اعلان الحكومة هو عدم الاتفاق على مفهوم الشراكة التي هي المشاركة الحقيقية والفاعلة يكون فيها لكل الفرقاء اللبنانيين دور في صناعة السياسات والقرارات الاساسية في لبنان.
واوضح في حديث لـ «الأنباء» انه حتى الآن لم يتم التوصل الى مفهوم مشترك لصيغة الشراكة في الحكومة، لافتا الى ان المعارضة تتحدث في اللقاءات والمشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري بما تريده، اما خارج هذه اللقاءات فلا تتحدث حتى تأخذ المفاوضات مجراها الطبيعي بعيدا عن الاثارة الاعلامية.
مجرد أرقام
وقال الحاج حسن، في معرض رده على مطالبة المعارضة بالثلث المعطل، ان المعارضة تترك الامور التفصيلية للاتصالات والمشاورات، اما الموضوع المبدئي فهو انها تريد مشاركة فاعلة تؤمن الشراكة الحقيقية ولا تجعل من الوزراء مجرد ارقام.
اما لناحية ما اعلنه المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل من انه لم يسمع من الرئيس المكلف رفضا للثلث المعطل، وان بعض الاطراف في قوى 14 مارس ترفض اعطاء المعارضة الثلث الضامن، فكان ان اجاب بأنه لم يسمع من الرئيس المكلف رفضا لهذا الموضوع.
وردا على سؤال يتعلق بعدم اشارة الرئيس المكلف الى قبوله بالثلث المعطل، اجاب: لذلك ماتزال الاتصالات مستمرة، واستبعد نائب حزب الله ان يتحول موضوع تأليف الحكومة الى ازمة وان استغرق بعض الوقت، لافتا الى ان المصلحة تقتضي ان نأخذ وقتنا حتى نتخذ قرارات صحيحة، مؤكدا انه لا تعقيدات موجودة بقدر ما يتعلق بكل طرف لديه وجهة نظر ولم يتم الاتفاق بعد على وجهة نظر مشتركة.
ورفض الحاج حسن الدخول في الصيغ الحكومية المتداولة لناحية الارقام وتوزع الوزراء والحصص بين الاقلية والاكثرية، مجددا القول بحكومة وحدة وطنية تؤمن الشراكة الحقيقية والفاعلة.
وعن موقف حزب الله اذا ما كان يطالب بضمانات لسلاح المقاومة، اكد ان هذا الموضوع خارج اطار المشاورات الجارية بشأن تأليف الحكومة، وان الحزب لا يطالب بضمانات لأن هذا الموضوع متروك لطاولة المفاوضات.
اما عن دعوة البعض الى ان تشكل الاكثرية الحكومة بمعزل عن المعارضة، فقال: فليشكلوا حكومة، انما ذلك بخلاف ميثاق العيش المشترك وتركيبة لبنان التوافقية ومصلحة لبنان، وهم يدركون ذلك، ورغم انه لم يحصل اتفاق فإن الاجواء ايجابية وهناك حوار ونقاش هادئ.
تجربة ناجحة
وردا على سؤال حول اعتبار البعض ان تجربة حكومة الوحدة الوطنية والثلث الضامن او المعطل لم تكن ناجحة، قال: ان تجربة حكومة الوحدة الوطنية هي افضل تجربة، وكانت افضل من الحكومة التي سبقتها والتي كانت حكومة قطيعة، وان حكومة الوحدة الوطنية عينت المجلس الدستوري واصدرت قانون الانتخابات واجرت العملية الانتخابية واتخذت عشرات بل مئات القرارات في جلسة واحدة.
واضاف قائلا: ان من يعترض على حكومة الوحدة الوطنية فليقل لنا لماذا كانت هذه التجربة غير ناجحة، انا اقول ان تجربة حكومة الوحدة الوطنية بالثلث الضامن كانت تجربة ناجحة وبات هناك استقرار وامن وحركة سياسية واقتصادية واجتماعية وسياحية، طبعا القرارات الكبيرة يلزمها توافق وتفاهم حتى تمر في مجلس الوزراء، أليست هذه هي الشراكة؟ والشراكة لا تعني ساعة يشاءون يتفاهمون معنا وساعة لا يشاءون لا يتفاهمون.
وفيما خص طرح النائب ميشال عون المتعلق باعتماد التمثيل النسبي في تأليف الحكومة، قال: نحن لا نطرح مطالبنا في العلن بل عبر قنوات التفاوض، لذلك نصر على حكومة وحدة وطنية فيها قاعدة للشراكة الحقيقية تعتمد ما نتفق عليه، انما لم نتفق بعد، فلماذا القول ان هذه الفكرة صحيحة وهذه خطأ، انما موضوع النسبية جدير بالدرس والتفكير.
نغمة الأغلبية والأقلية
وردا على سؤال حول اعتبار الرئيس امين الجميل موضوع النسبية والثلث المعطل يؤسس لكونفيدرالية الطوائف واتهام المعارضة بأنها تمهد لتعديلات في النظام عبر عرقلة التشكيل، قال النائب الحاج حسن: نسمع كلاما كثيرا من بعض فرقاء 14 آذار وتحديدا من بعض الشخصيات، حيث كل منهم يبدي وجهة نظره، ووجهة النظر التي قالها الرئيس الجميل غير صحيحة، لأنه اذا كانت هناك شراكة ففي كل دول العالم تشكل حكومة وحدة وطنية تعتمد ما تطرحه المعارضة، ولننظر الى التجارب السياسية الموجودة في المنطقة والعالم، وامر طبيعي عندما يدخل المعارض الى حكومة يكون شريكا في صنع القرارات والسياسات، لا ان يكمل العدد ويكون خارج صناعة القرارات والسياسات.
واضاف قائلا: في كل انظمة العالم لا يوجد نظام طائفي كالنظام الطائفي اللبناني بهذا الشكل الواضح في الدستور، فلا يجوز عندما يحلو لنا نعتمد النظام التوافقي ونقول ان لبنان بلد التوافق وعندما لا يحلو لنا نعود الى نغمة الاغلبية والاقلية.
الأساس التفاهم اللبناني
اما لجهة العلاقة السعودية ـ السورية ودورها في انضاج الحكومة المرتقبة، فاوضح ان الحكومة هي حكومة لبنان، وبالتالي لابد ان يكون التفاهم اللبناني هو الاساس في تشكيل الحكومة، فاذا اراد احد من الخارج ان يساعد في تذليل العقبات بنصيحة نحن نشكره، هناك مداخلات تساعد على التأليف ومداخلات تحرض على التصعيد، وكان هذا الامر واضحا في تصريحات بعض السياسيين الذين زاروا لبنان، اما التفاهم والحوار السوري ـ السعودي فهو يعطي اجواء ايجابية.
وردا على سؤال حول حركة الموفدين الدوليين باتجاه لبنان ومغزاها، قال: اهلا وسهلا، يسمعون رأينا ونسمع رأيهم، وكل واحد يأخذ قراره بنفسه، شرط الا يتدخلوا في شؤوننا بطريقة فظة وتحريضية، هناك كلام غير مقبول للموفد الخارجي ورأيه غير ملزم لي اذا كنت لا اتفق معه، وهكذا يجب ان نتصرف كلبنانيين، انما هناك من يتدخل وهم كثر ولا اريد ان اسمي.
مصداقية ومناقبية
وعن اللقاءات التي تتم بين مسؤولين بريطانيين وقيادات في حزب الله، اعتبر ان حزب الله قوة سياسية اساسية في لبنان لها تمثيلها النيابي والوزاري والشعبي الواسع، ولا احد يمكنه ان يتعاطى مع لبنان ولا يتعاطى مع حزب الله.
واكد ان هناك تبدلا في اللهجة لأنهم وجدوا ان حزب الله لديه مصداقية ومناقبية في التعاطي السياسي، ولمسوا هذا الامر في الانتخابات وبالتالي يتعاطون بشكل ايجابي.
وفيما خص مواقف النائب وليد جنبلاط وانفتاحه باتجاه المعارضة واللقاءات التي تجمع الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله قال ان حزب الله والنائب وليد جنبلاط (الحزب التقدمي الاشتراكي) سلكا طريق المصالحة، واجرينا مراجعة مشتركة للفترة الماضية، وكل منا يعبر عن قناعاته بعد هذه الفترة والاتفاق هو الاصل والاختلاف هو الاستثناء، ورأى ان مواقف جنبلاط هي امر طبيعي وان ما يحصل هو عملية اعادة الالفة والتفاهم والتوافق.
نصابها الطبيعي
وعن المساعي التي يقوم بها حزب الله لجهة زيارة النائب جنبلاط الى دمشق، اشار الى ان جنبلاط عبر عن هذا الموضوع بطريقته المميزة عندما قال: اعرف ترتيب الامور. وشدد على ان حزب الله هو مع ما يساهم في عودة الامور الى نصابها الطبيعي وجاهز لها، اما التفاصيل فهي شأن داخلي بين الحزب والنائب جنبلاط، ولفت الى ان المصالحة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بدأت تتكرس على كل المستويات.
واكد ان سياسة حزب الله وخطه هي رؤية اللبنانيين متضامنين وموحدين، وايضا رؤية اللبنانيين والسوريين والعرب عموما في علاقات جيدة وفي اطارها القومي والوطني الطبيعي.
الحريري من يقرر
وردا على سؤال حول نظرة حزب الله للزيارة المتوقع ان يقوم بها الرئيس المكلف النائب سعد الحريري الى دمشق، قال: ان هذا الموضوع يعني الرئيس المكلف بتأليف الحكومة الشيخ سعد الحريري الذي يقرر متى يذهب، ولفت الى العلاقات المميزة اصلا مع سورية بحكم التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة.
من جهة ثانية وعلى صعيد التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان والمنطقة، اعتبر ان هناك تهديدات وكثيرا من الضجيج لأن الاسرائيلي معنوياته محطمة بعد حرب يوليو ويثير الضجيج، وهذا لا يعني انه يجب ان نسترخي، وفي المقابل يجب الا نعيش حالة قلق مستمرة.