لندن ـ عاصم علي
فيما جدد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي دعوته إلى مفاوضات جديدة مع حركة «طالبان» لا تستثني أحدا حتى زعيمها الملا عمر «لأن العمليات العسكرية وحدها لا تكفي»، تصاعد الجدل السياسي والاعلامي في بريطانيا حول رفض حكومة غوردون براون تزويد القوات البريطانية في أفغانستان بمروحيات تحتاج إليها لحمايتها في عملياتها البرية، علاوة على زيادة عديد جنودها. ويأتي هذا الجدل بعد مقتل 16 جنديا بريطانيا في هجمات لـ «طالبان» في إقليم هلمند منذ مطلع الشهر الجاري، واثر اضطرار قائد الجيش البريطاني السير ريتشارد دانات الى استخدام مروحية أميركية لتفقد جنوده في افغانستان، نظرا الى «عدم توافر مروحية بريطانية لهذا الغرض»، كما صرح أخيرا.وتبين أمس أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت ثلاث صفقات لشراء مروحيات «بلاك هوك» الأميركية الصنع كانت آخرها «قبل أيام فقط»، نظرا الى التقشف الحاصل في الموازنة العامة. ونشرت صحيفتان بريطانيتان رسالة بعثها وزير المعدات البريطاني كوينتين ديفيز الى شركة «سيكورسكي» الأميركية المصنعة لـ «بلاك هوك» يرفض فيها عرضها لبيع لندن مروحيات بأسعار مخفضة، وذلك رغم أن قواتها في أفغانستان تحتاج اليها لتفادي التنقل برا والوقوع في أفخاخ مقاتلي «طالبان». وبدلا من اتمام هذه الصفقة، ارتأت حكومة براون تأهيل أسطول مروحيات «بوما» القديمة التي يستخدمها الجيش البريطاني منذ فترة طويلة، وهو ما أثار انتقادات لها اتهمتها بقتل الجنود عبر التقشف، كما لفتت صحيفة «ذي اندبندنت أون صنداي». وسبق أن انتقد تقرير للجنة الدفاع في البرلمان البريطاني الأداء الضعيف لمروحيات «بوما» في القتال كونها عرضة للاستهداف.
وفي مؤشر الى انقسام في صفوف حزب «العمال» الحاكم حيال هذه القضية، كتب وزير الدفاع البريطاني السابق جون هاتون مقالة في صحيفة «ذي صنداي تلغراف» دعا فيها الى توفير مزيد من المعدات المطلوبة للجيش البريطاني وارسال مزيد من الجنود الى اقليم هلمند لتفادي وقوع مزيد من الاصابات.
16 قتيلاً في تحطم مروحية مدنية في جنوب أفغانستان
كابول ـ وكالات
فيما دعا وزير الدفاع البريطاني السابق جون هاتون إلى زيادة عدد القوات البريطانية في جنوب أفغانستان اعلنت ناطقة باسم القوة التابعة لحلف شمال الاطلسي مقتل 16 شخصا في تحطم مروحية مدنية في جنوب البلاد.
وقال بيان للقوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن بأفغانستان (ايساف) ان «المروحية المدنية تحطمت امس عند اقلاعها من مطار قندهار» جنوب افغانستان.
وقالت اللفتنانت سام ترولوف المتحدثة باسم ايساف «قتل 16 مدنيا في حادث التحطم». واضافت «هناك خمسة ضحايا آخرين نجهل حالاتهم» من دون ان تحدد ما اذا كان الامر يتعلق بقتلى او جرحى.
الى ذلك نقلت صحيفة صندي ميرور الصادرة امس عن وثائق سرية أن القوات البريطانية في أفغانستان أجبرت على ترك القنابل الحية التي تركتها حركة طالبان خارج مواقعها عدة أسابيع بسبب افتقادها الفرق الخاصة بنزع المتفجرات للقيام بإبطال مفعولها.